صور.. سموم الصرف الصحى تقتل بحيرة التمساح.. وانخفاض إنتاج السمك بسبب التلوث

بدأت الأندية الشاطئية على بحيرة التمساح بمدينة الإسماعيلية فى تمهيد التربة على الشاطئ بالرمال الصفراء لتغيير شكل أرض البحيرة التى تحول لونها إلى الأسود متأثرة بتلوث الواجهة السياحية الأولى للمدينة ومصدر أسماكها الرئيسى.

بحيرة التمساح واحدة من مصادر الأسماك الطبيعية فى مصر، ولكن إنتاجها تأثر بسبب ارتفاع نسب التلوث، نتيجة مصبات مصارف الصرف الزراعى والصحى والصناعى، ونتاج أعمال الورش البحرية، مما تسبب  فى تدهور الحالة البيئية للبحيرة. 

يقول عربى شحاته، صياد بحيرة التمساح، "حصاد الشباك يقل عام وراء العام، نتيجة التلوث و الصيد الجائر من صيادين لا يستخدمون شباك  قانونية لا تسمح بعبور الأسماك الصغيرة ".

ويضيف شحاته" أعمل فى الصيد منذ 40 عاما، ولون البحيرة و طعم أسماكها تغير بسبب التلوث، و نجتهد فى الوصول إلى مناطق صيد لم يصل إليها التلوث".

انخفض إنتاج بحيرة التمساح والبحيرات المرة بنسبة 13 % بحسب تقرير رسمى لهيئة تنمية الثروة السمكية فى آخر إحصاء صدر عن الهيئة لعام 2017، حيث فقدت البحيرة 500 طن من إنتاجها بعدما أنتجت  3528 طنا من الأسماك عام 2015.

وقال أشرف عمارة عضو مجلس النواب عن مدينة الإسماعيلية: "بحيرة التمساح تحولت إلى بؤرة تلوث، برغم أنها مصدر أساسى للأسماك للمدينة كما أن مياهها تعتبر مقصدا سياحيا مهما".

عمارة تقدم بطلب إحاطة لمجلس النواب لمناقشة وزير البيئة حول أوضاع البحيرة، و حصل "اليوم السابع" على تقرير رسمى من وزارة البيئة ردا على طلب الإحاطة، حدد التقرير مصادر التلوث و الإجراءات الحكومية للسيطرة عليه.

و بحسب تقرير وزارة البيئة تعتبر بحيرة التمساح بيئة طبيعية مميزة كعنصر انتاجى للأسماك، ومركزا سياحيا و تتشكل البحيرة من حوض مائى مساحته 1900 فدان، بمتوسط عمق 10م وتحتوى على ما يقرب من 90 مليون متر مكعب من المياه المالحة، ويدخل البحيرة حوالى 2 مليون متر مكعب يوميا من مياه الصرف عن طريق مصرف المحسمة ويختلط بمياه البحيرة عن طريق بركة الصيادين الغربية قبل تسربها إلى المجرى الملاحى لقناة السويس، وتعتبر البحيرة من أهم مصادر الأسماك فى مصر حيث يعمل بها أكثر من 7 آلاف صياد وتستخدم كمصيف هام. 

ويقول التقرير: "تتمثل مشكلة بحيرة التمساح فى التلوث الناجم عن مصادر الصرف على بركة الصيادين المتصلة بها عن طريق بوغاز التمساح، وتستقبل الصرف الزراعى والصحى المختلط من مصرفى المحسمة وأبو جاموس، و تؤثر مياه المصرفين سلبا على نوعية المياه لزيادة نسبة تركيزات المواد العضوية والفينولات كمؤشر لوجود صرف صحى وزيوت وشحوم نتيجة حركة الصيد .

وحدد التقرير مصادر تلوث البحيرة بدء بالصرف صناعى، حيث تستقبل البحيرة الصرف الصناعى من المنطقة الصناعية، بطريقة غير مباشرة عن طريق محطة المعالجة بسرابيوم، نتيجة صرف مغاسل مصانع الملابس بالمنطقة الحرة للاستثمار مختلطة بمياه الصرف الصحي، والمخلفات البترولية السائلة الناتجة عن النشاط البحرى للسفن العابرة، والورش التابعة لهيئة قناة السويس وترسانة شركة المقاولون العرب، بالإضافة إلى الصرف الزراعى المحمل بتركيزات من المبيدات والأسمدة من المصارف الزراعية.

وتصل إلى البحيرة مياه الصرف الصحى من مدن تصب بشكل مباشر فى مصرف المحسمة المؤدى للبحيرة دون معالجة، والصرف الصحى المعالج، وتقوم بعض النوادى والبلاجات بالصرف المباشر على البحيرة خاصة فى ذروة النشاط الموسم السياحى والمنشئات الخاصة بهيئة قناة السويس.

وبحسب تقرير وزارة البيئة تتأثر البحيرة بما يقارب 1.4 مليون متر مكعب فى العام نتيجة الصرف الصناعى والصحى المعالج من المنشئات الصناعية بالمنطقة الحرة للإستثمار والمنطقة الصناعية.

وحدد تقرير وزارة البيئة طرق تحسين مياه البحيرة بمحاولات ضبط الصرف العشوائى على البحيرة بربط شبكة الصرف الصحى بنوادى البلاجات بشبكة المدينة، وإنشاء محطات رفع بمنطقة الجمرك والإرشاد لمنع الصرف فى البحيرة  وشبكة صرف صحى بمنطقة مساكن ومستشفى هيئة قناة السويس وربطها بمحطة المدينة.