دندراوى الهوارى

مفاجأة.. معظم الأصوات الباطلة بسبب كتابة «بحبك يا سيسى» و«تحيا مصر»

الأحد، 01 أبريل 2018 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الأصوات الباطلة، وللمرة الثانية فى الانتخابات الرئاسية تحتل المرتبة الثانية بعد المرشح الفائز، فى حين يأتى المرشح المنافس لعبدالفتاح السيسى فى المرتبة الثالثة، وهو أمر غريب، وربما لا تشهد له مثيلًا فى كل الاستحقاقات الانتخابية فى أى دولة من دول العالم، ولكن اسأل دائمًا على «التاتش المصرى» فى التجويد المبالغ فيه.
 
نعم.. المصريون لا يمكن أن يتركوا حدثًا يمر مرورًا عابرًا، وفى مساره الطبيعى، دون إضفاء «التاتش بتاعهم» مهما كان هذا الحدث، وفى أى مجال، ومنها بالطبع الاستحقاقات الانتخابية المختلفة.
 
ومن المعلوم بالضرورة أن المصريين يتمتعون بإبداعات مبهرة، وسر خلطة ثقافية مختلفة، وبنكهة خاصة، تثير إعجاب ودهشة العالم فى كل قاراته، القديمة منها والحديثة، لأنهم أصحاب حضارة ضاربة بجذورها فى أعماق التاريخ، وتقترب عمرها من 7 آلاف عام، وإذا كان المصريون لا يتمتعون بثقافة وإبداع من نوع خاص، فمَن مِن الشعوب إذن يستطيع أن يبهر العالم بثقافاته بشكل عام، والاجتماعية والسياسية بشكل خاص؟!
 
«التاتش المصرى» ظهر فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة، من خلال تحويل العملية الانتخابية من أداء سياسى روتينى، يغلب عليه الجدية الشديدة، والتوتر الأشد، فى ظل حراك سياسى شديد التعقيد، إلى كرنفالات مبهجة، امتزج فيها الغناء الوطنى، ورفع أعلام مصر بالزغاريد وبعض أداء الرقصات من الرجال قبل السيدات، وهو عمل احتفالى، انطلق مع بداية العملية الانتخابية، وهو عكس المعتاد فى مختلف دول العالم، حيث الاحتفالات تبدأ من حيث النهاية، أى بعد إعلان النتيجة.
 
ولا يمكن إسقاط ما يصنعه الغرب وأمريكا من ثقافات سياسية واجتماعية، ومحاولة تطبيقها فى مصر، فكل المستعمرين عبر تاريخ مصر الطويل فشلوا فشلًا ذريعًا فى تغيير ثقافة المصريين، بل تأثر بعض المستعمرين بالنمط الاجتماعى المصرى، وهو أمر منطقى ويستقيم مع أبسط قواعد العقل والمنطق، فلا يمكن لشعب يلتصق وجوده على كوكب الأرض ببدء الخليقة أن يتأثر بثقافة شعوب كل تاريخها لا يتجاوز بضع مئات من السنين!
 
لذلك يظهر «التاتش المصرى» فى كل الأحداث المهمة فى تاريخ مصر، فبينما التتار يجتاحون الدول الإسلامية، ومصر تشهد فوضى سياسية واجتماعية تحت الحكم المملوكى، يخرج «قطز» ويحشد المصريين، ويخرج لملاقاتهم ويسحقهم ويكسر شوكتهم، وبينما العالم أجمع، خاصة الدول الكبرى، تؤكد استحالة اقتحام الجيش المصرى خط بارليف، وأن تحطيمه وتدميره يحتاج لقنابل نووية، يظهر «التاتش المصرى» فى أبهى صوره ليغير من استراتيجية وخطط المعارك العسكرية، عندما استخدم الجندى المصرى خراطيم مياه لإزالة أقوى تحصين عرفه العصر الحديث!
 
لذلك ظهور «التاتش المصرى» فى الانتخابات الرئاسية كان واضحًا وضوح الشمس فى كبد السماء، ولم يكن مقصورًا على الكرنفالات الاحتفائية خارج اللجان، وإنما استمر داخل اللجان، عندما قرر عدد كبير من الناخبين كتابة عبارات إضافية على بطاقات التصويت، من عينة «بحبك يا سيسى»، و«تحيا مصر»، و«إحنا وراك يا سيسى»، و«عايزينك طول العمر»، وهو ما أدى إلى بطلان هذه الأصوات، ويفسر بوضوح العدد الهائل من الأصوات الباطلة.
 
حاولت الجماعات الإرهابية، وخونة الداخل والخارج اللعب على وتر أن هناك أكثر من مليون و700 ألف صوت باطل، بأنه تعبير عن رفض قطاع من المصريين للرئيس عبدالفتاح السيسى، وعبروا ذلك عن طريق إبطال أصواتهم، وهو كذبة روجوها، وأمسك فيها خبراء «القلوووظ» الذين خرجوا مهللين فرحين، ومفسرين بنظريات «فنكوشية» عن الأسباب التى دفعت هؤلاء إلى إبطال أصواتهم، وأن هناك حالة خنق سياسى واقتصادى دون علم، أو محاولة البحث عن معلومة تزكى نظرياتهم الفنكوشية.
 
نعم.. آلاف الأصوات الباطلة ناجمة عن «التاتش المصرى» فى التجويد، ومحاولة التعبير بعواطفهم الجياشة تجاه المرشح عبدالفتاح السيسى، دفعهم إلى كتابة «بنحبك يا سيسى»، و«تحيا مصر»، و«إحنا وراك»، كما كتب البعض «نحن نحبك ونحب محمد صلاح»، دون الوضع فى الاعتبار أن هذه العبارات تبطل الصوت.
 
ولا ننكر أن هناك عبارات مسيئة دوّنها البعض فى بطاقات التصويت، لكن عددها قليل، ولا تمثل هذا العدد الكبير الأصوات الباطلة، وفى كل الأحوال، فإن مشاركة أى مواطن فى العملية الانتخابية أمر رائع، وكونه أبطل صوته بشكل محترم فهو حق أصيل له، ولا يمكن لأحد أن يلومه.
 
لكن اللوم كل اللوم يُوجه إلى الذين بادروا بـ«التاتش المصرى» فى التجويد، تعبيرًا عن مشاعر فياضة للمرشح عبدالفتاح السيسى فى معزوفة حب، تتشابه إلى حد كبير مع حب «الدببة» القاتل، فلا هم أفادوا مرشحهم بأن ارتفعت حصيلته من الأصوات المؤيدة له، إنما تسببوا فى زيادة حصيلة الأصوات الباطلة، التى يحاول خونة الداخل والخارج، توظيفها واستثمارها للهجوم على الرئيس عبدالفتاح السيسى.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة