كريم عبد السلام

أسماء الله الحسنى فى الكاتدرائية.. عيد قيامة مجيد

الثلاثاء، 10 أبريل 2018 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هذا البلد الأمين محفوظ برعاية الله ووعى المصريين القادرين على صد كل المؤامرات وإحباط جميع الفتن ورد كيد الكائدين إلى نحورهم.
أهل الشر أرادوا لهذا البلد أن يحارب بعضه بعضا، وأن يتحول المصريون إلى ميليشيات متقاتلة، فى سيناء والسلوم والمنيا وأسيوط والإسكندرية وأسوان، وكانت السيناريوهات حاضرة والأسلحة مهربة وجاهزة فى مخازنها، لولا أن قيض الله لنا جنودا حارسين، أحبطوا مؤامرات الإخوان الإرهابيين ومن وراءهم وأفسدوا مخططاتهم لتدمير المجتمع المصرى.
 
أهل الشر أرادوا لهذا البلد أن يغرق فى بحر الفتنة الطائفية البغيضة، وخرج مشايخ الصهاينة والداعشيون الأمريكان والبريطانيون وكذا الداعشيون المحليون بتوقيت القاهرة ليكفروا إخوتنا المسيحيين ويحرموا تهنئة المصرى المسلم لأخيه المصرى المسيحى فى عيده، لكن المسلمين احتضنوا الأقباط، واحتوى الأقباط المسلمين، وخطب القساوسة فى الجامع الأزهر، وألقى المشايخ العظات فى الكنيسة، وها نحن نرى شيخ الأزهر ووزراء الحكومة فى الكاتدرائية يهنئون قداسة البابا وجميع المسيحيين بعيد القيامة المجيد.
 
لا يعلم الجاهلون والداعشيون والإخوان أن تهنئة المختلفين بأعيادهم ومناسباتهم المختلفة، هو حق تكفله النظم المستقرة والمجتمعات الحديثة التى تقوم على التسامح والتعايش المشترك، وتضع لنفسها طريقا واضحا يقوم على أن الدين لله والوطن للجميع، وهو نفسه الطريق الذى رسمه الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، للمجتمع الإسلامى، وسارت عليه الخلافة الإسلامية فحققت ازدهارها العظيم حتى القرن الرابع الهجرى.
 
ولا يعلم الجاهلون التكفيريون والداعشيون والإخوان أهمية تهنئة إخوة الوطن بمناسباتهم الدينية، ودورها فى إرساء الاستقرار والعيش المشترك، بل هم يكرهون ذلك لأنهم أبناء البرامج الاستخباراتية الشيطانية، ولذلك فهم يأخذون الاتجاه المعاكس، ويعملون على تدمير النسيج المجتمعى بناء على مخططات خارجية لا تريد الخير للبلد، وتبريرات شيوخ السوء وقيادات الجماعات المتطرفة التى تعتنق فتاوى القتل والتدمير والكراهية، وتجيز قتل الأبرياء، فإذا كان هؤلاء المتطرفون يزرعون القنابل ويحرقون المؤسسات ويقتلون الأبرياء، فهل نستكثر عليهم عدم تهنئة إخوانهم المسيحيين بأعيادهم أو التهجم عليهم؟!
 
أهل الشر أرادوا لنا جميعا أن نكون وحوشا، نقتل بعضنا بعضا وننحط إلى مستوى البهائم، نتمسك بقشور التفسيرات الشائهة للدين وهى تفسيرات وبرامج موضوعة وجاهزة لتفجير مجتمعنا من داخله وتحويل أفراده إلى شياطين للقتل تحت شعارات زائفة، لكننا جميعا كشفنا المخططات الخبيثة ووأدنا جميع الفتن فى مهدها، وكلما أحرقوا كنيسة بناها المسلمون وكلما فجروا مسجدا بناه المسيحيون.
ما أجمل التسامح والرحمة والمحبة، ما أصدق الشعار «الدين لله والوطن للجميع»، وما أحق المصرى المسلم بأخيه المسيحى وما أحق المصرى المسيحى بأخيه المسلم، يتحابان ويتراحمان ويتآخيان فى مودة تظهر فى عيد الفطر وعيد الميلاد وعيد الأضحى وعيد القيامة، كما تظهر فى العمل والمدرسة والمستشفى والجيرة.
 
لقد رأينا بعض الكنائس تفتتح صلوات عيد القيامة المجيد بكورس يغنى أسماء الله الحسنى، ويصلون على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فى مشهد لابد أن تدمع له العيون، وأن تخشع له القلوب من جمال التسامح والمحبة والرحمة لدى المصريين مسيحيين ومسلمين.
هذا بلد والله لا خوف على أهله ولا هم يحزنون، هذا مجتمع الخير فيه إلى يوم الدين، والرحمة باقية فيه ما بقى أهله، والتسامح أساس له حتى وإن ظهرت جراثيم التطرف والتكفير على السطح من حين إلى حين.
 
ولكل الإخوة المسيحيين.. أصدقائى وأحبائى وجيرانى وزملائى أقول: كل عام أنتم بخير وعيد قيامة مجيد.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة