إسلام الغزولى

اليمن والتدخلات الإيرانية والمواقف المطلوبة

الجمعة، 13 أبريل 2018 11:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الفزع الذى سببه حادث استهداف الرياض بسبعة صواريخ باليستية فى ليلة واحدة، لم يترك أثره بين سكان الرياض فحسب ولكن بين سكان كل العواصم العربية، وتعد هذه المرة هى الأشد فى الهجمات والتى حاولت بها إيران ممثلة فى مليشيات الحوثيين استهداف المملكة العربية السعودية بتلك الهجمات المتصاعدة جاءت بعد أن تم استهداف مطار الملك خالد الدولى والعاصمة الرياض وأخيرا إسقاط طائرة بدون طيار حاولت استهداف مطار أبها، فهل إلى هذه الدرجة تسعى إيران للتصعيد واستهداف المدنيين.
 
ولا شك أن ما تمر بها منطقة الشرق الأوسط حاليا من متغييرات جذرية واشتعال بؤر الحرب فى العديد من المناطق مثل سوريا واليمن يوضح أننا لسنا بصدد نزاعات داخلية وتناحر بين فرقاء بل هى حرب إقليمية تخصنا جميعا ولا تخص طرفا واحدا فى المنطقة ، ولسنا فى حاجة إلى تكرار الحديث عن أن التسليح فى اليمن بالكامل هو تمويل ايرانى ودعم لوجيستى مخابراتى ومعلوماتى من إيران.
 
لكن الحادث الأخير الذى استهدفت فيه إيران - بأيدى ميلشيات الحوثى - المدنيين من أبناء المملكة العربية السعودية، كان شديد الدلالة والخطورة، ففى هذه المرة ورغم نجاح شبكة الحماية الصاروخية من اعتراض الصواريخ السبع ، إلا أن هناك عددا من المصابين بل وسقط أحد الضحايا وهو مواطن مصرى يعيش ويعمل فى الرياض بعد أن أصابته شظايا أحدى هذه الصواريخ نتيجة اعتراضه أعلى منطقة سكنية مأهولة.
 
ولا شك أن نار تلك الحروب ليست بعيدة عنا فما يحدث فى اليمن والعراق وسوريا وليبيا، وإيران لم يعد يمثل تهديدا لدول الجوار فى شبة الجزيرة العربية فقط، لكنه تهديدا للمنطقة العربية بالكامل.
 
الحادثة شديدة الخطر والدلالة تفرض على الدول العربية أن يكون هناك موقف موحد وحازم اتجاه نشاطات إيران فى المنطقة، لأن دخول كل هذه الكميات من السلاح بهذا الحجم والعدد إلى داخل اليمن وأن يتم استخدام أيدى اليمنيين فى هذا الصراع يعنى أن إيران أصبح لها تواجد وسيطرة مباشرة وغير مباشرة على سواحل اليمن الجنوبية ومنها السواحل المطلة على مضيق باب المندب ، وهو أمر يعنى كل الدول المطلة على البحر الأحمر وسواحله، وتستخدم المياه الإقليمية داخله ضمن خطوط التجارة العالمية. لذلك الأمر يعنى كافة الدول المطلة على البحر الأحمر وليس المملكة العربية السعودية وحدها.
 
وفى نفس الوقت فرض هذا الحادث على مصر التمسك بموقفها بالمشاركة ضمن قوات التحالف العربى لكن دون الدخول فى صراع مسلح على الأرض لتقف الجيوش العربية فى وجه أبناء اليمن، ولا يجب أن يقع أى مواطن عربى فى هذا الفخ اليمنى مرة أخرى.
 
لكن يتبقى دائما أملا فى اللجوء إلى الحلول السياسية داخل اليمن، وتقريب وجهات النظر ودعم كافة جهود المصالحة والوساطات الممكنة بين أبناء اليمن الموحد للجلوس على مائدة مفاوضات لتبدأ عملية سياسية بيد أبناء اليمن وحدهم فقط ، ويتماشى ذلك مع  تطوير أداء قوات التحالف العربى للسيطرة على المجال البرى والبحرى والجوى الذى يستغل لتمرير الأسلحة الثقيلة والخفيفة داخل اليمن، لتقليل فرص الصراع المسلح بين وللحد من العنف المسلح بين أبناء اليمن، ولحماية حدود دول الجوار.
 
أقول كل هذا لأنى أعى جيدا أن من يحمل السلاح ويستهدف به المدنيين الأبرياء لن يتنازلوا عنه بسهوله فالمصالح الدولية المتشابكة تزداد تعقيدا بما قد يسفر عنه انفلاتا لا يمكن تدارك أثاره لعقود طويلة ويسقط من جراء ذلك ملايين الأبرياء.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة