خالد أبوبكر يكتب: فترة الولاية الثانية.. بين تحديات مازالت قائمة.. وأحزان ودموع لم تجف.. وطموحات وآمال شعب وثق فى قائده.. والجميع ينتظر الرئيس

الثلاثاء، 10 أبريل 2018 09:00 م
خالد أبوبكر يكتب:  فترة الولاية الثانية.. بين تحديات مازالت قائمة.. وأحزان ودموع لم تجف.. وطموحات وآمال شعب وثق فى قائده.. والجميع ينتظر الرئيس خالد أبوبكر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حينما كان الرئيس السيسى وزيرا للدفاع كنا نذهب إليه كإعلاميين وكأصحاب رأى نطلب منه الترشح لمنصب رئاسة الجمهورية وكانت وقتها الظروف صعبة وقاسية ولا يعلم أحد أين ومتى ستنتهى الأحداث، كان دائما الرد لا يتضمن رفضا أو قبولا إلى أن أعلن الرئيس السيسى ترشحه للمرة الأولى لرئاسة الجمهورية.
 
وهنا كان اللقاء الأول المطول مع الرئيس كنت مع مجموعة من الإعلاميين وسألت المرشح الرئاسى يومها: ماهى خطتك فى حكم بلد بحجم مصر مع وجود كل هذه التحديات؟ قال الرئيس لى يومها إنه يراهن على الشعب المصرى، وإن ثقته فى هذا الشعب، إنما هى السلاح الذى قرر أن يحارب به.
 
 
حقيقة الأمر لم أقتنع بالإجابة فقد كنت أنتظر أن يشرح لنا برنامج عمل ممنهج وفق معطيات الواقع، وأن يتطرق إلى الموازنة العامة للدولة وأن يتحدث عن الاحتياطى النقدى وعن الوضع الاقتصادى الحالى بشكل عام، إلا أن الرئيس لم يتطرق لأى من هذه الأشياء وصمم على رهانه على المصريين واستمرت هذه الكلمة فى كل خطابات الرئيس بعد انتخابه، إذ دائما تجده يراهن على المصريين ولا يفوت مناسبة إلا ويقول إنه لا يخشى أى تحد وإنما يخشى أن يتفرق المصريون.
 
مضت الأربع سنوات الأولى من حكم الرئيس السيسى وهى بكل تجرد وموضوعية «ورغم أن بها سلبيات»، لكنها هى أنجح فترة حكم لرئيس منذ محمد نجيب وحتى الآن، وكسب السيسى الرهان واستطاع أن يعيد الأمل للمصريين فى حياة أفضل وفى وطن له تاريخ، لكن غاب عنه الواقع ولم يعد يعرف ملامح المستقبل.
 
 
كان وقتها الحال صعبا والإرهاب يحاوطنا من كل مكان والحالة الاقتصادية سيئة والوضع السياسى الداخلى محتقنا، وهناك كثير من المؤسسات كانت بحاجة إلى إعادة ثقة وإعادة تنظيم وكنا وقتها تقريبا بلا أمل ولا ثقة، أيضًا لا نعرف قدرات الرئيس الجديد فى قيادة دولة بحجم مصر. 
 
لكن سرعان ما بدأ السيسى فى العمل لساعات على مدار أيام وأسابيع عمل متواصل وعلى عدة أصعدة زار فيها أغلب الدول المهمة فى العالم وعدد كبير من الدول الأفريقية، وتحدث أمام الأمم المتحدة أكثر من مرة وحضر العديد من القمم الدولية والأفريقية واستقبل رؤساء دول ووفودا وأقام العديد من المؤتمرات الدولية فى مصر.
 
وبدأ فى مشروعات عملاقة وضخمة كان غرضه هو تطبيق منهجه الذى راهن عليه منذ أن أعلن ترشحه وهو إعادة الأمل والثقة داخل نفوس المصريين، واختار مشروع قناة السويس الجديدة والمدن الجديدة والأنفاق والكهرباء والطرق وشاهد المصريون معه تقدما سريعا وواقعيا وملموسا فى مجالات عديدة.
 
وكان هناك بعض الاختلاف معه فى الأولويات وأيضًا فى مساحة حرية الرأى فى مصر التى لم تكن ومازالت فى حدود لا ترضى، وأعتقد أن سبب قبولنا بهذه القيود هو إيماننا بنزاهة الرجل، وأن هذه الأمور فى النهاية لا تهدف إلا للصالح العام فلم يعد هناك أى صالح خاص فى حكم مصر.
 
 
ثم طلب الرئيس السيسى من المصريين أن يكون رئيسًا لفترة ثانية وهنا اختلف الأمر فلا يمكن أن نحسب على الرئيس الفترة الأولى باعتباره شخصا كان له طموح فى حكم بلد ثم عرض نفسه على الشعب فتمت الموافقة عليه.. أبدا.
 
فى المرة الأولى فرضت عليه وطلبت منه ولم يكن لديه أى خيار ولم يكن أحد سيرحمه من الانتقاد إن قال لا.
 
أما فى هذه المرة فهو الذى اختار أن يكمل المشوار وأنا من المؤمنين أن مصر بها العديد من المخلصين أصحاب اليد الطاهرة مثل عبدالفتاح السيسى، ولا أخشى يومًا على هذا البلد فى أن يجد القيادة الذى يستحقها.
 
إلا أن الشعب المصرى وبأغلبية كبيرة أعطى للرئيس السيسى الثقة مرة أخرى باقتناع لا يشوبه تزوير ولا تزييف ومع أخذه النسبة، فهناك الكثيرون الذين لم يذهبوا إلى الصناديق ثقة منهم فى نجاحه، وهناك الأكثر الذين ماعادوا يشغلون بالهم بالقضايا العامة وبمن يحكم لاطمئنانهم أن الرجل كان محل ثقتهم.
 
لكن ما فعله السيسى فى فترة حكمه الأولى أنه رفع سقف الطموحات لدى المصريين، وبالتالى فما سيطلب منه فى فترة الحكم الثانية سيكون أكثر بكثير مما أنجز فى الفترة الأولى فسيبقى على عاتقه وفى أمانته:
أولا: رد الجميل بالشكر والامتنان لكل من ذهبوا إلى صناديق الاقتراع خارج مصر وداخلها.
ثانيا: استمرار رعاية أسر الشهداء ورعاية المصابين فى حربنا ضد الإرهاب.
ثالثا: استمرار خطة الإصلاح الاقتصادى مع المحافظة على ارتفاع مستمر فى الاحتياطى النقدى وإيجاد حل للدين الخارجى والداخلى والحرص على عدم تأثر الطبقة البسيطة بإجراءات الإصلاح الاقتصادى.
رابعا: التفكير فى مشروعات قوميه كبرى اخرى تواكب المشروعات التى كانت فى الولايه الأولى لاسيما فى مجالى التعليم والصحه.
خامسا: الحفاظ على هذا التقدم الهائل فى تسليح القوات المسلحة.
سادسا: القضاء على الإرهاب ولا أقول نهائيا وإنما بالشكل الذى يضمن للمصريين حياة آمنة ومستقرة.
سابعا: استكمال التشريعات الناقصة وإجراء انتخابات المحليات واستكمال سياسة مكافحة الفساد.
ثامنا: التخلص من تركة المصانع والمشروعات التى تديرها الدولة والتى تدر خسائر بالملايين.
تاسعا: تشجيع الاستثمار المحلى والعالمى والحرص على السياحة بكل ما تحتاجه من عناصر. 
عاشرا: حرية الرأى ثم حرية الرأى ثم حرية الرأى.
 
ليس سهلا أن تحكم بلدا بحجم مصر وكان الله فى عون هذا الرجل لكنه أخد من المصريين حبا وتقديرا لم يأخذه أى زعيم مصرى قبل ذلك فى هذه المدة القصيرة، وهذا يتطلب أن يرد هذا الدين إلى أصحابه من أبناء هذا الشعب الذى أخيرا وجد من يحنو عليه.
 
إننى دائما أسأل نفسى ماذا لو كان حكمنا عبدالفتاح السيسى أو شخص فى نشاطه ووطنيته ونزاهته من عشر سنوات؟ لقد حرمنا من خير بلادنا وتجمعت الثروات فى أيدى المحاسيب، واليوم وقد فاق الشعب المصرى ورزقه الله بمن يتقى الله فى عمله فلا مجال ولا حديث الآن إلا عن العمل.
 
فكيف سنبنى بلادنا؟ الإجابة الوحيدة هى بالعمل، ثم العمل 
ولا أشك للحظة أننا اليوم لسنا مثل أمس، لكن ما يشغلنى هو غدًا 
لابد أن يقتنع كل منا بقيمة وأهمية العمل، وأن بلادنا لن تتقدم برئيس أو بحكومة أو بوزراء، بل إن بلادنا ستتقدم بعمل شعبها عملا مخلصا وجادا وليس بهدف إرضاء الرئيس أو إرضاء الحكومة، لابد أن تعمل لوطنك فقط.
 
وللأسف منا وفينا من هم ضعاف النفوس الذين يهوون التقرب إلى السلطة بأى ثمن حتى وإن انحنى إلى أن ينقصم ظهره.
 
كثير من القضايا التى نعانى منها حتى يومنا هذا نحن السبب فيها ولا يمكن أن نرمى المسؤولية على الحكام السابقين فنحن من سمحنا لهم أن يبقوا فى الحكم ويكونوا مراكز قوى. 
 
أعرف أن أمامنا وقتا أتمنى ألا يكون طويلا حتى نتخلص من أمراض الماضى، التى أدت إلى عدم الثقة بين المواطن والحكومة، لكن اليوم مصر أجمل وأطهر وأنقى وأكثر شبابًا. 
 
إن مصر والمصريين أمانة كبيرة فى ذمة الرئيس السيسى، وكلى أمل وثقة فى أنه أهل لهذه الأمانة.. ولنا حديث آخر فى ٢٠٢٢.
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة