تطور ملحوظ تشهده العلاقات المصرية البرتغالية أسس أولى خطواته الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى بادر بأول زيارة للشبونة بعد انقطاع دام 25 سنة فى نوفمبر 2016.
وتأتى زيارة الرئيس البرتغالى لمصر امتدادا واستكمالا لهذا التطور حيث أكد رئيس البرتغال، مارسيلو دى سوزا، عمق سعادته بزيارة مصر، ولقائه بالرئيس السيسى، وأبدى إعجابه بالطفرة الاقتصادية التى حققتها مصر خلال الـ4 سنوات الماضية، متوقعا أن تكون مصر من أكثر الدول الجاذبة للاستثمار.
وقال الرئيس البرتغالى، إن الرئيس السيسى كان فى لشبونة عام 2016، واليوم أنا فى القاهرة بعد 24 سنة من الغياب، مؤكدا أن هذه إرادة سياسية بين الدولتين لتعميق علاقاتهما.
وأضاف، أن مصر اختارت البرتغال كمعبر ووسيط لأوروبا، والبرتغال اختارت مصر كوسيط ومعبر لها للمنطقة وإفريقيا.
جاء ذلك، خلال كلمته فى المؤتمر الصحفى لمنتدى الأعمال المصرى - البرتغالى، مساء الخميس، بحضوره الوفد المرافق له، وسفراء، اليونان، أسبانيا، قبرص، استونيا، بالإضافة إلى رئيس الغرف التجارية، أحمد الوكيل، ورجل الأعمال، محمد أبو العينين.
يأتى انعقاد هذا المنتدى بعد أن سبقته زيارة وزير الدولة البرتغالى أوريكو دياس فى فبراير الماضى، عقد خلالها اجتماعات موسعة مع أعضاء اتحاد الغرف التجارية وبحثوا مجالات الاستثمار بين البلدين.
كما أعلن مارسيلو، الاتفاق على التعاون فى 6 ملفات اقتصادية، تضمن استمرار العمل الوثيقى من أجل الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين الدولتين، وتعظيم الاستفادة من الإمكانيات والفرص المتاحة، بالإضافة إلى تنفيذ الاتفاقيات التى تم إبرامها أمس مع الرئيس عبد الفتاح السيسى.
منتدى الأعمال المصرى البرتغالى
كما أعلن الرئيس الرئيس البرتغالى، عن توقيع اتفاقية تفاهم بين مصر والبرتغال فى المجال الاقتصادى والتعليمى لزيادة حجم الاستثمارات والتبادل التجارى بين البلدين خلال الفترة المقبلة، مؤكدا، التنسيق المستمر والتعاون لمعالجة التحديات بين البلدين.
وأكد الرئيس البرتغالى، أن العناصر متوافرة لحوار بناء وناجح بين البلدين، مشيرا، إلى أن مصر دائما لاعب أساسى ومهم فى المنطقة، وبلد عملاق فى الشرق الأوسط وأفريقيا، والبرتغال بلد مستقرة من ناحية التنمية الاقتصادية والسياسية بعد فترة تخبط.
وأشار، إلى أن مصر فى مرحلة انتقالية وسط بوادر استقرار مثل الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وهذه أسباب كافية للثقة والاستثمار، مضيفا أننا نحتاج إلى الثقة المتبادلة فى قدرات كل منا فى كل المجالات، والآن الفرصة فريدة للتعاون، مضيفا، لدينا فرصتين: الأولى، الاستثمار فى مصر، والتعاون للاستثمار فى العالم، مؤكدا، أن السياسيون عليهم تهيئة الظروف المحيطة لرجال الأعمال.
الرئيس البرتغالى فى جانب من اللقاء
وأضاف، ناقشت مع رئيس مجلس الوزراء فرص الاستثمار المشترك، والتعاون فى مجال التعليم مثل مذكرة التفاهم بين جامعتى بورتو وعين شمس، مضيفا، علينا عدم تضييع وقت ثانية لنتعاون.
وقال الرئيس، المرحلة المقبلة تحتاج إلى تبادل لقاءات رجال الأعمال، مضيفا، أريد العودة لمصر خلال عامين لرؤية نتائج ما قمنا به والمشروعات المشتركة التى قمنا بها، وأضاف، على عكس طبيعتى الواقعية أنا متفائل بالتعاون المشترك.
الرئيس البرتغالى خلال منتدى الأعمال
كما زار الرئيس البرتغالى مارسيلوا دى سوسا منطقة الأهرامات وتولى الدكتور خالد العنانى وزير الأثار، الشرح الأثرى، لرئيس جمهورية البرتغال خلال الجولة التى شارك بها وفد من سفارة البرتغال.
مصر تقود العالم
وخلال لقاء جمعه بالرئيس السيسى أعرب الرئيس البرتغالى مارسيلو دى سوزا، عن تقديره لجهود مصر فى الملفات الإقليمية والدولية المختلفة، وعلى صعيد تقديم المساعدة الإنسانية للمجتمعات المنكوبة، مشيدا باستقبالها لـ5 ملايين لاجئ من كل دول العالم.
وطالب "دى سوزا"، خلال لقائه بالرئيس فى قصر الاتحادية، الاتحاد الأوروبى بانتهاج سياسة موحدة فيما يتعلق بالهجرة، مشيرًا إلى أن مصر لديها 5 ملايين لاجئ يلقون أفضل معاملة، والبرتغال أيضا بها عدد كبير من اللاجئين، وعلى أوروبا وضع سياسة واضحة ومحددة داخل دول الاتحاد فى ملف اللاجئين.
وقال "دى سوزا"، إن هناك العديد من مجالات العمل المشترك على المستوى الثنائى وخاصة الاقتصاد والبنية الأساسية والسياحة والطاقة والتجارة والاستثمارات المالية والحوكمة والمجال الأمنى، موضحًا أن مذكرة التفاهم وبروتوكول التعاون اللتان تم توقيعهما بين البلدين دليل على عمق العلاقات، كما أن بروتوكول التعاون الذى تم توقيعه بين جامعة عين شمس وجامعة "بورتو" يعكس عزم البلدين على تعميق العلاقات الثقافية وترويج الثقافة البرتغالية فى العالم العربى.
أبو العينين خلال المنتدى
وفيما يتعلق بقضايا فلسطين وليبيا وسوريا، قال الرئيس البرتغالى، إن الأمين العام للأمم المتحدة أكد مرارا على أهمية الحوار فى تحقيق السلام باعتباره الطريق الأمثل للحفاظ على الكرامة الإنسانية واتخاذ القرارات السياسية التى تعلى من شأن حقوق الإنسان.
وأضاف “دى سوزا “خلال مؤتمر صحفى مشترك مع الرئيس السيسى بقصر الاتحادية، مصر تقود الطريق وتعد دولة محورية فى المنطقة والعالم.
ومن جانب آخر كان قد بحث مع المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء، قد استقبل أمس الخميس مارسيلو دى سوزا رئيس جمهورية البرتغال، لبحث سبل العلاقات الثنائية بين البلدين.
كما التقى مع البابا تواضروس الثانى بطريرك الكرازة المرقسية فى مقر الكاتدرائية بالعباسية،
وخلال زيارته لجامعة الأزهر قال مارشيلو دى سوزا، رئيس جمهورية البرتغال، إننا نرى ضرورة القبول بوجود دولة للفلسطينيين عاصمتها القدس، ولن نغير موقع سفارتنا، ولن ننقلها.
وأضاف الرئيس البرتغالى أنه عمل، سواء خلال مسيرته الأكاديمية ثم كرئيس لجمهورية البرتغال، على نشر قيم حرية الاعتقاد والفكر، وسيظل يدافع عن هذه القيم، موضحًا أن دستور البرتغال ينص على احترام الحقوق الأساسية للمواطنين.
وأكد أنه يجب النظر لجميع المواطنين فى أى دولة على قدم المساواة بغض النظر عن أديانهم ومعتقداتهم، كما يجب أن يقوم العيش داخل المجتمعات على الاحترام المتبادل، كما أنه من حق كل إنسان أن يؤمن بأن اعتقاده هو الأسلوب الصحيح فى الدين وأن علاقته مع الله هى وفق ما حدده دينه، لكن هذا لا يعنى أنه لا يؤمن بحرية الآخرين فى اعتقادهم، فالمؤمن الحقيقى هو الذى يحترم اعتقاد الآخرين.
وخلال لقاء مشترك مع الدكتور على عبدالعال رئيس البرلمان، أشاد رئيس البرتغال بالعلاقات مع مصر، مؤكدا أنها فى أزهى عصورها، سواء على المستوى الرئاسى أو البرلمانى أو الشعبى، كما أشاد بالجهود المبذولة فى مجال التنمية بمفهومها الشامل، مؤكدا على دعم البرتغال الدائم لمصر.
وقد سبق زيارة الرئيس البرتغالى للقاهرة انعقاد أعمال اللجنة المشتركة الأولى بين مصر والبرتغال، التى أجريت بالقاهرة فى أكتوبر الماضى برئاسة وزيرى خارجية البلدين، والتى تم خلالها التوقيع على 5 مذكرات تفاهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة