- مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى ولد كامل النمو، ويتطور عامًا بعد الآخر، وتوجد به إضافة ومعرفة أكثر، وتلافى بعض الأخطاء، ولا يوجد مهرجان كامل، وكل مهرجان به أخطاء وله سلبياته وإيجابياته، حتى مهرجانات أوروبا بها سلبيات أيضًا، وهذه الدورة بها برامج متنوعة وعروض مسرحية مهمة، مثل العرض الإيطالى «السجن الخشبى»، والعرض المصرى «واحدة حلوة»، فقد أعجبت بهذين العرضين جدًا، بالإضافة لعروض أخرى متنوعة، ولكن العرض التونسى «نزوة» لم يعجبنى شكلًا ولا موضوعًا.
هل أتت مسابقة التأليف المسرحى التى تم استحداثها فى الدورة الثالثة ثمارها؟
- من المؤكد، لأن لدينا نقصًا فى النصوص المسرحية، وأنا عضو فى مسابقة ساويرس للتأليف المسرحى، وقرأت الكثير من النصوص، ولكن المهم أن ترى هذه النصوص النور ويتم تنفيذها على المسرح، لأنه بالفعل هناك نصوص وهناك جيل من الشباب يؤلف، ولكن لماذا لا تخرج أعمالهم للنور؟ ولماذا لا ينهل الجيل الجديد من المخرجين من هذه النصوص الناجحة التى تحصل على جوائز.
وما الجديد الذى تم استحداثه فى مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابى هذا العام؟
- زاد عدد الورش، وهى مهمة جدًا، وزادت تكريمات نجوم المسرح من الشباب، وهذه مهمة المهرجان، بالإضافة لزيادة عدد الفرق المسرحية من مختلف دول العالم، ليحتك الشباب ويشاهد التجارب المسرحية العالمية والعربية، بعيدًا عن تجاربنا، وهناك إقبال شديد لمسته على العروض المسرحية، فالجمهور متعطش لمشاهدة المسرح الجاد، وجملة «الجمهور عايز كده» جملة غير صحيحة، لأننا لابد أن نحترم عقل الجمهور.
أى أنواع المسرح تحبه سميحة أيوب؟
- أنا مع تزاوج التجارب والأعمال المسرحية، لكن لا أحب المسرح الذى لا يحمل كلمة، لأن المسرح كلمة وإيصال الفكر بالحوار، فأنا ضد مسرح الحركة الجسدية فقط، وإلا أذهب إلى السيرك، فالمسرح ثقافة وليس مجرد فرجة، ولكن الأشكال الجديدة، ومنها الجسد، تدخل فى نسيج العمل، ولكن لا تكون هى بمفردها العمل.
من أطلق على سميحة أيوب لقب «سيدة المسرح»؟
- الرئيس السورى الراحل حافظ الأسد، حينما سلمنى وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى قال لى «تقدمى يا سيدة المسرح»، وسلمنى الوسام وبعدها نزلت للشارع، فوجدت كل التليفزيونات والإذاعات تقول لى «سيدة المسرح»، فقد أطلق اللقب من سوريا وليس من مصر، وبعدها انتشر اللقب، وكنت أول فنانة تحصل على الوسام فى سوريا، وأسعدنى جدًا هذا اللقب.
هل بالفعل سميحة أيوب هى السيدة الوحيدة فى مجال المسرح التى وصلت للعالمية، وقدمت تجارب مع مخرجين مسرحيين أجانب؟
- بالفعل فقد قدمت أعمالًا مسرحية، حوالى 4 أعمال، مع مخرجين أجانب من روسيا وألمانيا وفرنسا وإنجلترا، فقدمت مع المخرج السوفيتى مسرحية «أونكل فانيا»، ومع الألمانى قدمت «دائرة التباشير القوقازية»، وكان يساعده المخرج الراحل سعد أردش، وقدمت «فيدرا» مع مخرج فرنسى، وقدمت «أنطونيو وكليوباترا» مع مخرج إنجليزى، وهؤلاء المخرجون هم من سعوا لى لكى يقدموا تجاربهم معى، وكل مخرج تعاملت معه استفدت من تجربته معى، حتى المخرجون المصريون استفدت منهم أيضًا، ومن المخرجين الأجانب مثلًا تعلمت من المخرج السوفيتى ليسلى بلاتون الانضباط، فأنا لا أحبذ ارتداء الباروكة، لكنه أصر فاستجبت له، لأن الممثل لابد أن يستجيب للمخرج، والمخرج الفرنسى كان بيننا تفاهم كبير، وكنت فى الاستراحة أجرب أشياء فى الحركة فشاهدنى وأعجب بها واقتنع، وقال لى هذا ما كنت أفكر به، وكان مخرجًا متجاوبًا جدًا، فالحركة التى كنت لا أحبها وأغيرها كان يوافق عليها، فهو يترك مساحة للإبداع للممثل، وهذه ميزة فى المخرجين الأجانب.
هل كانت سميحة أيوب تفضل المسرح على السينما والدراما؟
- بكل تأكيد، لأن المسرح هو حياتى، ولذلك أصبحت سيدة المسرح العربى، ورفضت الكثير من الأفلام السينمائية بسبب المسرح، فالمنتجة آسيا كانت ستقدمنى فى فيلم سينمائى مهم جدًا، وعرضت علىّ 2000 جنيه فى العمل، وكان أجرى 12 جنيهًا فى المسرح، لكننى رفضت من أجل تقديم مسرحية «الإنسان الطيب»، لأننى عشقت المسرح، ولم تُغرِنى المادة ولم أخرج من المسرح القومى نهائيًا، وزملائى خرجوا والتحقوا بفرقة إسماعيل ياسين.
كيف ترى سميحة أيوب الحركة المسرحية حاليًا؟
- المسرح حاليًا يتعافى، ولكن أرجو أن ينتقى صناع المسرح الموضوعات التى تهم الناس، ولا يجذبهم الشكل، لأن عددًا كبيرًا من المخرجين حاليًا يهتمون بالشكل على حساب المضمون، لكن المسرح كلمة ورسالة تنويرية، فكيف سننير عقول الناس بدون كلمة.
وكيف ترين شكل الدراما حاليًا والتغيرات التى طرأت عليها فى تناول موضوعات جريئة؟
- التغيرات فجة، كلها سكاكين وحشيش وبنات منحرفة، فكيف نربى أجيالنا على هذا الذى يُقدم من انحراف، وهناك قلة ممن يقدمون الأفضل؟، لكنّ هناك أملًا فى مخرجين يفهمون، ولكن السواد الأعظم وروح القطيعة هى التى تسود.
وكيف تتعامل سميحة أيوب مع الجيل الحالى حينما تعمل معهم؟
- أى عمل أشارك فيه ينضبطون جدًا، ويقولون لى إن هذه الممثلة تتأخر ولكن وجودك يجعل الجميع ينضبط، وهذا ما أكدته لى المخرجة شيرين عادل، وأنا شخصيًا كل الأجيال أصدقائى.
هل تُعرض عليك أعمال خلال الفترة الحالية؟
- أعمال كثيرة، ولكن أرفضها، لأنها أعمال فجة، وأنا لابد أن أحافظ على مستواى، فبيتى أولى بى، وأنا أنظر للعمل ككل، ماذا يقول، وليس دورى فقط، ومقياسى وشروطى فى أى عمل هو أن يفيد الناس ويليق بى، مثل فيلم «تيتة رهيبة»، فأنا لا أقبل أدوارًا «كمالة عدد».
هل ترى سميحة أيوب فى الجيل الحالى أى امتداد لها فى المسرح؟
- لا يوجد امتداد، ولكن حنان مطاوع فى الجيل الحالى «ممكن ييجى منها» فى المسرح إذا التفتت له، ولكننى لا أرى أحدًا.
مَن مِن النجمات تحبيهن من الجيل الحالى؟
- أحب يسرا وإلهام شاهين وليلى علوى، ولكن الجيل الذى جاء بعد هؤلاء لا أعرفهن من بعضهن، فجميعهن تسريحة واحدة، وشكل واحد، وعرى واحد، وأداء واحد باستثناء هند صبرى ومنى زكى.
لماذا لا توجد أعمال تكتب لسنك؟
- لا أعرف، هذه مشكلة لدينا منذ قديم الأزل، لأن الحياة الإنسانية لدينا تصل لسن الـ 35، وبعض النجمات تتقدم فى السن لكنها تقدم سنًا أصغر، وهذا خطأ كبير لابد أن يتداركه كُتاب السينما والدراما.
وما رأيك فى الكتابة من خلال الورش؟
- أنا ضد هذه الورش تمامًا، لأن المؤلف لابد أن يكتب العمل من بدايته حتى نهايته، حتى لا يحدث الانفصال الفكرى فى العمل، وحتى لا يكون «طعم الكلمة» متغيرًا فى مثل هذه الأعمال.
هل لديك «فيس بوك» أو «إنستجرام» أو «تويتر»؟
- لا أعرف هذه الأشياء، ولا أستخدم الموبايل إلا فى الاتصال، فعقلى يرفض مثل هذه الوسائل.
لماذا اختفى المسرح الاجتماعى بعد رحيل جيل الكُتاب الكبار وكان منهم الكاتب الراحل سعد الدين وهبة؟
- التغريب فى المسرح، والرموز الكثيرة هى السبب، فالجمهور يعزف عن المسرح بسبب التغريب فى المسرح، فالجمهور لا يحب الإغراق فى الغموض، فمثلًا «سكة السلامة» كل مشاهد يراها من وجهة نظره، المثقف يراها برؤيته وثقافته، لأن العمل غنى، لكن التجريب والتغريب سبب عزوف الناس عن المسرح، وحاليًا مسرح الدولة يحاول، وأن لست مسؤولة حاليًا، كنت من قبل مسؤولة لكننى حاليًا «متفرجة»، وتأثيرى لمن يريد نصيحة، فهو تأثير خاص، ومن خلال لجنة المسرح نكتب توصيات ولكن لا تنفذ.
هل الإنتاج يمثل أزمة حاليًا فى المسرح؟
- الإنتاج حجة، فالمخرج يمكن أن يقدم المسرحية بستائر، فالفكر هو الأهم فى المسرح، والشكل يأتى بعد المضمون وليس العكس.
ما أهم الشخصيات التى قدمتها سميحة أيوب ولاقت نجاحًا كبيرًا مع الجمهور؟
- كثيرة، منها مثلًا «سوسو» فى «سكة السلامة»، و«رابعة العدوية»، وشخصية «شنتيه وشويتا» فى مسرحية «الإنسان الطيب»، وشخصية «فشناتزيه» فى مسرحية «دائرة التباشير القوقازية»، وشخصية «خضرة» فى «كوبرى الناموس»، و«سلمى» فى «السبنسة»، و«عايدة» فى «بير السلم»، وشخصية المرأة فى «يا سلام سلم الحيطة بتتكلم»، وهنام فيدرا، وكليوباترا، ودور «إيميليا» فى «تاجر البندقية»، فقد قدمت أكثر من 170 مسرحية.
لماذا لم تقدم سميحة أيوب مسرحيات «منودراما»؟
- لا أحب المنودراما كممثلة، لكننى أحب مشاهدتها وأستمتع بها، وعُرض علىّ الكثير من المسرحيات، وكُتب لى الكثير أيضًا، لكن شهيتى لم تأت على المنودراما.
من المسؤول عن تدهور الحالة المسرحية حاليًا؟
- كلنا مسؤولون بما فينا الشباب، فالحكومة تدعم وتمنح الفلوس، لكن الحركة المسرحية تعتمد على الشباب، والتغريب والتجريب هما سبب هروب الجمهور من المسرح، فعدم الفهم يبعد الجمهور.
هل استغل مسرح مصر ذلك وجذب الجمهور بالكوميديا؟
- مسرح مصر ليس مسرحًا، لكنه اسكتشات، والجمهور لم يجد غيرها، وكلما «هلسنا» استجاب الجمهور.
وما رأيك فى إعادة الأعمال المسرحية؟
- لابد من إعادتها، فمثلما نعيد الأعمال الأجنبية، مثل «هاملت» لشكسبير، و«البخيل» لموليير، وغيرهما من الأعمال، لابد أيضًا أن نعيد الأعمال المصرية لكبار الكتاب، مثل رشاد رشدى، ونعمان عاشور، وسعد الدين وهبة، وتوفيق الحكيم، وغيرهم من الكُتاب الكبار، فأعمالهم رائعة وقابلة للتقديم، وقدمت هذه الأعمال فى عصر النهضة المسرحية التى صنعها عبدالناصر، فقد كان محبًا للفن ويقدره.
ما رأيك فيما يُقدم من إغراء حاليًا؟
- ليس إغراء، لكنه عرى، وهناك فرق كبير بينهما، فأنا قد قدمت الإغراء وأنا أرتدى ملابس محتشمة، لأن الإغراء بالنظرة والابتسامة، وبنبرة الصوت، وليس «لحمة».
لماذا السينمائيون فى مصر ما زالوا يتحسرون على أيام سعد الدين وهبة، ولماذا كان هذا الرجل هو أنجح من أدار مهرجان القاهرة السينمائى؟
- «أنا كنت عايشة فى مطبخ مهرجان القاهرة السينمائى»، وكنت على دراية بكل تفاصيله، وسعد الدين وهبة شخصية أسطورية، ورجل وطنى ومثقف وكاتب سيناريست سينمائى، قدّم أعمالًا مهمة وعلامات فى تاريخ السينما، ويتمتع أيضًا بشخصية إدارية، وذهنه دائمًا حاضر ورجل معلوماتى، وأنشأ الثقافة الجماهيرية، وحقق بها النهضة الثقافية، وكتب من قبل رجاء النقاش عنه قائلًا: «سعد الدين وهبة كلما يدخل خرابة يجعلها بستانًا من الزهور»، فكل هذه الصفات اجتمعت فى رجل واحد، ولذلك كان الأنجح فى إدارة المهرجان، وهو من منحه الشرعية.
هل تفتقد سميحة أيوب سعد الدين وهبة؟
- أفتقده فى حالتين، الأولى حالتى كمواطنة، والثانية حالتى كزوجة.
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية
تحية وتقدير واحترام للفنانة القديرة سميحة أيوب
وحشتينا ووحشنا فنك الجميل الراقي