وائل السمرى

فكرة «21» لوزيرة الثقافة

الإثنين، 05 مارس 2018 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من أحد أهم المهام لمؤسسات الدولة هى مهمة «الرعاية» والرعاية هنا لا يقصد من ورائها بالطبع ما يتم الآن من «رعاية إعلامية» أو رعاية «إعلانية» أو رعاية «شفوية»، ولكن مفهوم الرعاية الذى يجب أن تتولاه الدولة هى الرعاية الحقيقية وقبل أن أسرد لك ما يجب أن تكون عليه الرعاية دعنى أقص عليك تلك القصة.
 
فى عام 1913 كان مصطفى بك رضا يقيم فى منزله مجلسا موسيقيا يتردد عليه فيه كبار الموسيقيين وصغارهم، كما كان المجلس يضم العديد من «السميعة» الذين يهوون الموسيقى سماعا وعزفا وتأريخا، وبعد فترة قرر هؤلاء الرواد فتح المجال للجميع لتعم الاستفادة من موسيقى الموسيقيين وعلم العلماء وتاريخ المؤرخين، فكانت فكرة إنشاء «نادى موسيقى» الذى أسسه كل من مصطفى رضا وعبدالخالق عياد وحسن مراد وحسن أنور ومحمد زكى سرى والشيخ محمد عبدالمطلب ومحمد حامد ومحمد المرجوشى ومحمد كامل رشدى وصفر على وحسن والى ومحمود حمدى وتوفيق عمران، وفى عام 1914 قرروا انتخاب أول مجلس لإدارة هذا النادي، ولما سمع الملك فؤاد بهذا الأمر قرر رعاية هذا النادى بمنحة سنوية فنمى النادى وازدهر حتى تضاعف عدد المنضمين إليه، وأصبح النادى بعد الاهتمام الملكى محلا لاهتمام الكثيرين من ذوى السلطان والجاه، سرعان ما تحول هذا النادى إلى «مدرسة» لتعليم الموسيقى ثم تحول اسم النادى من نادى الموسيقى الشرقية إلى معهد الموسيقى الشرقى وفى عام 1933 أصبح اسمه «المعهد الملكى للموسيقى العربية»، وهو ذاته «معهد الموسيقى العربية» الكائن الآن بشارع رمسيس.
 
تلك القصة المحفورة فى التاريخ بحروف من نور تؤكد أن فكرة رعاية الحكومة للمشاريع الثقافية الكبرى أمر واجب، فربما يفكر شخص أو تفكر جماعة فى فكرة نابضة تعود بالخير والمنفعة على الوطن ككل، وربما تكون تلك الفكرة أهم ألف مرة مما تشرع الوزارة فى إنشائه، ولا ينتقص هذا الأمر من أهمية الوزارة فى شىء، بل على العكس تماما، يبرز دور الوزارة باعتبارها «حاوية» لكل الأفكار الخلاقة، وحاضنة لكل المشاريع الواعدة، وفى الحقيقية فإننى أرى أن رعاية نشاط جاد يقوم به هواة أو محترفون خارج أسوار الوزارة خير ألف مرة من إنتاج نشاط فى ظل البيروقراطية الخانقة والتعقيدات الروتينية المميتة، فلماذا لا تعلن الوزارة عن منحة سنوية لأصحاب الأعمال الثقافية الحرة وتحدد معايير معينة للحصول على هذه المنحة، بدلا من ترك الحالمين هكذا دون ساتر أو حامٍ؟









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة