سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 13إبريل 1997.. وفاة مصطفى أمين رائد «مدرسة الخبر» فى الصحافة المصرية وصاحب «الأعلى توزيعاً للصحف»

الجمعة، 13 أبريل 2018 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 13إبريل 1997.. وفاة مصطفى أمين رائد «مدرسة الخبر» فى الصحافة المصرية وصاحب «الأعلى توزيعاً للصحف» مصطفى أمين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أن نتحدث عن تاريخ الصحافة فى مصر، بدءًا من النصف الأول من القرن العشرين، فحتمًا سيكون مصطفى أمين وشقيقه على أمين فى صدارة مشهدها، ولمصطفى وحده المكانة الأكثر تميزًا وبريقًا، فهو حسب نعى نقابة الصحفيين المصرية له يوم وفاته فى 13 إبريل «مثل هذا اليوم1997»: «صاحب مدرسة الخبر فى الصحافة المصرية التى استطاع خلالها أن يرتفع بتوزيع الصحف إلى مئات الألوف من النسخ»، ووصفته وكالة «رويترز»: «كان رائد الصحافة العربية الحديثة».
 
هو فى تاريخ مهنة الصحافة رائد ورمز لا يمكن إنكاره، رغم أى خلافات سياسية حول دوره، خاصة تلك التى يراها البعض سلبية فى مرحلة الستينيات من القرن الماضى، استنادًا إلى القبض عليه بتهمة التجسس لصالح أمريكا يوم 21 يوليو عام 1965، ونفيه لهذا الاتهام، ثم قرار السادات بالإفراج عنه فى 18 مايو 1974، ليقود الحملة ضد جمال عبدالناصر وسنوات حكمه، حسب تأكيد تلميذه موسى صبرى: «لا شك أن المدة الطويلة التى أمضاها فى السجن، ومعاناته خلالها، تختفى وراءها حملاته العنيفة على جمال عبدالناصر وحكمه، على الرغم من أنه كتب 8 مقالات فى صفحة واحدة بالأخبار قبل القبض عليه، يدعو فيها إلى إعادة انتخاب جمال عبدالناصر باسم الحرية والديمقراطية، وباسم الشباب، وباسم العمال».
 
يراه موسى صبرى «أسرع من يقرأ وأسرع من يكتب.. ثم هو فى نشاط وزن الريشة عندما يتحرك ليقفز إلى سيارته وراء موعد أو حادث، ولا يستكبر على أى عمل.. يخرج ليحقق حادثًا فى قسم البوليس كما يخرج للقاء الملك أو رئيس الوزراء، ويبقى فى مكتبه حتى ساعة متأخرة من الليل لكى يبحث عن صورة نشرت منذ ثلاثين عامًا، أو يستكمل خبرًا للطبعة الثانية.. لا يحصل على الأخبار فقط، لكنه يصنعها أو يشارك فى صنعها.. دائمًا له دور على مسرح الأحداث»، «50 عامًا فى قطار الصحافة - مذكرات موسى صبرى» عن «دار الشروق - القاهرة».
 
هو تلميذ محمد التابعى، مؤسس الصحافة الحديثة فى مصر، واستقبله فى «روز اليوسف» ومعه مظروف فيه مقالات وأخبار، وترجمة وقصص، وظهرت «روز اليوسف» فى 30 أغسطس وفيها كل هذا، وبعد بضعة أسابيع قفز إلى منصب «المخبر الأول» فيها، حسبما يؤكد أحمد عطية صالح  فى كتابه «مصطفى أمين» عن «الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة».
 
وتذكر السيدة روز اليوسف أن مجلتها ككل مجلة ناجحة، «بدأت تجتذب عددًا كبيرًا من الشبان الناشئين، ولفت نظرى من المترددين شاب طويل ضخم بشكل واضح، عيناه صغيرتان لامعتان تتحركان بسرعة كأنهما تبحثان دائما عن شىء صالح للالتقاط، وكان هذا الشاب يدخل المجلة متلفتًا هنا وهناك وهو يسرع الخطى إلى حجرة الأستاذ التابعى، يدفع إليه بعض الأخبار ثم يمضى، وكان يرانى فى بعض الأحيان وهو خارج فينكس رأسه ولا يحيينى.. ولمحت فيه بوادر هذا الاستعداد، فسألته وهو خارج فى إحدى المرات ما اسمه، فقال مصطفى أمين»، «مذكرات روز اليوسف - الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة».
 
تواصلت محطاته الصحفية، فحسب عطية صالح، انتقل مع «التابعى» من «روز اليوسف» إلى مجلة «آخر ساعة» التى أسسها «التابعى»، وكان نائبًا لرئيس تحريرها وعمره 20 عامًا فقط، وكتب فى «الجهاد» و«المصرى»، حتى كانت محطته التاريخية بالحصول على الموافقة بإصدار صحيفة «أخبار اليوم» فى 26 أكتوبر 1944، وبدأ الإعلان عنها فى أول نوفمبر، وفى يوم السبت 11 نوفمبر 1944 صدر العدد الأول منها، وحسب عطية صالح: «كان صدورها يوم السبت يمثل مخاطرة، لأن اليوم السابق لصدورها يوم العطلة الأسبوعية، ويمثل ذلك من وجهة نظر أصحاب الدور الصحفية إفلاسًا للصحيفة، ورغم ذلك حققت الصحيفة انتشارًا واسعًا، وبلغ رقم توزيعها 110 آلاف نسخة، ويعتبر هذا الرقم قياسيًا لم يسبق له مثيل فى الصحافة المصرية، ولم يحدث فى تاريخ المجلات الأسبوعية ولا الصحف اليومية أو الأسبوعية التى صدرت فى مصر أن تسجل فوزها بهذا التوزيع الضخم ابتداء من العدد الأول».
 
استمرت «أخبار اليوم» على تفوقها حتى أصدر فى منتصف عام 1952 جريدة «الأخبار» اليومية، ورغم تأميم الصحافة فى 24 مايو 1960، وأصبح هو مشرفًا عامًا على التحرير ونائب رئيس مجلس الإدارة، فإن «الأخبار» بقيت فى صدارة التوزيع، ففى 15 يونيو 1965، وحسب عطية صالح، يعلن أن توزيع «الأخبار» وصل إلى 227 ألف نسخة، بزيادة 46 ألف نسخة على الأيام العادية، وأن «الأهرام» توزع 174 ألف نسخة، و«الجمهورية» 172 ألفًا، ويطلب أن تهتم الجريدة بالقصص الإنسانية التى تهم القراء.        









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة