"كيف نحارب التطرف والإرهاب بالفكر؟" علماء البحيرة يجيبون

الثلاثاء، 10 أبريل 2018 11:54 م
"كيف نحارب التطرف والإرهاب بالفكر؟" علماء البحيرة يجيبون الدكتور عبيد صالح رئيس جامعة دمنهور
البحيرة : جمال أبو الفضل- ناصر جودة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تظل قضية مكافحة التطرف والإرهاب هى التى تتصدر المشهد لما لها من تأثير سلبى على عقول الشباب، وشهدت الفترة الحالية تطورا فى سياسات مكافحة الإرهاب والتطرف التى اتبعتها الدولة بكافة أجهزتها، فى مكافحتها للأفكار المتطرفة وهذا التطور لا يقتصر على السياسات الأمنية وإنما بالفكر والثقافة والقوافل التوعية للشباب نحارب الفكر المتطرف، وهناك أبعاد غير أمنية فى مكافحة الإرهاب استثمرت فيها الدولة خلال الفترة الماضية بالفكر نحارب الإرهاب، نعم مصر تواجهه موجة من العنف والإرهاب لم تشهدها من قبل، وقدمت مئات الضحايا من الشهداء الذين يتساقطون كل يوم برصاص الخسة والخيانة ولم يفرق الإرهاب بين المسلم والمسيحى أو كنيسة أو مسجد وهذه الأزمة لها أبعاد اقتصادية واجتماعية وثقافية ولهذه الأبعاد دور أساسى فى صناعة التطرف الدينى الذى يغذى العنف والإرهاب ويستقطب الشباب المغيب للانبطاح فى طريقهم.

"اليوم السابع" تقتحم هذا الملف وتحاور علماء ومثقفى البحيرة، كيف نحارب الإرهاب والتطرف بالفكر؟ سؤال يجيب عنه مدير ثقافة البحيرة ووكيل وزارة الشباب والرياضة ووكيل وزارة الاوقاف ورئيس جامعة دمنهور ومقرر فرع المجلس القومى للمرأة ومدير مركز النيل للإعلام بدمنهور وعلماء ونخبة ومؤرخين وبيت العائلة من البحيرة.

 

مجمع إعلام دمنهور

فى البداية قال عادل قميحة مدير مجمع إعلام دمنهور، نحارب الإرهاب والتطرف بالفكر، على اعتبار أن الإرهاب سببه الأساسى هو الفكر المتطرف الذى يعتنقه البعض عن طريق الفكر الخاطئ لبعض النصوص القرآنية، خاصة، إذا كان هناك بعض الداعين لهذا الفكر ممن لديهم أجندات خاصة.

ويرى "قميحة" أن مواجهة الإرهاب لا تتم إلا بتوضيح الفكر المتطرف والذى يبعد تماما عن دعوة الاسلام إلى الوسطية ونبذ العنف، وتوضيح مخاطر هذا التطرف الذى لا يسىء إلى شخص معتنقه فقط بل يسىء إلى الاسلام وتعاليمه السمحة ومن هذا المنطلق عقدنا مجموعة من الندوات للشباب بمراكز الشباب والجامعات وبالتعاون والاستعانة بعلماء أفاضل من قادة الفكر وغالبا ما يكون هناك نتائج إيجابية لهذه الندوات.

ويضيف "قميحه" فى حواره لـ"اليوم السابع" إنه لا ينبغى أن يغيب عنا المحاولات الآثمة والمخططات التى تحاول إفشال الدولة المصرية كما حدث لدول عديدة عربية وإسلامية وكيف تم استخدام أصحاب الفكر المتطرف والإرهابيين لتنفيذ مخططاتهم التى باءت بالفشل ولعل عملية سيناء 2018 ونجاحها خير شاهد على أن دولتنا بخير وقادرة على مجابهة الإرهاب بالفكر وقوة الدولة وفرض سيطرتها على كافة المستويات.

 

وعن دور مديرية الشباب والرياضة بالبحيرة

قال الدكتور إبراهيم خضر وكيل وزارة الشباب والرياضة بالبحيرة، إن الشباب هم عماد أى دولة وعلينا توعيتهم بخطورة الإرهاب، مضيفا أنه تم تنظيم عده ندوات بعنوان "بالفكر والعلم والتنوير تبنى الأوطان" والتى تنظمها المديرية بمراكز الشباب بقرى البحيرة لإعطاء جرعة ثقافية دينية تنموية لتحديات المرحلة الراهنة والتعريف بها لكل شباب المحافظة وأوصينا شبابنا بممارسة الأنشطة الرياضية والثقافية والوسطية والاعتدال والتعريف بخطورة الأفكار المتطرفة، باعتبار أن الفكر المتطرف الذى يؤدى إلى اقتناع البعض به إلى تبنى الإرهاب كوسيلة للتعبير عن رأيهم وسلوكياتهم الخاطئة.

كما أوضح "خضر" أن ظاهرة الإرهاب هى نتاج الفكر المتطرف والذى يكون نتاج عوامل اقتصادية أو دينية واجتماعية والبعد عن الدين والأنشطة الرياضية والثقافية ومن هنا لابد من تسليط الضوء على الأفكار المتطرفة ومواجهتها للحفاظ على الشباب وهم المستهدف الرئيسى لهذه الأفكار، مضيفا أن مجتمعاتنا العربية أصبحت تنتشر فيها الأحداث الإرهابية بسبب انتشار المفاهيم الخاطئة بين الشباب والتى تتعارض مع الفهم الصحيح للدين وجنحت إلى التطرف والمبالغة فكرا وسلوكا ضد الدول ومن هنا يأتى دور الثقافة والرياضة والإعلام والأزهر والكنيسة فى التوعية بمدى خطورة هذه القضية ومحاولة التصدى لهذه الافكار المتطرفة والحفاظ على الشباب من الوقوع فى براثن الجماعات الإرهابية.

 

أما دور الدعاة والأئمة وبيت العائلة المصرى

أوضح الدكتور محمد شعلان وكيل وزارة الأوقاف، أن الإسلام دين الوسطية ومن يبتعد عن هذا الوسطية يبتعد عن جوهر الاسلام وأن التطرف مذموم فى كل شىء، مؤكدًا على أنه لا يوجد تعريف جامع للإرهاب لأنه له تعريفات كثيرة ومتسعة ومنها إنه محاولة فرض فكر معين على الآخر بالقوة والإكراه وإلحاق الأذى به سواء على مستوى الفرد أو المؤسسات، ومن هنا يتحتم علينا أن نواجه الأفكار المتطرفة، مشيرا أن من أسباب التطرف الفراغ الفكرى الذى يولد التطرف لدى الشباب ويجب أن يملا بالعلم والعمل لأن العالم أشد على الشيطان من العابد والابتعاد عن الله ووجود علاقات اجتماعية غير سوية وتأويل الآيات القرأنية والاحاديث بطريقة خاطئة مصدر للإرهاب، مؤكدا على أن دور الدولة وحده غير كافٍ لمواجهة الارهاب ولكن لأبد من العمل وفق قواعد وخطط قومية بمشاركة كافة القطاعات والأفراد.

ويوضح "شعلان" أهمية مواجهة الإرهاب وتجفيف منابعه من زاوية تربوية يتم فيها إقناع الأبناء بأهمية الحوار بينهم وغرس قيم الإسلام الصحيحة والمعتدلة والتى تقوم على عدم التسليم بالأفكار الجاهزة ولكن الأخذ بالدليل القائم على ما جاء بالقرآن والسنة، مؤكدا على أهمية دور المؤسسات الدينية متمثلة فى الازهر والكنيسة ودورهم الحيوى فى توعية الشباب بمخاطر الفكر المتطرف والعمل على نشر القيم المعتدلة بين الشباب، مشيرا إلى أهمية وجود وقفة متأنية لأن مصر بلد الأمن والأمان بلد السلم والسلام.

ويؤكد وكيل وزارة الأوقاف أن الخطر القائم فى التحديات التى تحاك لوطننا الحبيب والتى تمثل المؤامرات والمشكلات المجتمعية والثورة التكنولوجية التى تستهدف الشباب لسرقة وقتهم وطاقاتهم الإيجابية والأزمات الاقتصادية مؤكدًا على أهمية دور الاسرة فى رعاية الابناء وغرس القيم الصحيحة لديهم ومتابعتهم بصفة مستمرة حتى لا يقعوا فريسة للأفكار المضللة.

 

وعن بيت العائلة المصرى 
 

قال الدكتور بشارة عبد الملك عضو المجلسى الملى بالكنيسة أن بيت العائلة يرفض كافة أشكال العنف والإرهاب التى تستهدف دور العبادة وهدفه الأساسى مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف لأنها قضية أمن قومى ونعمل من خلاله على توجيه الوعى القومى المصرى لكل أبنائنا نحو وأد التطرف وترسيخ أسس التعاون والمشاركة.

 

دور الثقافة فى محاربة الإرهاب والفكر المتطرف

أكد محمد البسيونى مدير عام ثقافة البحيرة على أن دور الثقافة الهام هو محاربة التطرف والإرهاب بالفكر، مؤكدا أن فرع ثقافة البحيرة أقام 12 قافلة توعوية بالتعاون مع بيت العائلة جابت قرى البحيرة لتوعية الشباب بالإضافة إلى 5 قوافل أخرى بالتعاون مع مديرية الشباب و6 عروض مسرحية هادفة للفرقة القومية المسرحية بنوادى المسرح بمدن البحيرة، إضافة إلى العديد من اللقاءات ويستمر التنوير والثقافة للتوعية بمخاطر الإرهاب، مؤكدا على أهمية إنتاج أعمال فنية تهتم بمعالجة قضايا التطرف والإرهاب وتوعية الشباب بالمخاطر.

وأوصينا بضرورة تنقية المناهج الدراسية والبرامج الإعلامية من بث أو نشر الأفكار العدائية للآخر وضرورة العمل على مواجهة الشائعات بالمعلومات الصحيحة للسيطرة على الأشخاص الذين يسعون لترهيب الأفراد نفسيا ومعنويا وأن يسلط الإعلام الضوء على الجوانب الإيجابية فى المجتمع لتشجيع المواطنين على العطاء والبذل وعدم الاقتصار على الجوانب السلبية والتى تبث روح اليأس فى المجتمع وبث روح الانتماء لهذا الوطن مع تعريف الشباب بأمجاد حضارتهم ونشر روح الوطنية فى الشباب واستخدام القوى الناعمة التى تؤثر فى الوعى من خلال القوافل التوعوية والأنشطة الفنية والعروض المسرحية والأفلام القصيرة.

 

دور التعليم والتعلم

أكد الدكتور محمد سعد وكيل وزارة التربية والتعليم، على أهمية دور المؤسسات التعليمية فى الحفاظ على الأجيال القادمة وتحصينهم ضد الأفكار الخاطئة والتى أصبحت منتشرة حولهم وتنظيم ندوات بهدف رفع وعى الطلاب لمناهضة ثقافة العنف وعدم الوقوع فى براثن الفكر المتطرف، موضحا أن العالم الافتراضى الذى يعيش فيه المتطرف نتاج الفهم الخاطئ للدين الذى يطوعه المتطرف لخدمة أهدافه، مضيفا أن الإرهاب مرفوض حتى ولو كان إرهاب باللفظ وأن تقويم السلوك يأتى من المنزل أولا ودور الأسرة فى الحفاظ على الأولاد ثم يأتى دور المدرسة والجامعة.

ويرى "سعد" إمكانية التغلب على الأفكار المتطرفة من خلال غرس الوعى لدى الشباب، مؤكدا هم الأمل وهم مبعث الفخر ومدعاة التفاؤل لذا وجب عليهم أن يحرصوا على محاربة الإرهاب فى كافة ميادين الحياة، وتوعية الشباب بالدعوة إلى توظيف سعى الإنسان فى الخير دائما بما ينفع الناس كما أوصانى القران وألا ينخدع فى المظاهر الكاذبة التى لا تمس الدين وترتدى على كل الآمنين.

 

وعن دور الجامعة فى محاربة الإرهاب والفكر المتطرف

يؤكد الدكتور عبيد صالح رئيس جامعة دمنهور، أن الجامعة عقدت عددا من المؤتمرات التى تناقش التحديات والمخاطر والتهديدات التى تواجه الأمن القومى المصرى وأهم المشكلات والقضايا التى تواجه مصر والعمل على إيجاد حلول عملية قائمة على أسس علمية للتغلب على هذه الأمور وأن مصر لن تركع لأى من المؤامرات والمكائد التى تحاك للنيل من وحدتها وأمنها واستقراره مؤكدا على اطلاق مبادرات لتدريب الدعاة والوعاظ والأئمة العاملين بوزارة الأوقاف على فنون الخطابة وعلى يد نخبة من المدربين الدوليين المعتمدين بجامعة دمنهور ﻹعداد دعاة يحملون فكرا مستنيرا يواجه قوى الظلام الهدامة بلغة العصر الجاذبة والملائمة لكافة المستويات العمرية والفئات المجتمعية ونشر ثقافة مواجهة التطرف وترسيخ ثقافة السلام وتوضيح مخططات الإرهاب والتحديات والمخاطر والتهديدات التى تواجه الأمن القومى المصرى وأهميه التلاحم الوطنى وتبادل الخبرات لنشر الوعى لمواجهة الفكر الهدام والتأكيد على دور الدعاة وأهمية ثقل خبراتهم بالمهارات الفكرية اللازمة لمواجهة التطرف والإرهاب.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة