أين ذهب كبرياء الابتكار الأمريكى لـ"فيسبوك"؟.. مطالب بوضع ضوابط على شبكة التواصل بعد فضيحة تسريب البيانات.. استطلاع للرأى يكشف عن اهتزاز ثقة بلاد العم سام فى الموقع الأزرق.. ويشير إلى انتهاء سنوات الثقة العمياء

الأربعاء، 11 أبريل 2018 01:00 ص
أين ذهب كبرياء الابتكار الأمريكى لـ"فيسبوك"؟.. مطالب بوضع ضوابط على شبكة التواصل بعد فضيحة تسريب البيانات.. استطلاع للرأى يكشف عن اهتزاز ثقة بلاد العم سام فى الموقع الأزرق.. ويشير إلى انتهاء سنوات الثقة العمياء مؤسس فيسبوك داخل الكونجرس الأمريكى
كتب محمد سالمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"انقلب السحر على الساحر" من الكليشيهات المحفوظة فى عالم الكتابة لكنها فى بعض الأوقات تكون التوصيف الأفضل والموجز لعديد من الحالات مثلما تسمع أن هناك عددا ليس بالقليل من الشعب الأمريكى يطالب بوضع ضوابط على موقع التواصل الاجتماعى الأشهر "فيسبوك" بعدما ذاقوا مرارة سلبياته مؤخرًا، مثلما تجرعت شعوب أخرى على مدار الأعوام الماضية، هذا كله يدفع للتساؤل أين ذهب كبرياء الابتكار الأمريكى والحفاظ عليه؟.  

وفقا لوكالات الأنباء، فقد كشف استطلاع للرأى أجرته شركة "يوجوف" المتخصصة فى استطلاعات الرأى، عن رؤية غالبية الأمريكيين لضرورة فرض المزيد من الضوابط الحكومية "الأكثر صرامة" لتقويض قوة "فيسبوك" وشركات وسائل التواصل الاجتماعى الأخرى، وقد جاءت النتائج كالتالى : 60% مما شملهم الاستطلاع وافقوا على زيادة الضوابط، بينما اعترضت نسبة 39% على الفكرة معتقدين أنها خطأ سيضر بالابتكار الأمريكى.

نتائج استطلاع الرأى الذى نشرته صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، كشفت عن عدة مؤشرات هامة منها أن المطالب بزيادة الضوابط الحكومية على شركات التكنولوجيا المشرفة على مواقع التواصل الاجتماعى قد زادت عقب اعتراف فيسبوك بحصول شركة "كامبريدج أناليتيكا "على البيانات الشخصية لـ 87 مليون مستخدم بدون موافقتهم، وهى شركة البيانات التى استخدمتها حملة الرئيس ترامب "الانتخابية" عام 2016.

وبشكل تفصيلى فإن الفضيحة التى تم الكشف عنها منذ أسبوعين تقريبًا تتمثل فى الإعلان عن تسريب بيانات 87 مليون شخص حول العالم عبر شركة "كامبيردج أناليتيكا"، وتم استغلال تلك البيانات المسرية سياسيًا، وذكر فيس بوك فى بيان له أن 97% ممن تم انتهاك خصوصيتهم هم من سكان الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى أثر تلك الفصيحة فقد تلاشت 17% من ثروة مارك زوكربيرج كما تكبدت الشركة نفسها خسائر فادحة.

وبسبب تلك الفضيحة مثل مارك أمام الكونجرس الأمريكى فى جلسة استماع، وتم محاصرته بالعديد من الأسئلة، وقد اعتذر عما حدث من تسريب لبيانات العملاء، وأكد المدير التنفيذى لفيسبوك على فتحه تحقيقات موسعة فى الأمر للوقوف على الحسابات المشبوهة على موقع التواصل الاجتماعى واستبعادها.

وليست هذه الحقائق التى تم الكشف عنها خلال الأيام الماضية حول فيس بوك وحدها هى السبب فى تراجع الثقة فقد كانت هناك مؤشرات كبيرة على هذا منذ فترة، فعلى سبيل المثال لا الحصر، فى 7 فبراير الماضى، أعلن النجم الأمريكى جيم كارى عن حذف حسابه على فيس بوك وباع أسهمه بالكامل اعتراضا على مساهمة الموقع فى التدخل الروسى بالانتخابات الأمريكية عام 2016، كما حث الفنان الكوميدى الشهير المستثمرين الآخرين بالشركة على اتباع نفس موقفه، واستخدم هاشتاج #unfriendfacebook عبر حسابه على تويتر لترويج لفكره.

النجم الأمريكى تحدث عن نقطة قريبة للغاية فى هذا التوقيت وتشبه ما توصلت إليه نتائج استطلاع شركة يوجوف ألا وهى تشجيع السلطات على فرض المزيد من الرقابة على مالكى منصات التواصل الاجتماعى، مشيرًا إلى أن ما يحتاجه العالم الآن هو ممارسة الرأسمالية بضمير.

وفى 28 مارس الماضى، سار شون سبايسر، المتحدث السابق باسم البيت الأبيض على نفس نهج كارى، قائلاً :"المستخدمين الذين ينشئون حسابات جديدة على مواقع التواصل الاجتماعى يوافقون على شروط كثيرة من دون قراءتها، وهذه الشروط تمنح الشركات الخاصة حق التصرف والاستفادة من معلوماتهم الشخصية ومعلومات أصدقائهم وعائلاتهم"

وقال سبايسر فى كلمته بالجلسة الافتتاحية لفعاليات الدورة السابعة من المنتدى الدولى للاتصال الحكومى الذى أقيم بالشارقة إن رؤية الحكومات فى حماية المعلومات، تبدو صحيحة، خاصة إذا ما تم النظر إلى الموضوع من واقع أن المؤسسات الخاصة تملك حرية التصرف فى هذه المعلومات، لافتا إلى أن هذه المخاوف التى تملكها الحكومات لا يجب أن تتحول إلى سلطة رقابة وحجب، وإنما يجب إيجاد حلول متوازنة، والاعتماد على الشفافية فى التعامل بين القطاع الحكومى والجمهور.

كل الآراء المشار إليها سابقا، وكذلك الخطوات التصعيدية ضد فيسبوك ومؤسسه مارك زوكربيج، تشير إلى أن كبرياء الابتكار الأمريكى بدأ يتلاشى رويدًا تجاه الموقع الأزرق، وربما تظهر الكثير من الحقائق خلال الفترة القادمة تحد كثيرًا من قوة مواقع التواصل الاجتماعى التى سيطرت على العالم تقريبًا خلال السنوات الأخيرة.

 

 

 

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة