كريم عبد السلام

مصارعة ترامب وبوتين فى سوريا

الخميس، 12 أبريل 2018 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ماذا حدث بين ترامب وبوتين؟
بعد التقارب والتقدير المتبادل، وبعد القبول بتدخل روسى فى الشؤون الأمريكية كما يقول معارضو ترامب، وبعد إعلان الرئيس الأمريكى عن نيته سحب الجنود الأمريكيين من الأراضى السورية، تنقلب الموازين والمواقف والتصريحات، فيتراجع ترامب عن موقفه من سحب الجنود الأمريكيين، ثم تندلع قصة القصف الكيماوى فى دوما وبعدها تكر التهديدات من واشنطن وحلفائها وتصل إلى اتهامات مباشرة لموسكو بالمسؤولية عن إطلاق الغاز فى دوما ويرد المسؤولون الروس على الاتهامات بحدة مبالغ فيها، ثم تتطور الأزمة أكثر وأكثر إلى التهديد بقصف المواقع العسكرية التى تضم جنودا روس بالصواريخ وتتوعد موسكو بالرد المباشر.
 
هل نحن إزاء حرب عالمية ثالثة؟
هل نحن بصدد مواجهة عسكرية مباشرة بين روسيا والولايات المتحدة؟
الموقف فى سوريا الآن هو نوع من الجنون، حماقة من ترامب وعناد من بوتين، وبينهما تشتعل سوريا الجريحة والشرق الأوسط والعالم بأسره، هل يراهن ترامب وبوتين على إحراق سوريا وإزالتها من الوجود ما دامت عصية على التقسيم؟ هل يعى ترامب وبوتين أن النار التى يشعلانها لن تتوقف عند حدود سوريا ولكنها يمكن أن تشعل الشرق الأوسط بكامله؟ هل يتحمل ترامب وبوتين مخاطر تدمير المنطقة بالأسلحة النووية التكتيكية والصواريخ الذكية؟
 
يبدو أن العالم فى أشد الحاجة الآن لحكمة كيندى وخروتشوف فى أزمة كوبا 1962، زعيما الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتى حينها كانا أكثر حرصا على سلامة الأمريكيين والسوفييت وسائر البشر، لأنهما كانا يعلمان أن السماح بإطلاق أول صاروخ نووى يعنى الرد من الطرف الآخر، والسماح كذلك بتدمير الأرض، لأن كل طرف من الطرفين المتصارعين لن يطلق صاروخا واحدا على هدف واحد وكفى، بل سيستهدف كل طرف تركيع الطرف الآخر أو محوه من الوجود، لكنه وهو يدوس الزر النووى أو يعطى الأمر بالقصف لا يعلم أنه هو الآخر سيتعرض للمحو ومعه العالم كله!
 
فى أزمة خليج الخنازير بكوبا 1962، كان زعيما المعسكرين الشرقى والغربى على قدر المسؤولية، واستطاعا معا عبر مفاوضات سرية التوصل إلى حل يقضى بتفكيك الصواريخ النووية السوفيتية فى كوبا ونقلها إلى الأراضى السوفيتية فى مدى زمنى لا يتجاوز شهرا، لأن المنطق الأمريكى كان واضحا ويرفض اقتراب أسلحة نووية سوفيتية من الحدود الأمريكية المباشرة، أما فى أزمة سوريا الحالية فيبدو غياب المنطق هو سيد الموقف.
 
تهديدات ترامب لا يقابلها فقط تهديدات روسية مضادة، بل إن البنتاجون رفض التعليق على تلويح الرئيس الأمريكى باستخدام صواريخ ذكية جديدة فى قصف المواقع السورية فيما يبدو للعالم أن تصريحات ترامب لا تلقى موافقة من وزارة الدفاع الأمريكية وكبار الجنرالات، الذين يعرفون معنى الحرب ومخاطرها وكوارث إطلاق شرارتها.
 
إذا كان الأمر هكذا بالنسبة للمعسكر الغربى وواشنطن، وهو الطرف الذى بدأ التصعيد فى الأزمة، هل نحن أمام استعراض للقوة وليس تهديدا حقيقيا؟ هل يسعى ترامب إلى اتباع سياسة التهديد والتلويح بهدم المعبد على رءوس الجميع ليمرر مطالبه فى المفاوضات المحتملة بين الجانبين؟ هذا ما نأمله وهو الأقرب للواقع العملى.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة