"اليوم السابع" داخل متحف الشهداء بكنيسة مارجرجس بطنطا.. المتحف يضم مقتنيات الـ30 شهيدا.. قطع من ملابس الضحايا وخطابات تعزية من سفراء ووزراء دول العالم تزين الجدران.. وجميع الصور المنشورة بالصحف ووكالات الأنباء

أجرى "اليوم السابع" جولة داخل محتف شهداء كنيسة مارجرجس بطنطا والبالغ عددهم 30 شهيدا، راحوا ضحية عملية انتحارية فى أحد الشعانين العام الماضى لتظل ذكراهم محفورة فى أذهان شعب الكنيسة، وعدم نسيانهم هؤلاء الشهداء.

جزء من ملابس الشهيد فادي رمسيس

ووجه الأنبا بولا أسقف طنطا وتوابعها خلال اجتماعه بمجلس الكنيسة، بضرورة تخليد ذكرى الشهداء، وإنشاء متحف لهم بالكنيسة، يضم متعلقاتهم التى تم جمعها من مكان الحادث، ووضعها بالمتحف وحفظها فى صناديق زجاج وكتابة اسم صاحبها بجوارها، حتى يراها الزوار.

صورة جماعية للشهداء

وأعلن الأنبا بولا عن افتتاح المتحف فى الذكرى السنوية الأولى للحادث، حيث يضم المتحف جزءا من كرسى الأنبا بولا، الذى تم تدميره جراء التفجير، إلى جانب ملابس الشمامسة ملطخة بدمائهم، وهواتف محمولة لبعض الشهداء، وساعات وسلاسل مفاتيح، وكتب الإنجيل، كاميرا مراقبة، وأجزاء من ملابس الشهداء، إلى جانب جزء من عظام أحد الشهداء، وتم تدوين بيانات كل شهيد من المتعلقات الخاصة به.

كما يضم المتحف صور من صحف ووكلاء أنباء محلية وعالمية التى تناولت الحادث، إلى جانب صور للكنيسة بعد تدميرها، وصور أثناء عمليات الترميم، وصور للكنيسة بعد افتتاحها.

حافظة نقود الشهيد مايكل فؤاد

كما يوجد بالمتحف فى الواجهة صورة جماعية للشهداء وبجوارها ساعة بندول كبيرة توقفت عقاربها على التاسعة صباحا وقت وقوع التفجير.

ويضم المتحف رسائل التعزية التى أرسلها سفراء ووزراء دول العالم للبابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية والأنبا بولا أسقف طنطا وتوابعها لتعزيتهم فى الحادث الأليم، ومن هذه الرسائل رسائل من المجلس الوطنى للكنائس بأستراليا، سفارة اليونان بالقاهرة ومذيل بتوقيع السفير اليونانى، رسالة من مجلس كنائس الشرق الأوسط، ومجلس الأساقفة، ورسالة من بطريرك بابل للكلدان فطريركا دبيل دكلذيا، ورسالة أخرى من الاتحاد الأوروبى، ورسالة من مجلس الأساقفة فى إقليم إفريقية الشمالية.

كان الأنبا بولا أسقف طنطا وتوابعها قد ترأس اليوم الأحد صلاة قداس أحد الشعانين داخل كنيسة مارجرجس بمدينة طنطا، بحضور الآلاف من أبناء الكنيسة للاحتفال بالعيد.

سلسلة مفاتيح الشهيد مايكل سمير

وبدأت الصلوات صباح باكر وسط إقبال كبير من الأقباط الذين حرصوا على حضور الصلوات منذ بدايتها، بينما توافد عدد كبير منهم على الكنيسة تباعا، كما توافد أسر شهداء الكنيسة الذين استشهدوا فى أحد الشعانين العام الماضى، وقام الأنبا بولا بترأس الصلوات والقداس فى حضور الشمامسة والإباء كهنة الكنيسة والقساوسة، وانتشر بائعو السعف خارج الكنيسة والذى حرص الأخوة الأقباط على شرائه قبل الدخول إلى الكنيسة.

وشهد محيط كنيسة مارجرجس تشديدات أمنية مكثفة لتأمين القداس، وتم غلق جميع الشوارع المؤدية إلى الكنيسة، ووضع حواجز حديدية عليها، كما تم وضع بوابات إلكترونية أمام بوابات الكنيسة للكشف عن الأجسام المعدنية، فضلا عن فحص هوية المترددين، وتخصيص سيدات من الكنيسة لفحص السيدات ومتعلقاتهم قبل الدخول للكنيسة وتزينت جدران الكنيسة بصور الشهداء الـ30.

وفى كلمته لشعب الكنيسة أكد الأنبا بولا أسقف طنطا وتوابعها أنه قصد فى العظة التأكيد على أن يكون اليوم مفرح وننسى ما هو مضى ونمتد لما هو آت، لافتا أن للكنيسة 30 شهيدا فى السماء وسيرتهم سببا لاقتراب كثيرين من الكنيسة.

جاكت كان يرتديه الشهيد ميشيل لبيب

وقال: "نشكرك يارب لأنك حولت أحزاننا لأفراح، وحولت المناسبة الصعبة على شعب الكنيسة فأصبحت تذكار طيب يحتفلوا به كل عام، وتعاطف جموع المصريين من مسلمين ومسيحيين، ودور القوات المسلحة فى ترميم الكنيسة وفتح مستشفياتها لاستقبال المصابين، وتغيير اسم شارع على مبارك إلى شارع الشهداء، وأصبحت طنطا بؤرة لدول العالم لزيارتها.

من جانبه قال سليم سليمان الوردانى والد الشهيد "سليمان" الشهير بـ"سولى" إن الشهيد هو نجله الوحيد ولا يوجد لها أشقاء، وكان مهمته بالكنيسة العمل فى مركز الصوتيات والمرئيات وأول يوم ينزل فيه بجوار الشمامسة كان يوم التفجير، مضيفا أن نجله فى منزله عظيمة فى السماء يتمتع بنعيم الجنة.

حافظة نقود الشهيد مايكل سمير

ووجه رسالة للجماعات الإرهابية قائلا: "إن مرتكب الواقعة ذهبت روحه للشيطان، وإن كنتم تحبون الله هل تذهبون له بالقتل والإرهاب".

أما أليس سعد الله من شعب كنيسة مارجرجس بطنطا فأكدت أن مناسبة أحد الشعانين مناسبة على قدر ما هى مؤلمة فهى مناسبة سعيدة لأن للكنيسة 30 شهيدا فى السماء.

وأضافت أن أهالى الشهداء يشعرون بألم لفقد ذويهم ولكن يشعرون بفرحه لاستقبال الآلاف فى أحد الشعانين وهى أول مرة يحتشد فيها شعب الكنيسة بهذه الأعداد، مؤكدة أن هذا العيد يمثل لهم فرحتين فرحة دخول السيد المسيح أورشليم، والفرحة الثانية صعود 30 شهيدا للسماء.