هل يرى العالم ؟ هل يتحرك المجتمع الدولى والمنظمات الدولية لكبح جماح الجيش الإسرائيلى؟ ألم يحن الوقت كى يفعلوا شيئا ؟ أم سيستمرون فى سكونهم دعما لإسرائيل وجرائمها فى حق الفلسطينيين؟.
فمنذ أكثر من 4 أشهر أطلق جندى إسرائيلى النار بشكل مباشر وبدم بارد على رأس الشاب القعيد إبراهيم أبو ثريا، والذى قاوم الاحتلال الإسرائيلى رغم إعاقته، حيث أنه بترت قدميه فى قصف قوات الاحتلال لغزة 2008، فلم تتحمل قوات الاحتلال قوته وعزيمته وقررت سرقة روحه، وقبل الشاب إبراهيم الثريا، كان الكثير والكثير منهم الطفل محمد الدرة أيقونة الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
تامر أبو دقة
لحظة قنص الشاب
فتاريخ اعتداء الاحتلال الإسرائيلى على الفلسطينيين سواء بالقتل أو القصف أو القنص لم ينته، حتى أصبحت سلطات الاحتلال لا تستحى وتتفاخر بجنودها، الذين يهللون فرحا لقنصهم الفلسطينيين العزل، وتمنحهم أيضا أوسمة الشرف لاعتداءاتهم على أصحاب الأرض.
وكان الشاب الفلسطينى "تامر أبو دقة" (28 عاما) له نصيبا فى إدخال السعادة والفرح على قوات الاحتلال، عندما أصيب برصاص القناصة الإسرائيليين على حدود قطاع غزة، الذين هللوا فرحا لعملية القنص، وظهر ذلك فى الفيديو الذى بثته القناة العاشرة الإسرائيلية، ثم تم تداوله على نطاق واسع سواء على مواقع التواصل الاجتماعى أو عبر محطات تلفزيونية وتم تصويره من الجانب الإسرائيلى من الحدود مع قطاع غزة التى شهدت منذ 30 مارس مواجهات دامية بين الجيش الإسرائيلى ومتظاهرين فلسطينيين أوقعت 31 شهيدا فلسطينيا وعشرات الجرحى.
ويُسمع فى الفيديو صوت جنود يتحدثون بالعبرية ثم صوت يقول بالعبرية "أقتله هل لديك رصاصة؟" ويرى فى البعيد شبان فلسطينيون، ويرد الجندى القناص "لا استطيع رؤيته جيدا بسبب الأسلاك الشائكة. ابن العاهرة انه يتحرك كثيرا".
ويقول جندى آخر: "تعال عندى من هنا أفضل، الذى يرتدى الأزرق لى (بمعنى ساتكفل به) هل ستضرب الذى يرتدى اللون الوردى؟"
ثم تُطلق رصاصة تصيب الشاب الفلسطينى الذى يرتدى سترة وردية اللون ويسقط معها أرضا ويركض حوله الشبان لرفعه، ثم يسمع إطلاق نار ويعلو هتاف عدد من الجنود، ويقول أحدهم "يا له من فيديو، بالطبع صوّرت، لقد أصيب فى رأسه".
وتبدو عليهم الفرحة لعملية القنص وينتهى الفيديو برؤية السواتر الترابية والسياج الحدودى ويقول المصور بصوت يصر فيه على أسنانه "كلهم أولاد عاهرات.، ولم يتّضح اذا كان الضحية الذى سقط أرضا أصيب أم قتل.
أما الشاب تامر أبو دقة يروى تفاصيل إصلاق القناص الرصاص عليه، حيث أوضح تعرفت على نفسى فى مقطع الفيديو من خلال ملابسى وقال: "عرفت نفسى حين رايت الفيديو من السترة التى كنت إرتديها والمنطقة التى كنت أقف فيها".
وأضاف: "حين أطلقوا النار على لم أكن أرشق حجارة، كنت أنادى على أصدقاء لى عالقين بالقرب من السياج للخروج حتى نذهب إلى بيوتنا".
ويوم الحادثة بث أصدقاء "أبو دقة" مناشدة مرفقة بصورته على مواقع التواصل الاجتماعى للتبرع بالدم له حيث بدا مرتديا سترة وردية ومضرجا بدمائه وهو ممدد على سرير المستشفى، وانتشر فى اليوم التالى فيديو له تم تصويره من الجهة الفلسطينية للحدود يوثق إصابته بالسترة نفسها.
وأثار شريط الفيديو ردود فعل واسعة بعد أن جرى تداوله على مواقع التواصل الاجتماعى وعبر محطات تليفزيونية أخرى.
ولم يخجل ولم يستح الجيش الإسرائيلى، بل اعترف بكل فرح بصحة شريط الفيديو، وأكد على ذلك، لكنه قال "إنه تم تصويره فى 22 ديسمبر الماضى فى منطقة كيسوفيم (شرق خان يونس) وإن إطلاق النار حدث بعد مواجهات وأعمال شغب عنيفة استمرت ساعتين تقريبا، وإن الفيديو يصور فقط جزءاً قصيراً من الرد على أعمال الشغب العنيفة التى شملت رشق الحجارة ومحاولات تخريب السياج الأمنى".
الشاب الفلسطيني
** ليبرمان يشيد بالقناص بمطلق النار على الفلسطينى
وتشجيعا لقوات الاحتلال أشاد وزير الدفاع الإسرائيلى أفيجيدور ليبرمان، بالقناص الذى ظهر فى شريط الفيديو وهو يطلق النار على فلسطينى أعزل قبل أن يسقط أرضا.
وقال ليبرمان: "القناص يستحق وسام شرف، بينما مصور الفيديو يجب تنزيله إلى أدنى رتبة عسكرية"، ووصف جيش الاحتلال الإسرائيلى بأنه "هو الجيش الأخلاقى فى العالم"".
** وزير الأمن العام يصف المصاب بالمخرب
أما وزير الأمن الإسرائيلى جلعاد أردان قلل من أهمية الفيديو الذى انتشر على وسائل التواصل الاجتماعى، وقال: "كل شىء على مايرام، أنتم تثيرون ضجة أكبر من اللازم".
وأضاف، أن إطلاق النار ليس على أى كان، إنما على مخرب يقترب من الفيديوالحدودى فى وقت ممنوع فيه الدخول، وتابع معلقا على كلام الجنود، "وهذه ردود فعل إنسانية لجنود موجودين فى موقع توتر".
أما وزير التعليم الإسرائيلى نفتالى بينيت أكد فى مقابلة لإذاعة الجيش: "نحن نرسل جنودنا إلى ساحة حرب وعلينا الدفاع عنهم وحمايتهم، نحن منذ أيام نواجه أشخاصا يريدون دخول البلاد فليس من الحكمة انتقاد الجنود، كل من كان فى الميدان يعرف أنه لا يمكنك الجلوس فى مقهى فى تل أبيب أو فى الاستوديو وتتخلى عن الجنود وتدينهم".
أما عضو الكنيست بيتسالئيل سموتريش فكتب على حسابه على تويتر: "نحن أمام عدو قاس يريد تدميرنا، أفضل الجنود الذين يضحكون وهم يطلقون النار، دعمى الكامل لمقاتلينا".
كما أثار هذا الفيديو ردود فعل كثيرة، وقال النائب جمال زحالقة (القائمة المشتركة) "هذا التوثيق يدل على القاعدة لا الاستثناء، القناصة قتلوا بدم بارد متظاهرين فلسطينيين غير مسلحين، شاركوا فى مظاهرة غير عنيفة، هذه حملة الصيد التى يشرف عليها نتنياهو وليبرمان وأيزنكوت، ليس مفاجئا أن الجنود يتصرفون هكذا، حين يشارك الوزراء والنواب ووسائل الإعلام والرأى العام فى الاحتفال بالقتل الجماعى للفلسطينيين، النيابة العامة فى لاهاى وصفت ما يحدث بأنه جرائم حرب، وحان الوقت كى يفعل العالم شيئا لكبح جماح الجيش الإسرائيلى الذى يتصرف وفقا لأوامر قاتلة من الحكومة المجنونة".
وأما عضو الكنيست يهودا جليك (الليكود) كتب على حسابه فى تويتر أنه "يصعب جدا مشاهدة هذا الفيلم" وأن الأجواء التى تظهر فيه مقلقة ومخيبة للآمال، وكتب عضو الكنيست أورن حزان (الليكود): "على ماذا هذه الضجة؟ لقد صدر أمر مسبق: من يقترب من السياج، سواء كان مسلحا أم لا يختطف (رصاصة)! دعوا الجنود الذين يدافعون عنا جميعا، أنا شخصيًا فخور بهم! آمل أن يتم من خلال هذا الفيديو نقل الرسالة واضحة إلى الجانب الآخر.
وتعليقا على شريط الفيديو فى الجانب الفلسطيني، قالت حنان عشراوى عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية "هذا جزء من سلوك عام للجيش الإسرائيلى سئ السمعة الذى يتصرف خارج القانون ويفلت من العقاب".
وأضافت: "نحن نتحدث عن الموضوع منذ مدة طويلة ولكن لا أحد يستمع لنا حتى عندما تكون لدينا أدلة مرئية فعلية ويظهر فى مقاطع فيديو جنود يطلقون النار بشكل عشوائى على محتجين غير مسلحين"، وتابعت عشراوى "كنا نشكو ولكن للاسف لا احد يصدقنا اذا ما لم يوثقه مصدر إسرائيلى"، وأشارت إلى أن "قضية إطلاق قناص النار ليست جديدة على الإطلاق، لكن حان الوقت كى يرى العالم ويصدق ما كنا نقوله طوال الوقت".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة