هل ينقذ "الاستانلس ستيل" البنية التحتية بمصر؟..باحث مصرى يُطوع الحديد المقاوم للصدأ لإنشاء الكبارى والأبراج.. مديرة بمعهد بناء الصلب بإنجلترا: نستشهد بعمل الباحث.. وخبير: بتطبيقه نبنى العاصمة الإدارية فى 6 أشهر

- مهندسة بهيئة الطرق والكبارى: يمكن استخدام البحث فى ترميم الكبارى الخرسانية والتغاضى عن تكاليف الصيانة الباهظة

 

يعد الحديد من أكثر المعادن أهمية للأغراض الهندسية المختلفة وخاصة فى الأعمال الإنشائية المتنوعة من عقارات وجسور وأنفاق وغيرها من أعمال البنية التحتية، وذلك نظرا لتكلفته الاقتصادية المنخفضة نسبيا بالمقارنة بغيره من المواد، ويرتبط مدى أهميته والعمر الافتراضى للمنشأة بشرط حمايته من الصدأ- بمعنى أدق حمايته من التفاعل مع الأكسجين والرطوبة- وذلك من خلال أعمال الصيانة الدورية والتى قد تصل تكلفتها فى معظم الأحيان لأكثر من تكلفة بناء المنشأ وخاصة فى الكبارى والمنشآت الخرسانية، ومن هنا اتجهت الدول المتقدمة مؤخرا للجوء إلى استخدام الصلب المقاوم للصدأ "الإستانلس ستيل" والذى يعد حاليا من أهم أنواع الحديد فى الأعمال الإنشائية نظرا لصلابته وقوة تحمله ومقاومته العالية للصدأ، ولكن تبقى تكلفته الاقتصادية عائقا أمام استخدامه حتى فى الدول المتقدمة، فتكلفة طن حديد الاستانلس ستيل تبلغ 4 أضعاف طن الحديد الصلب "العادى"، ولكن بالنظر إلى تكلفة الصيانة والعمر الافتراضى للمنشأ تكاد تكون التكلفة الاقتصادية أقل من تكلفة الحديد المتعارف عليه فى الإنشاءات على المدى الزمنى الطويل لعمر المنشأة.

 

الاستنلس ستيل

 

انطلاقا من مميزات الاستانلس ستيل وتكلفته الاقتصادية المرتفعة، عكف الباحث الدكتور مصطفى فهمى حسنين الأستاذ المساعد بقسم الهندسة الإنشائية فى جامعة طنطا، والحاصل على نوط الامتياز من الطبقة الأولى، طوال 13 سنة على بحث علمى للإجابة على السؤال "كيف يمكن استخدام الحديد المقاوم للصدأ فى أعمال الإنشاءات للحصول على عمر افتراضى كبير بتكلفة اقتصادية أقل ودون إجراء الصيانات المكلفة للحديد العادى، وأيضا للحصول على شكل جمالى للمنشأة؟.

 

 

تجارب استخدام الاستنلس ستيل فى البناء بتكلفة اقتصادية منخفضة

يقول مصطفى فهمى، إن أنواع الاستنلس ستيل المتعارف عليها عالميا حتى الآن 3 أغلاها سعرا هو"الديوبلكس" يليه "الأستونيتك" وأخيرا "لين ديوبليكس"، ويبقى النوع الأخير هو الأقل تكلفة دون الإخلال بالخواص والمميزات التى يتمتع بها النوعين الآخرين، ويرجع انخفاض سعره إلى قلة نسبة "النيكل" المستخدمة فيه عن الأنواع الأخرى.

 

خلال سنوات البحث العلمى لاستخدام الحديد المقاوم للصدأ فى الكبارى والمنشآت المعدنية، توصل الباحث إلى إجراء تعديلات هندسية من خلال تجربة بناء بواسطة الاستنلس ستيل "Austenitic"، تقوم على عمل أعمدة مركبة مدعمة داخليا من أسطوانة حديدية سمكها 2 ملم بداخلها خرسانة مصبوبة، وذلك لإنتاج أعمدة بأشكال معمارية جذابة وذاتية التشطيب النهائى، وذات قدرة تحمل عالية فى الضغط للاستخدام فى الأبراج والمبانى العالية، وأظهرت نتيجة التجربة المعملية إن استخدام هذه الأعمدة المركبة تحقق خفض إضافى فى تكلفة الصلب، وذلك نتيجة إمكانية تخفيض مساحة مقطع العمود لوجود الخرسانة داخله، ومن الدراسة تم استحداث معادلة تصميم قد تساهم فى انتشار هذا العمود إنشائيا على نطاق واسع.

 

 

"مصطفى" قام بعد ذلك بإجراء مجموعة من الدراسات على أعمدة مصنوعة من الاستنلس ستيل "Lean duplex" للاستفادة من انخفاض سعره النسبى بالأنواع الأخرى، ففى تجربة أخرى أجراها الباحث، لتحقيق تخفيض إضافى فى تكلفة الأعمدة المركبة الموضحة فى التجربة السابقة، تعتمد على تفريغ جزء من القلب الخرسانى واستبداله بإسطوانة من الصلب العادى للحصول على أعمدة يطلق عليها الأعمدة ثنائية الأنبوبة (Double-skin columns)، وبذلك نحصل على كل مميزات العمود السابق بالإضافة إلى تخفيض أوزان المنشآت، وبالتالى الوصول لمدى ارتفاعات أعلى للمبانى وكذلك تخفيف الأحمال على الأساسات، هذا بالإضافة لتقليل الانبعاثات الكربونية المصاحبة لصب الخرسانة، مما ينتج عنه منشآت صديقة للبيئة بصورة أكبر من الوضع الحالى، وهذا العمود يمكن استخدامه فى البنايات العالية لتقليل أحجامها أو فى الأساسات الخازوقية للكبارى والأبراج لرفع مقاوماتها ومنع صدأها من جهة أخرى.

 

 

 

 

وعلى الجانب الآخر، فقد تقدم مصطفى بعدة مقترحات لاستبدال الكمرات الحديدية المصنوعة من الصلب العادى بأخرى مصنوعة من الصلب المقاوم للصدأ (Lean duplex) لما تمتاز به من مقاومات عالية فى الانحناء وكذلك فى مقاومة القص مقارنة بالكمرات التقليدية وكذلك لانخفاض تكلفة عمر المنشأ، وقد تم ذلك من خلال نشر نتائج بحثية فى عدة مجلات دولية.

 

 

 

استخدامات الاستنلس ستيل فى الأعمال الإنشائية

 

"الصلب المقاوم للصدأ يمتاز بخاصية فريدة تمكنه من الاستخدام فى العديد من التطبيقات الإنشائية وبصورة خاصة فى البنية التحتية التى تكون معرضة لعوامل صدأ بيئية، حيث تكون قابلية التحمل مع طول عمر المنشأ عوامل مهمة خاصة مع ارتفاع أسعار الصيانة".. هكذا أكدت الدكتورة نانسى بادوو، المدير المساعد لمعهد بناء الصلب بالمملكة المتحدة، فى حديثها عن أبحاث الدكتور مصطفى فهمى عن استخدام الاستنلس ستيل فى البنية التحتية.

دكتورة نانسى بادوو
 

تقول نانسى فى تصريحات خاصة، إن هناك وعيًا متزايدًا بشأن مميزات الصلب المقاوم للصدأ، بالذات فى انخفاض سعره على كامل عمر المنشأ، ولذلك انتشر حديثا استخدامه إنشائيا فى عناصر غير جمالية وغير ظاهرة، وذلك للاستفادة من رخص تكلفته على كامل عمر المنشأ. 

 

 

 

أحد الأمثلة الحديثة هو مجموعة من كبارى السكة الحديد فى استكهولم (السويد)، حيث تم استبدال كبارى من الصلب العادى بأخرى من صلب الاستانلس ستيل "الديوبلكس" المقاوم للصدأ. 

 

 

هناك الحاجة لبرامج ضخمة من الأبحاث فى مجال البنية التحتية لمقابلة التقدم الحادث فى البلدان المتقدمة والنامية فى بناء المطارات والكبارى والسكك الحديدية والطرق والأنفاق ومحطات توليد الطاقة، حسبما تقول نانسى، فضلا عن أن هناك العديد من الفرص للصلب المقاوم للصدأ فى إنشاء شبكات الطاقة والنقل التى تتسم بالمرونة والكفاءة من حيث التكلفة ومناسبتها للغرض.

 

وعن بحث الدكتور مصطفى فهمى، تقول نانسي، إن الباحث نشر أعماله على نطاق واسع فى أعلى المجلات البحثية للهندسة الإنشائية، وسيسهم عمله جنبا إلى جنب مع عمل الآخرين، فى وضع قواعد أفضل لأعضاء الهيكل الصلب المقاوم للصدأ لتطبيقات البنية التحتية، ومن الأمثلة على ذلك أننا فى أوروبا نهدف إلى توسيع نطاق يوروكود 4 لتشمل أعمدة الصلب المقاوم للصدأ والمملوءة بالخرسانة- وهو موضوع درسه مصطفى- وسنستخدم أوراقه البحثية خلال تطوير قواعد التصميم لهذا النوع من البناء، وقد أستشهد مجتمع البحث بأعمال مصطفى فهمى، مما يدل على أن الباحثين الآخرين يدرسون عمله ويستفيدون من توصياته بدراساتهم.

 

وعن العمر الافتراضى للمنشآت التى تستخدم الصلب المقاوم للصدأ فى أعمال البنية التحتية، تشير المدير المساعد لمعهد بناء الصلب بإنجلترا، إلى أن هناك وعيًا متزايدًا بأن تكاليف دورة الحياة (أو الحياة الكاملة)، وليست التكاليف الأولية فقط، ينبغى أن تؤخذ فى الاعتبار عند اختيار المواد المستخدمة فى البناء وخاصة الحديد، وتظهر التجربة إن استخدام مواد مقاومة للتآكل- من أجل تجنب الصيانة فى المستقبل والتوقف والاستبدال- يمكن أن يكون حلا أكثر فعالية من حيث التكلفة، على الرغم من أن تكاليف المواد الأولية أعلى، حيث تراعى تكاليف دورة حياة المنشأ ما يلي:

 

•التكاليف الأولية

•تكاليف الصيانة

• إمكانية إعادة تدوير الصلب المقاوم للصدأ بنسبة 100%.

• خدمة الحياة والبيئة.

 

تؤكد بادوو، إن تكلفة المواد الخام الأولية للصلب المقاوم للصدأ أعلى بكثير من منتج الكربون الصلب المكافئ" الحديد العادى"، وذلك اعتمادا على درجة من الصلب المقاوم للصدأ (يمكن أن يكون تكلفة استنلس ستيل لين ديوبلكس حوالى 4 أضعاف الكربون الصلب، والديوبلكس ربما 6 مرات أعلى من الكربون الصلب). ومع ذلك، يمكن أن تكون هناك وفرة فى التكاليف الأولية المرتبطة بالقضاء على الطلاء المقاوم للتآكل، فاستخدام الفولاذ المقاوم للصدأ عالى المقاومة قد يقلل من الاحتياجات المادية، من خلال خفض حجم القطاعات المعدنية، ووزن الهيكل العام الذى يقلل التكاليف الأولية، بالإضافة إلى ذلك، فإن القضاء على الحاجة إلى صيانة الطلاء أو استبدال المكونات بسبب التآكل يمكن أن يؤدى إلى وفرة اقتصادية كبيرة فى تكاليف الصيانة على المدى الطويل، وكذلك فإن مقاومة التآكل الممتازة للصلب المقاوم للصدأ تقدم تخفض تكاليف الصيانة بشكل كبير علاوة على تمتع المنشأ بعمر افتراضى أطول من الإنشاءات القائمة على الحديد الصلب العادى.

 

الصلب المقاوم للصدأ هو المادة الإنشائية الوحيدة التى تمتلك مقاومة عالية للصدأ بشكل طبيعى، وبالرغم من غلاء ثمنها فأن مقاومتها للصدأ تجعلها ذات كفاءة عالية وبديل اقتصادى فى الكثير من التطبيقات الإنشائية مثل المبانى والكبارى المعرضة لمستويات أحمال مرتفعة.

 

هناك الآلاف من السبائك المقاومة للصدأ كل منها مصنوع ليحقق متطلبًا إنشائيًا معينًا، وتتميز بمقاومتها للصدأ فى البيئات المعرضة لظروف صدأ عالية مثل المناطق الساحلية، كما تمتاز بقابليتها العالية للحام والتشكيل.

 

يوضع الصلب المقاوم للصدأ فى أفران كهربائية عالية وهى أكبر طريقة فى العالم لإعادة تدوير المواد المستخدمة فى الحديد، ويتم خلالها خلط المكونات جيدا للوصول للتركيبة المطلوبة، وفى نهاية العمر الافتراضى لهذا الصلب المقاوم للصدأ فأنه يعاد تدويره أو استخدامه بمعالجة بسيطة، بالمقارنة مع مواد البناء الأخرى مثل الخرسانة المسلحة حيث أن فصل قضبان التسليح من الخرسانة صعب جدا وغالى الثمن، وبالتالى يمكن القول بأن صناعة الصلب تمتاز بالدقة والتحكم العالى.

 

هذه الخصائص الممتازة للصلب، من حيث المتانة والأداء البيئى جنبا إلى جنب فضلا عن الشكل الجمالى، يجعل الفولاذ المقاوم للصدأ مادة فريدة وجذابة جدا للتطبيقات الإنشائية المختلفة، حسبما تقول الدكتورة مارينا بوك محاضر فى الهندسة المدنية فى كلية الهندسة المعمارية والبيئة المبنية فى جامعة ولفرهامبتون بإنجلترا.

 

 

وفيما يتعلق بالفارق بين استخدام الخرسانة التقليدية" الصلب العادى"، والفولاذ المقاوم للصدأ فى التطبيقات الإنشائية، تؤكد مارينا فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن البحوث والدراسات أثبتت أن الاستنلس ستيل أقوى 10 مرات من الخرسانة التقليدية فى الإنشاءات، وأقوى 100 مرة على الأقل فى الشد أيضا، ويتم استخدامه بكمية أقل، وبالتالى يعطى تصميمات خفيفة الوزن، وسعر أقل فى التكلفة ونسبة أقل بكثير فى انبعاثات الكربون للبيئة المحيطة على عكس الخرسانة تماما.

 

ويتمتع الفولاذ المقاوم للصدأ بميزة اضافية كونه مادة مطيلة بمعنى مبسط أنها تستطيع أن تصل إلى تشوهات كبيرة جدا قبل الكسر، وهذا أمر بالغ الأهمية فى المبانى والجسور، حيث تعمل هذه التشوهات التى تظهر ببطء على تحذير المستخدمين قبل انهيار الهيكل وبالتالى يمكن أن يتم الإجلاء عن المنشآت قبل الانهيار بوقف كبير بما لا يسبب خسائر بشرية.

 

علاوة على أن الاستنلس ستيل يمتاز بقدرته العالية على التحمل الإنشائي، فهو يمتاز أيضا بجماله الشكلى الجذاب، وقد استخدم على نطاق واسع فى العناصر الإنشائية المكشوفة مثل تكسية مبنى كرايسلر فى نيويورك، وفى جسر الهيليكس فى سنغافورة كعناصر إنشائية رئيسية.

 

 

 

 

 

تقول مارينا، إنه على الرغم من كفاءة الحديد المقاوم للصدأ فأن سلوك الاستنلس ستيل لم يدرس بشكل كافٍ مثل الخرسانة والصلب العادى، وبالتالى فأن أبحاث ودراسات الباحث المصرى مصطفى فهمى قد مكنت الباحثين الآخرين من الحصول على فهم أفضل للأداء الإنشائى للصلب المقاوم للصدأ، وقد كانت أبحاثه مدفوعة باحتياجات فعلية وتدعمها تطبيقات واقعية، وذلك للتوصل لتصميمات ذات كفاءة عالية ومنشآت مستدامة، وقد قدم "مصطفى فهمى" العديد من المساهمات البحثية التى ساهمت فى تطوير التصميم الإنشائى، كما تم التأكد من نتائج البحوث المنشورة من قبل الباحث، وتقييمها ومقارنتها والتحقق من صحتها من قبل باحثين آخرين مما يجعل مساهماته كبيرة فى تصميم المنشآت المصنوعة من الحديد المقاوم للصدأ. 

 

وعن التكلفة الاقتصادية لاستخدام الاستنلس ستيل إنشائيا، تُشير مارينا، إلى أن سعر الحديد المقاوم للصدأ- الاستنلس ستيل- قد يصل لأربعة أضعاف الحديد العادى، وذلك اعتمادا على نسبة النيكل فى السبيكة، وتعتبر سبائك الأستونيتك فى الاستنلس ستيل غالية الثمن وتمتاز بمقاومة متوسطة بالمقارنة بغيرها فى أنواع الصلب المقاوم للصدأ، ويعد نوعى "الفرتيك ولين ديوبلكس" هما الأرخص سعرا فى الحديد المقاوم للصدأ، ويتراوح سعرهما ما بين 2 إلى 3 أضعاف سعر الحديد العادى، وذلك لاحتوائهم على نسبة منخفضة من النيكل- المكون الرئيسى فى الاستنلس ستيل-، ويعتبر الديوبلكس أغلى أنواع الحديد المقاوم للصدأ والذى يصل سعره لـ6 أضعفاف سعر الحديد الصلب العادي، ولكنه يحتوى على توازن جيد بين السعر وقدرته على تحمل الأحمال على المنشآت.

 

لا شك أن الصلب المقاوم للصدأ يحتاج إلى استثمارات أولية عالية، ولكن بالاعتماد على العمر الافتراضى للمنشأ فأن الصلب المقاوم للصدأ يعتبر أرخص من الصلب العادى لأنه يتطلب صيانة أقل بكثير، وبالتالى فى نهاية العمر الافتراضى للمنشأ نجد أن المنشآت المصنوعة من الاستنلس ستيل فى حالة فنية أفضل بكثير من المصنوع بالحديد العادى وفى نفس الوقت بتكلفة اقتصادية أقل نظرا لقلة المصروفات على أعمال الصيانة. 

 

مميزات الاستانلس ستيل

 

1- يتميز الحديد الاستنلس ستيل- الحديد المقاوم للصدأ بأنه متين وشديد الصلابة، يواجه العوامل المختلفة من برودة أو ارتفاع فى الحرارة، وهو متماسك ومقاوم للصدأ والتآكل، كما أنه قابل للشد، ويتميز بالمرونة والقدرة على تشكيله بسهولة.

2- يحتوى على 11% كروم و 8 % نيكل، بالإضافة أن نسبة الكربون فيه من 0.1% إلى 0.4 % مما يقلل انبعاثات الكربون الملوث للبيئة. 

3- من المعروف إن أخطر الحوادث على الكبارى هى الحرائق فأقصى وقت يتحمله الكوبرى المنشأ باستخدام الخرسانة زمنيا فى حالة حدوث حريق هو ساعتين وهى مدة طويلة نسبيا، فى حين يتميز الاستنلس ستيل بمدة زمنية أطول فى حالة تحمل الحرائق قبل الانهيار وتصل إلى حوالى 3 ساعات.

4- أوزان الاستنلس ستيل تكون أقل على التربة من الحديد العادى نظرا لصغر القطاعات المصممة بهذا النوع من الحديد خاصة الديوبلكس.

5- إمكانية إعادة تدويره بنسبة 100 % من خلال معالجة بسيطة، على العكس تماما مع الحديد العادى الذى يستلزم معالجات مكلفة اقتصاديا وصعبة أيضا وتستهلك الكثير من الوقت.

6- يمكن المعمارين من القيام بعمل وجهات معمارية جمالية بعكس الحديد الحديد العادى، ويمكن محاكاة المنشآت الأثرية باستخدام الاستنلس ستيل.

7- فى مجال المنشآت الطبية يتميز الاستنلس ستيل بعدم نقل العدوى نتيجة انعدام انبعاثات الكربون المرتفعة فى حالة استخدام الحديد العادى وكذلك لنعومة السطح مما يسهل تنظيفه بسهولة.

8- العمر الافتراضى له يبدأ من 100 عام فى حين أن العمر الافتراضى للمنشآت بالحديد الإنشائى العادى (بدون إجراء صيانات عديدة) تكون فى حدود 50 عاما.

 

استخدامات الاستنلس ستيل فى مجالات الإنشاءات المختلفة

 

وعلى الجانب الآخر استخدام الاستنلس ستيل من عدمه فى أعمال البنية التحتية المختلفة بمصر مرتبط بصدور الكود – الذى هو عبارة عن مجموعة الاشتراطات والمتطلبات من أنظمة ولوائح تنفيذية وملاحق متعلقة بالبناء والتشييد لضمان السلامة والصحة العامة.

 

كود البناء

يقول خالد الذهبى، رئيس المركز القومى لبحوث الإسكان والبناء، إن تطبيق استخدام الحديد المقاوم للصدأ ترتبط بصدور كود خاص به، ويتم ذلك من خلال عدة طرق منها، تقدم الباحث بمشروع بحثه لاستخدام الاستنلس ستيل فى الأعمال الإنشائية، أو من خلال الجهات المعنية بمجالات البناء مثل وزارة الإسكان أو النقل أو أكاديمية البحث العلمى، ثم يتم تشكيل لجنة من أساتذة الهندسة لدراسة البحث ومدى ملائمته للبيئة المصرية، وإمكانية تصنيعه فى مصانع الحديد والصلب بمصر من عدمه، ثم تقوم اللجنة بزيارة المصنع المختص بإنتاج الحديد المقاوم للصدأ لمتابعة تطبيق استخدام الحديد المقاوم للصدأ عمليا.

 

فى المقابل يرى الدكتور سعد الجيوشى وزير النقل الأسبق، إن تنفيذ استخدام الحديد المقاوم للصدأ فى الأعمال الإنشائية، يجب أن يرتبط أولا بالأعمال العامة للدولة خاصة فى مجال الكبارى، حتى يصبح تطبيق الفكرة مقبولا اجتماعيا فى كافة الأعمال الإنشائية المختلفة، ولا يستلزم هذا صدور كود بناء خاص للاستنلس ستيل، فمن خلال هيئة الطرق والكبارى يمكن تنفيذ الفكرة بعد تشكيل لجنة هندسية علمية لبحث التنفيذ واقتصاديات الإنتاج والتنفيذ والصيانة.

 

 

 

 

استخدامات الاستنلس ستيل فى ترميم الكبارى

وترى آية عبد الله مهندسة فى قطاع تشييد الكبارى فى هيئة الطرق والكبارى، إنه إذا ثبت بالدراسة إمكانية استخدام الاستنلس ستيل- أو الحديد المقاوم للصدأ- فى الأعمال الإنشائية وخفض التكلفة الاقتصادية للصيانة وغيرها من المميزات السابقة، فإنه من الممكن استخدام الحديد المقاوم للصدأ فى أعمال ترميم الكبارى بمصر، نظرا لسرعة الانتهاء من الترميمات والحصول على تكلفة اقتصادية أقل، لأنه فى هذه الحالة الأعمدة الخرسانية فى الكبارى لن تحتاج صيانة مكلفة بعد استخدام الاستنلس ستيل.

 

 

"ثورة قومية فى مجال البناء.. وسيغير البنية التحتية فى مصر والشرق الأوسط".. هكذا وصف المهندس كامل الغرباوى نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة التمساح للحديد والصلب، بحث الدكتور مصطفى فهمى فى استخدام الاستنلس ستيل فى الأعمال الإنشائية، مضيفا فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن العالم كله يتجه الآن إلى استخدام الحديد المقاوم للصدأ فى الأعمال الإنشائية.

 

يقول الغرباوى، إن فكرة استخدام البحث القائمة على استخدام الاستنلس ستيل فى الأعمدة الإنشائية للكبارى والبنايات من خلال عمود مركب من أسطوانة حديدية سمكها 2 ملم بداخلها خرسانة مصبوبة أو دعامات أو اسكوانة أخرى بها خرسانة أيضا، يعطى قدرة صلابة قوية جدا وقدرة تحمل عالية فى الضغط للاستخدام فى الأبراج والمبانى العالية وخاصة فى الكبارى.

 

أما عن التكلفة الاقتصادية فى مصر يقول الغرباوى إن طن الحديد المقاوم للصدأ الاستنلس ستيل سُمك 10 ملم يبلغ 30 ألف جنيه، ما يعنى أن فى حالة استخدام سبيكة بسمك 2 ملم يكون سعر طن الاستنلس ستيل 6 آلاف جنيه وهو أقل بكثير من سعر الحديد العادى غير المقاوم للصدأ المستخدم حاليًا، علما بأن الملم الواحد فى الاستنلس ستيل الديوبلكس يعادل ضعفى الحديد العادى من حيث قوة التحمل والصلابة. 

 

كما يساعد استخدام الاستنلس ستيل فى الإنشاءات والواجهات على عدم التأثر بالحرارة الخارجية فى البيئة المحيطة بالمنشأ، فهو يعمل بمثابة عازل حرارى عن البيئة الخارجية، مما يوفر فى استخدام الطاقة.

 

 

ويستكمل الغرباوى، تطبيق البحث فى الأعمال الإنشائية يمكنا من تنفيذ العاصمة الإدارية إنشائيا فى 6 أشهر بدلا من 3 سنوات وبتكلفة اقتصادية اقل من استخدام الخرسانة العادية فى البناء، ويرتبط مدى استخدام الفكرة بشكل عام على قيام الدولة أولا بتطبيقها لتغيير الثقافة العامة بشأن حديد الخرسانة والحديد المقاوم للصدأ.

 

وتبقى الإجابة عن السؤال هل يمكن أن ينقذ الحديد المقاوم للصدأ البنية التحتية فى مصر، فى يد المسئولين لنقل الدولة من مصاف الدولة النامية لمصاف الدول المتقدمة. 

 

 

 

 

 

"هذا المقال جزء من مشروع الصحافة العلمية" رواية القصص العلمية "لمعهد جوته، ودائرة التبادل الأكاديمى الألمانية (DAAD) وأكاديمية أونا، ويدعم المشروع من قبل وزارة الخارجية الألمانية الاتحادية، ويمكن العثور على مزيد من المعلومات على https://www.goethe.de/transformation_arabic. "