الكبد والكلى هما مصفاة الجسم وأعضاء التنقية له من السموم، وقد تشكل عناصر لا تظنها تضر بتناولها بكميات كبيرة سموماً لهذين العضوين الهامين، تظهر لنا كأطباء معمليين فى اضطراب وظائف الكبد والكلى، وأحيانا في تثبيط تصنيع عناصر الدم فى النخاع العظمى، وهناك أشياء يتعاطاها البعض دون حساب، ويظنون أنها تفيد ولا تضر؛ هذا خلاف المسكنات طبعا؛ ألا وهى "الفيتامينات" وهذا خطأ طبعاً. فهناك فيتامينات لا يسهل على الجسم إخراجها بالطرق الطبيعية لأنها لا تذوب فى الماء، وهي فيتامينات ( A-D-E-K ) وكذلك بعض الأملاح، عند زيادتها تتركز فى مختلف الأعضاء، على سبيل المثال الحديد، ورغم أنه يتم إخراجه فى البراز، إلا أن زيادة تناوله على الحاجة بصورة متكررة، علاوة على أنه لن يفيد قد يضر، وخصوصاً أن كثيرين فى مصر عندهم عادة تعاطى الأدوية والفيتامينات بغير طبيب.
وحيث إن مصر من مواطن الأنيميات الوراثية وفى بعض حالات الأنيميات الوراثية الطفيفة يكون تركيز الحديد فى خلايا الجسم أعلى من الطبيعي كأنيميا البحر المتوسط الطفيفة أو المتوسطة الحدة ؛ وكثيراً ما يحيا حملة هذه الأنيميات حياة طبيعية دون أن يكتشفوا أن لديهم شيئاً، وحتى لو اكتشفوا أنهم يعانون من الأنيميا الطفيفة، ولم يعرفوا السبب، و لم يبحثوا عنه و تناولوا فيتامينات تحوى كمية من الحديد ليس فقط لن ينفعهم الحديد بل سيضرهم وكذلك هو الحال فى تناول أى عنصر يزيد على حاجة الجسم، ويصعب عليه التخلص منه، لذلك نقابل فى أثناء عملنا حالات تعاني من الاختلال الوظيفى غير المفسر أو المبرر لهذه الأعضاء، وتعود كلها لطبيعتها بعد التوقف عن تناول الڤيتامينات أو خلافه، لذلك وجب التنويه.. ولذلك أنصح من يتناولون المسكنات أو الفيتامينات بصورة دائمة مراجعة كميات هذه العناصر؛ أقصد الحديد والمعادن وفيتامينات ( A,D,E,K ) بداخلها ويستحسن استبعاد المركب الذى يحوى كميات كبيرة منها كما أنصح بإجراء تحليل وظائف الكبد والكلى وصورة دم كاملة اذا امكن على الاقل مرة كل سنة او سنتين و اعتقد ان ذلك سيكون متيسرا في ظل التأمين الصحي للكل، أما المضطرون لتناول أدوية معينة باستمرار فعليهم الاكثار من شرب المياه، والتعرض لأشعة الشمس وأكل الفواكه والخضر الطازجة بعد التأكد من غسلها جيداً، أو تقشيرها فهى تحتوى على هذه الفيتامينات، ولكن بنسب مضبوطة تماما حسب ما يحتاجه الجسم.
دمتم اصدقائي في صحة و عافية ...
* أستاذ بطب قصر العيني .
