على الرغم من مرور أسابيع على إطلاق حملة #deletefacebook التى دعت المستخدمين لحذف حساباتهم من موقع فيس بوك بعد فضيحة تسريب البيانات الأخيرة، هناك العديد من الأشخاص الذين لايزالون ينضمون للحملة، وبينما يواصل فيس بوك التعامل مع تداعيات الفضيحة الأخيرة، يتخلى المزيد من المستخدمين عن المنصة الاجتماعية الأشهر فى العالم.
إذ أظهر استطلاع جديد للرأى أجرته مؤسسة الأبحاث التقنية Techpinions على ألف أمريكى من مستخدمى فيس بوك أن 9% حذفوا حساباتهم بسبب مخاوف تتعلق بالخصوصية فى أعقاب فضيحة كامبريدج أناليتيكا.
ووفقا لموقع "ديلى ميل" البريطانى قال 17% إنهم حذفوا تطبيق فيس بوك من هواتفهم، فى حين أن 11% حذفوه من أجهزة أخرى، وما هو أكثر من ذلك، قال نحو 59% من المستطلعين إنهم لن يكونوا مستعدين لدفع ثمن نسخة خالية من الإعلانات، مثلما اقترح بعض المديرين التنفيذيين فى الشركة فى الأيام الأخيرة.

فيس بوك
وكتبت "كارولينا ميلانسيسى" المحللة فى الشئون التقنية: "لقد سجل مارك زوكربيرج الرئيس التنفيذى لشركة فيس بوك، رقما قياسيا فى الإشارة إلى أن حملة deletefacebook ليس لها تأثير ملحوظ، وادعى أنه لم يكن هناك انخفاض كبير فى المستخدمين منذ اندلعت فضيحة التسريبات لأول مرة".
وأشارت إلى أن تلك الأرقام قد لا تقلق فيس بوك، لكن هناك خطوات يتخذها المستخدمون، يجب أن تكون مقلقة بشكل أكبر، لأنها تؤثر بشكل مباشر على نموذج أعمال فيس بوك، مثل التوقف عن مشاركة بياناتهم مع الموقع.
يذكر أن الشهر الماضى تم الكشف عن أن بيانات 87 مليون مستخدم لفيس بوك تم حصادها ومشاركتها مع شركة الاستشارات السياسية كامبريدج أناليتيكا، التى كانت لها علاقات مع حملة دونالد ترامب الرئاسية.

استخدام فيس بوك
وتكشف دراسة techpinions أن العديد من مستخدمى Facebook يشعرون أن خصوصيتهم قد تم استغلالها على الموقع ويتخذون الآن إجراءات ضد الموقع، وقال نحو 35% من المستطلعين أنهم يستخدمون موقع التواصل الاجتماعى أقل فى أعقاب فضيحة الخصوصية، وقال 21% ممن شملهم الاستطلاع أعربوا عن خططهم تجاه خفض الوقت الذى يقضونه على الموقع بشكل كبير للغاية.
وتشير الدراسة إلى أن هذه الأرقام يجب أن تكون مهمة لـFacebook، لأنه إذا كان هناك عدد أقل من الأشخاص يقومون بتسجيل الدخول إلى الموقع، فإن ذلك قد يهدد مكانة الموقع، كما أظهرت الدراسة أنه ليس فقط خبراء الإعلام أو الصناعة الذين يهتمون بفضيحة كامبريدج أناليتيكا، لكن المستخدمين العاديين لديهم علم بالأمر وتفاصيله، إذ قال ما يقرب من 40% من المستجيبين أنهم كانوا "على دراية تامة" بالفضيحة، بينما بدا الرجال أكثر وعيًا من النساء.

شروط عودة المستخدمين لفيس بوك
وعندما سُئل المستخدمون عما قد يتطلبه الأمر لاستعادة ثقتهم، قالوا إنهم يرغبون فى الحصول على فهم أفضل للبيانات الشخصية التى جمعها Facebook وشاركها مع جهات خارجية، كما أنهم يرغبون فى الحصول على مزيد من القوة للتحكم فى أنواع البيانات الشخصية التى تتم مشاركتها مع أطراف ثالثة مثل المعلنين والباحثين.
وهذه ليست الدراسة الأولى التى تخرج بهذه النتائج، إذ أظهر مسح منفصل، أجرته كل من SurveyMonkey وRecode أن فيس بوك أصبحت الآن الشركة التكنولوجيا الرئيسية الأقل موثوقية.
ووجدت تلك الدراسة أن نحو 56% من الأمريكيين يثقون فى فيس بوك بشكل أقل من الشركات الأخرى مثل Google وUber وTwitter وSnap وApple وAmazon وMicrosoft وLyft وTesla وNetflix، فى حين أن 28% من المستخدمين كشفوا أنهم لا يثقون فى الفيس بوك على الإطلاق.

خطوات اتخذها فيس بوك بعد الأزمة
يذكر أن المؤسس والمدير التنفيذى لشركة فيس بوك "مارك زوكربيرج" حضر جلستى اسمتاع أمام مجموعة من اللجان المختلفة داخل الكونجرس الأمريكى خلال الأيام الماضية، وتم استجوابه من قبل عدد كبير من الأعضاء على مدار 10 ساعات، وخلال شهادة زوكربيرج، أثار العديد من المشرعين شكوكًا فى أن مستخدم فيس بوك العادى يفهم فعلاً كيف يتم جمع بياناته الشخصية ومشاركتها داخل وخارج الموقع، وكان رد "زوكربيرج" هو أن الأمور ليست معقدة كما تبدو، وأن مستخدمى فيس بوك يعرفون أن ما يشاركونه يمكن أن يستخدم من قبل الموقع بطرق مختلفة.