أكرم القصاص - علا الشافعي

محمود سعد الدين

لغز محافظة المنيا فى الانتخابات الرئاسية

الأربعاء، 11 أبريل 2018 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ربما محافظة المنيا فريدة فى أرقامها بنتائج الانتخابات الرئاسية 2018، عن باقى المحافظات، لدرجة تدفعنا لأن نقف على تفاصيل وكواليس عمليات التصويت نفسها، خاصة إذا ما عرفنا أن عددًا كبيرًا من مدن الجمهورية كانت تشهد انخفاضًا نسبيًا فى أرقام التصويت، بينما صناديق الانتخابات بالمنيا وحدها كانت تتقدم فى أرقام التصويت بشكل ملحوظ إذا ما قارناها بـ2014، وهنا يكمن السؤال، ما هى مواصفات التركيبة التصويتية الجديدة فى المنيا التى ظهرت بشكل مختلف؟، ومن أين اكتسب أهل المنيا مزيدًا من الوعى للمشاركة فى الاستحقاق الانتخابى بهذا القدر؟.
 
ليس لدى فى سلسلة مقالات تحليل الانتخابات الرئاسية غير الأرقام لمحاولة فك لغز المعادلات الغامضة، كالتصويت فى المنيا مثلًا، فالمحافظة شهدت تقدمًا فى عدد الأصوات الصحيحة بواقع ربع مليون صوت، وهو رقم أكبر من حجم التوقعات بكثير لمحافظة صعيدية، لأنه فى 2014 حققت المحافظة عدد أصوات صحيحة برقم 948 ألف صوت، بينما فى 2018، تخطت حاجز المليون بزيادة 237 ألفًا، مما دفعها لمرتبة أعلى فى ترتيب محافظات مصر لتحجز المرتبة الثامنة فى 2018 بدلًا من المرتبة العاشرة فى 2014.
 
لم تكن محافظة المنيا بين المحافظات الأعلى فى نسب المشاركة على مستوى الجمهورية، لأن قائمة الأعلى مشاركة تم حجزها بأسماء الوادى الجديد وجنوب سيناء والغربية وبورسعيد والغربية والمنوفية، بينما كانت المنيا من أعلى المحافظات فى قفز نسب المشاركة فى 2018 مقارنة بـ2014 بواقع 7.6 %، ففى 2014 كانت نسبة المشاركة 35.4 % وفى 2018 كانت 42.96%، وهذه النسب تتأكد دلالتها أكثر إذا ما وضعنا محافظة المنيا فى منطقة المقارنة مع محافظة صعيدية أخرى تتشابه فى نفس الخصائص السكانية والجغرافية كـ «سوهاج» مثلًا، التى انخفضت نسبة مشاركتها من 34 % فى 2014 إلى 32.8 % فى 2018.
 
كل الأرقام الجديدة التى حققتها المنيا فى انتخابات 2018، دفعتنى إلى التحليل من الداخل، التفتيش فى أرقام ونسب المدن والارتفاعات والانخفاضات والأعلى والأقل، فى محاولة جادة للبحث عن السبب فى تغير المزاج التصويتى للمنيا، وفى البحث وجدت أن أعلى مركز تصويتى كان ملوى بواقع 163 ألف صوت وتلاه مركزى المنيا الجديدة وبنى مزار بواقع 152 ألف صوت لكل منهما، والأرقام الثلاثة تشير إلى أن الكتلة التصويتية الراجحة تتركز فى المدن الثلاث.
 
السؤال الذى سيقودنا لإجابة مهمة، من أين جاءت القفزات فى أرقام التصويت؟، فسنكتشف أن مركز مثل ملوى حقق ارتفاعا فى الأصوات الصحيحة فى 2018 بواقع 59 ألفا عن 2014، وسار بالتوازى معه مركز مغاغة الذى حقق ارتفاعا 48 ألف صوت وتلاه مركز ديرمواس بارتفاع تصويتى يعادل 31 ألف صوت.
 
الملفت أيضًا فى المنيا كان مركز العدوة، وهو مركز مشهور إعلاميًا بأحداث عنف الإخوان وجرى فيه عمليات تخريب فى 14 أغسطس 2013، جرى خلالها اقتحام وحرق وسرقة ونهب مركز الشرطة، وقتل رقيب شرطة، واقتحام الإدارة الزراعية، والوحدة البيطرية، والسجل المدنى، عقب فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، وبالتالى دلالات أرقام التصويت فى العدوة مؤشرًا يمكن الاستدلال به فى نتائج مهمة، ففى 2014 كان عدد الأصوات الصحيحة 39 ألفا، بينما فى 2018 بلغ 72 ألفا، بفارق 33 ألف صوت، وبزيادة فى نسب الأصوات تعادل 54%، وهو رقم مهم جدا.
 
إذن نحن أمام مركز بالمنيا كان يشهد عمليات عنف فى 2013 ولا يزال اسمه حديث المحاكم المصرية ويحاكم فيه قيادات الإخوان على رأسهم المرشد محمد بديع، غير أن هذا المركز تغيرت صفاته التصويتية نوعيًا لدرجة أنه فى 2018 زاد بنسبة 54 % عن نتائج 2014، وبالتالى النتيجة تقودنا إلى تحليل مهم يساهم فى فك لغز محافظة المنيا فى الانتخابات الرئاسية، مفادها أن المراكز والقرى التى تحررت من سيطرة الإخوان ارتفعت مشاركاتها التصويتية.. حدث هذا فى العدوة بالمنيا، وبالتأكيد حدث فى مراكز أخرى بمحافظات أخرى سنقف عليها فى مقالات لاحقة عن تحليل الانتخابات الرئاسية، فضلًا عن أن مشروعات البنية التحتية المجاورة للعدوة كان لها دلالة فى معدلات التصويت، حيث جرى بالقرب منها عمليات توسيع الطريق الصحراوى الغربى من أسيوط مرورًا بسوهاج ومغاغة وحتى العدوة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة