انتهى عيد القيامة المجيد الذى يسبقه أطول فترة لصوم الأقباط امتدت لـ55 يومًا، إلا أن العيد الكبير تتبعه أيام الخماسين المقدسة التى بدأت أمس، ويمنع فيها صوم الأقباط، وتستغل الكنيسة تلك الفترة بجدول أعمال سنوى، إذ يبتعث البابا الأساقفة لزيارة الكنائس المصرية فى الخارج، وتعقد فيها اجتماعات المجمع المقدس التى يسبقها رسامة (تعيين) أساقفة جدد، وكل الأعمال التى تتوقف أيام الصوم الذى تصلى فيه ثلاثة قداسات يوميًا وتغلق الأديرة أبوابها أمام الزوار، وتمارس الكنيسة النسك والتقشف.
"الخماسين".. ما بين عيدى القيامة وحلول الروح القدس
وفقًا للمعتقد الكنسى فإن الخماسين هى فترة الخمسين يومًا المحصورة بين عيد الفصح "أى عيد القيامة"، وعيد الخمسين "أى عيد العنصرة أو حلول الروح القدس الذى يأتى فى اليوم الخمسين من قيامة المسيح.
وأوضح القمص صليب متى كاهن كنيسة مارجرجس الجيوشى، أن فترة الخماسين يحرم فيها الصوم، وتنتقل الكنيسة من الصلاة بالطقس الحزاينى الذى كان متبعًا أيام أسبوع الآلام والصوم الكبير لتصلى بالطقس الفرايحى ويحتفل يوميًا بذكرى قيامة المسيح بما يسمى دورة لقيامة التى تدور الكنيسة عقب القداس حيث يمسك الشمامسة والكهنة ايقونات لقيامة المسيح وصلبان تدور فى أرجاء الكنيسة.
"يمكن للأقباط صوم الأربعاء والجمعة من كل أسبوع، وهو أمر دارج لدى رهبان الأديرة، وبعض الذين يتطوعون لذلك، يؤكد القمص صليب، ولكن فى فترة الخماسين لا يمكن الصوم فى أى يوم، ويسمى كل يوم أحد من آحاد الخماسين المقدسة باسم مختلف.
وأبرز القمص صليب طقسًا أخر للخماسين، أيام الآحاد تتخذ أسماء ذات طابع قصصى، الأحد الأول هو أحد توما تلميذ المسيح الذى تشكك فى القيامة ثم عاد وآمن بها، والأحد الثانى يسمى بأحد الحياة الأبدية، أما الأحد الثالث، فهو أحد السامرية، والأحد الرابع يسمى بنور العالم، والأحد الخامس يطلق عليه الطريق والحق والحياة، لكن الأحد السادس يطلق عليه انتظار الروح القدس، فيما يسمى الأحد السابع بعيد العنصرة الذى يحل هذا العام يوم الـ27 من مايو، بينما تحتفل الكنيسة بعيد الصعود يوم الـ17 من مايو.
البابا تواضروس يتأهب لاجتماعات ساخنة بالمجمع المقدس
على صعيد الكاتدرائية، فإن البابا تواضروس الثانى يتأهب لترأس اجتماعات الدورة الجديدة من المجمع المقدس وهو الهيئة العليا للكنيسة القبطية وذلك فى منتصف مايو المقبل، وقبل الاحتفال بعيد العنصرة أو حلول الروح القدس الذى يحل الـ27 من مايو المقبل.
وأكدت مصادر كنسية، على أن الدورة المقبلة من المجمع المقدس سوف تشهد إعادة طرح قضية قبول معمودية الكاثوليك التى طرحت على سيمينار (جلسة بحثية) المجمع المقدس فى دورة نوفمبر الماضية وشهدت خلافات حادة بين الأساقفة حول هذا الأمر.
وأشار المصدر، إلى أن الأنبا آبرام أسقف الفيوم الذى سبق وتقدم باستقالته ورفضها المجمع المقدس وكان أحد الرافضين لقبول معمودية الكاثوليك قد قرر تقديم ورقة بحثية عن هذا الملف للجان المجمع المختصة حتى إنه عاد للخدمة بإيبراشيته قاطعًا خلوته الروحية بدير الأنبا بيشوى من أجل إعادة طرح هذا الملف إلا أن الكنيسة حتى اليوم لم تعلن رسميًا عن جدول أعمال المجمع المقدس.
كذلك فإن البابا تواضروس، ووفقا لعادته السنوية قبيل جلسات المجمع المقدس، سيعمل على رسامة (تعيين) أساقفة جدد، خاصة مع خلو مقاعد عدد من الأساقفة بالوفاة، مثل الأنبا بقطر أسقف الوادى الجديد الذى توفى فبراير الماضى وتم إسناد الإشراف على إيبراشيته للأنبا لوكاس أسقف أسيوط الجديدة، وكذلك الأنبا أنطونيوس أسقف منفلوط الذى توفى الشهر الماضى وتم إسناد الإشراف على إيبراشيته للأنبا يؤانس أسقف اسيوط، وأيضا الأنبا فام أسقف طما المتوفى وتم إسناد إيبراشيته للأنبا باخوم، الأمر الذى يستلزم رسامة أساقفة جدد ليلة انعقاد المجمع المقدس، لتبدأ الاجتماعات بالمجمع المقدس بتشكيله الجديد.
وفى سياق متصل، بدأت الكنيسة فى انتداب الآباء الأساقفة للخارج فى فترة الخماسين لتفقد إيبراشيات المهجر وفقا لعادتها السنوية عقب عيد القيامة، وغادر الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة صباح اليوم إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليتفقد عدة كنائس فى نيو جيرسى وكاليفورنيا ومنها إلى كنائس شرق كندا على أن يعود بعد أسبوعين، وفقًا لتصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أدلى به قبيل سفره بساعات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة