طبول الحرب السورية تدق فى بيروت.. الانتخابات النيابية تتراجع والساسة يترقبون الموقف الدولى من ضرب دمشق.. وسياسة النأى بالنفس تشعل خلافا بين الطوائف.. وميشيل عون يحسمها: لن نسمح باستخدام أجوائنا لضرب نظام الأسد

الخميس، 12 أبريل 2018 06:30 م
طبول الحرب السورية تدق فى بيروت.. الانتخابات النيابية تتراجع والساسة يترقبون الموقف الدولى من ضرب دمشق.. وسياسة النأى بالنفس تشعل خلافا بين الطوائف.. وميشيل عون يحسمها: لن نسمح باستخدام أجوائنا لضرب نظام الأسد طبول الحرب السورية تدق فى بيروت
كتبت آمال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مع مطلع عام 1976 كانت الحرب الأهلية على أوجها فى داخل لبنان فما كان من الجيش السورى إلا أن قام بالتدخل ليضع حدا للنزاع بين الفرقاء وإعادة الأمان للدولة الجارة، التدخل المؤقت تحول مع الوقت الى أمر واقع بعدما توسع نفوذ النظام السورى وأحكم سيطرته على كامل لبنان فى 1991.

 

ولم تستمر الأمور هادئة للتواجد السورى فى بيروت، ليأتى حادث اغتيال رئيس الوزراء اللبنانى السابق رفيق الحريرى فى 2005، واعتقاد بعض اللبنانيون فى تورط النظام السورى فى هذا الحادث، وتحت ضغط ثورة الأرز التى اندلعت فى تلك الأونة ضد التواجد السورى اضطرت دمشق إلى إعلان انسحابها الكامل من لبنان فى 30 أبريل 2005.

 

ورغم هذا الانسحاب إلا أن همزة الوصل بين بيروت ودمشق ظلت قائمة ولم تسقط، فما يحدث فى الداخل السورى ينعكس بشكل فورى على الأوضاع فى لبنان وكانت السنوات السبع الماضية خير دليل على ذلك، واليوم تواجه سوريا فصلا جديدا فى أزمتها بعدما بدأت واشنطن وخلفها بخطوات عواصم أوربية تهدد بضربة عسكرية وشيكة، فيما ينذر بحرب عالمية جديدة بين حلفاء دمشق فى موسكو وطهران وأعدائهم.

 

وكالعادة الأزمة السورية تسربت بسرعة البرق الى بيروت التى يفصلها عن انتخابات برلمانية حاسمة شهرا واحدا، فما كان من الأطياف اللبنانية إلا أن حولت حملتها الانتخابية من الحديث عن الشأن اللبنانى وبرامجهم الى المزايدة على موقف بيروت من تلك الضربة الوشيكة، وخلال الـ24 ساعة الماضية – وسط مخاوف من أن تؤدى التطورات السورية الى تأجيل الانتخابات او تعطلها -  تحولت صفحات الساسة اللبنانيين على اختلاف طوائفهم الى ساحات حرب مؤيدة ومعارضة وبعضها مطالبا بالنأى بالنفس.

 

الموقف الرسمى للبنان تم الإعلان عنه عن طريق الرئيس اللبنانى ميشال عون حيث أعلن عون رفضه لاستخدام الأجواء اللبنانية فى ضرب سوريا، مشددًا على أن بيروت ترفض أى اعتداء على دولة عربية، مؤكدًا على أن ​لبنان​ يعتبر أن استخدام الطيران الإسرائيلى وغيره لأجواء لبنان هو اعتداء على السيادة ولن نقبل باستخدام إسرائيل لاجوائنا، رافضا أى اعتداء على دولة عربية، وأعلن عن أن لبنان سيرفع شكوى الى ​مجلس الأمن​ بخرق إسرائيل.

 

فى حين رفع رئيس الوزراء اللبنانى، سعد الحريري، شعار النأى بالنفس فى تلك الأزمة، مؤكدًا على أن بلاده ستلتزم سياسة النأى بالنفس عن الضربة الأمريكية المحتملة على سوريا، وقال الحريرى: "موقفنا واضح وهو النأى بالنفس، ووظيفتنا حماية البلد من تداعيات ما يحصل فى المنطقة".

 

مواقف الحريرى أثارت حفيظة بعض الأطراف الداعمة لحزب الله المشارك فى الحرب السورية الى جانب الرئيس السورى بشار الأسد، حيث قال رئيس مجلس النواب اللبنانى نبيه برى: "لا يمكن للبنان أن يقبل باستخدام أجوائه للاعتداء على سوريا، أو أية دولة عربية شقيقة"، مشيرًا إلى أن سياسة النأى بالنفس لا تعنى القبول بقصف سوريا: "دعاة النأى بالنفس فى هذه الحالة يساهمون بالعدوان على سوريا".

 

وحذر رئيس مجلس النواب اللبنانى، من انعكاسات خطيرة لضربة أمريكية محتملة لسوريا على المنطقة ولبنان وقال إن لبنان يرفض العدوان على سوريا الذى تخطط له بعض الدول الغربية متهما بعض الأطراف العربية بالتورط فى تلك الحرب، مشددًا على أن أى استخدام للمجال الجوى اللبنانى يعد انتهاكا صارخا للسيادة اللبنانية".

 

وسارع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بالاشتباك مع برى عن بعد، حيث رد على تصريحاته عبر تويتر: "صديقى الرئيس برى، إن النأى بالنفس يعنى النأى بالنفس ونقطة على السطر"، مضيفًا: "ما يهمنا فى هذا الأمر هو الوضعية اللبنانية ومن الطبيعى أن نلتفت بالدرجة الأولى إلى ما هو تحت مسئوليتنا وأتمنى على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن يدعو مجلس الدفاع الأعلى للانعقاد للتباحث بالتطورات الأخيرة، لأن الوضع لا يتحمل طروحات كوحدة المسار والمصير ويجب أن نعتمد سياسة النأى بالنفس وهذا واجب علينا".

 

ولفت جعجع، إلى أن الإمرة اليوم للجيش اللبنانى ويجب ألا يتصرف أى طرف خارج هذه الإمرة لأنه ليس من حق أى طرف تعريض شعب بأكمله للخطر والحكومة اللبنانية التى تمثل الجميع هى التى تتخذ القرار والجميع عليه الإلتزام بقراراتها.

 

 

أما النائب وليد جنبلاط، رئيس "اللقاء الديمقراطي"، فكتب على حسابه الرسمى على "تويتر": "فى ظل التطورات القادمة والتى قد تكون غير مسبوقة على المنطقة فإن سياسة النأى بالنفس يجب ان تشمل كل الفرقاء اللبنانيين ورفض استخدام لبنان بأية طريقة فى أى محور".

 

ومن جانبه أعلن رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية رفضه لأى عمل "عدواني" ضد سوريا، وكتب فرنجيه على حسابه الرسمى على تويتر: "نرفض أن يكون بحرنا، أرضنا وأجواؤنا منطلقاً لأى عمل عدوانى ضد سوريا".

 

ورغم حالة التشنج السياسى التى سيطرت على لبنان بين مختلف أطيافها إلا أن الجميع فى حالة ترقب قصوى، فبعدما كانت الانتخابات العنوان الأول فى كافة التصريحات السياسية، توقف الجميع فى انتظار ما ستؤول له الأوضاع فى سوريا إذا صدق تهديد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وتوجيه ضربة عسكرية، فبعيدا عن التغنى بسياسة النأى بالنفس الجميع يعلم أن المصير بين دمشق وبيروت لا ينفصل.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة