محمد الدسوقى رشدى

مافيا الابتزاز باسم حرية التعبير

الأحد، 04 مارس 2018 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كيف نكون درعاً لصد الإساءة عمن هم درعنا لصد الموت والخراب عن أرضنا وأهلنا؟

الإيجاز فى الكلمات التالية ضرورة، لأن القضية لا تحتمل وجهات نظر، هؤلاء الغاضبون من رفض الإساءة للجيش والشرطة، لا يستحقون ردا ولا مناقشة، وهؤلاء الغاضبون من تصريحات السيد الرئيس، باعتبار الإساءة للجيش والشرطة خيانة عظمى لا ينفع معهم جدال العقل أو حتى حوار القلب، فتلك عقول تفكر لمن يدفع أكثر، وتلك قلوب تنبض بالكراهية والغل تجاه كل من يحول بينها وبين أطماع شخصية على حساب الوطن.
 
هذه الشيطنة التى تتم بإقران حرية الرأى والتعبير بالإساءة، لم تعد مقبولة، ولم يعد الابتزاز باسم حرية التعبير متاحا كى يمتطيه نشطاء للنيل بالسخرية أو الإساءة من الجيش والشرطة، الأمر واضح هنا وضوح الشمس، منذ فجر التاريخ سياسيا ودينيا وأخلاقيا إذا تحرك الجند للدفاع عن الأرض والعرض، كان لزاما وواجبا على الجميع أن يكونوا سندا وحصنا للدفاع عنهم وليس النيل منهم.
 
المنطق يقول أن نكون درعا لصد السخرية والإساءة عن من هم درعنا لصد الموت والخراب عن أرضنا وأهلنا، وبالتالى من يكتب قصائده المسمومة للسخرية والإساءة من الجيش المصرى ليس مبدعا، وكلماته ليست حرية تعبير بل خنجر مسموم وجريمة فى حق جنود يضحون بحياتهم فى جبهة القتال، ولذا وجب الانتباه مخطط الإخوان ومن يفتح خزائنه لتمويلهم مستمر، هم يستهدفون القوات المسلحة المصرية، يدركون ومن معهم ومن يدفعهم ومن يدعمهم أن مؤسسات الدولة المصرية وعلى رأسها الجيش هى حائط الصد الأول والقوى الذى تنهار أمامه مخططاتهم لهدم هذا الوطن، ويعلمون جيدا أن جدار الثقة القائم بين الشعب المصرى ومؤسسات دولته وتحديدا الجيش المصرى هو سر التماسك الذى لم تفلح معه 8 سنوات من محاولات الإخوان لإرباك الدولة المصرية، ولكن المرصود من أموال لاستهداف مصر يغذى محاولاتهم ويطورها من أسلوب الضربات المباشرة إلى أساليب أكثر خسة تتعلق بنشر الشائعات وبث الإحباط واللعب على وتر السخرية والفيديوهات المفبركة، لإرباك المؤسسات المصرية وتشويه صورة الجيش المصرى على وجه الخصوص.
 
النظرة على أداء الإعلام الإخوانى سواء كانت الفضائيات الموجودة فى تركيا أو الجزيرة التى تبث سمومها من قطر، ومع متابعة الكثير من النشطاء المنتشرين على مواقع التواصل الاجتماعى، ستجد تطورا ملحوظا ومكثفا فى استخدام أدوات السخرية وتوجيهها إلى الجيش على وجه الخصوص، هم يريدون من وراء هذه السخرية والمعلومات المغلوطة والشائعات زعزعة صورة القوات المسلحة الراسخة بوقار وفخر فى أذهان وقلوب المصريين بهدف إحداث شرخ ما بين الناس والقوات المسلحة.
 
«إيه ياعم الكلام الكبير ده جايبه منين؟»
«مش جايبه من بيتنا والله»، ولكن رصد المنهج الإخونى مع نشطاء حركة الاشتراكيين الثوريين وبعض مهاوويس اليسار المصرى خلال السنوات الماضية سيكشف لك عن منهج واضح يتبعه هؤلاء لتحقيق الهدف المنشود الخاص بتشويه صورة الجيش فى أذهان المصريين، ومتابعة ماحدث فى السنوات الماضية ويحدث حتى الآن سيكشف لك أن تلك الجماعات اعتمدت على أكثر من اتجاه، الأول الحملات الممولة إخوانيا مثل حملات التجنيد الإجبارى التى أسست لها صفحات خاصة على الفيس بوك، تتضمن بوستات وإعلانات مدفوعة الأجر بهدف الانتشار، بالتزامن مع تخصيص مساحات كبيرة فى برامج فضائيات الإخوان من تركيا لإثارة نفس القضية، وهو الأمر الذى يتم فى نفس التوقيت الذى تقوم به الجزيرة القطرية بإذاعة فيديوهات وأفلام مفبركة عن التجنيد الإجبارى، بالتزامن مع استفتاءات حول التجنيد الإجبارى فى كل مواقع وصفحات الإخوان على الإنترنت، ليس فى الأمر صدفة إذن، هو منهج محدد وتنسيق واضح هدفه الضرب فى القوات المسلحة.
 
وعلى محور آخر يعمل الإخوان ومن معهم على ترويج ونشر مصطلحات مثل: «العسكرى الغلبان، مافيش قيادات بتموت على الجبهة، مافيش أولاد قيادات بتروح سيناء»، ولكن لوحات شرف شهداء الجيش المصرى التى تتزين بخيرة رجال مصر جنودا وقيادات وأبناء قيادات كانت خير رد على أكاذيب الإخوان وأبسط طريقة لفضح شائعاتهم ضد الجيش».
 
حينما بدأ الإخوان ومن معهم فى تغيير الدفة ونشر تقارير مفبركة عن الوجود الاقتصادى للجيش واستحواذه على الاقتصاد، وكانت حملة الإخوان فى هذا الشأن خائبة حينما ظهرت معلومات واضحة للرأى العام تؤكد أن الشركات التى تعمل فى المشروعات الكبرى هى شركات مدنية تعمل تحت إشراف الهيئة الهندسية، بالإضافة إلى التقارير الدولية التى أثبتت وجود أنشطة اقتصادية تخص كل جيش من جيوش العالم، فشل محاولات الإخوان فى ترويج تلك الشائعات، دفع الجماعة ومن خلفها للانحدار إلى مستوى أكثر رخصا.. وهو السخرية المبتذلة.
 
بيعملوا إيه يعنى؟!
«كالعادة يابيه بيكذبوا»، اعتاد الإخوان خلال الفترة الماضية على التربص بأى حدث، واستخدام مقاطع مفبركة أو تصريحات غير دقيقة أو مقطوعة من سياقها ليبدأوا من خلالها حملات السخرية، مثلما حدث وقت افتتاح مشروع مزارع السمك فى بركة غليون، تركوا الإنجاز الضخم، وسخروا من وجود ضابط بزى عسكرى داخل المشهد، ولكن حتى هذه الحملة فشلت لأن الوضع داخل المؤسسة العسكرية سواء فى مصر أو غيرها واضح للجميع فيما يخص تعدد وتنوع المؤسسات داخل كل الجيوش بشكل يجعل من الضرورى وجود ضباط متخصصين تخرجوا من كلياتهم سواء كانت زراعة أو طب أو طب بيطرى أو صيدلة أو إعلام أو غيره، ثم التحقوا للعمل داخل المؤسسة العسكرية العريقة فى مجالات مختلفة.
 
ثم إن تعريف كل جندى أو ضابط لنفسه بالمقاتل واحدة من أجمل الأشياء التى يمكن أن تسمعها، وقعها ساحر على الأذن ويلقى فى القلب كثيرا من الفخر بهذه المؤسسة وهؤلاء الرجال، لأننا مع بداية حربنا علی الإرهاب كان خط مصر واضحا فى أننا نعيش أجواء حرب ومعركة حقيقية ضد المجرمين من الإخوان والمرتزقة الإرهابيين، وبالتالى أصبح اليقين داخل المؤسسة العسكرية أن كل ضابط وكل مجند هو مشروع شهيد، مقاتل فى حرب لحماية وطن يستهدفه أهل الشر، لهذا أصبح من الطبيعى أن تجد الجنود والضباط فى كل الأحداث يرتدون زى العمليات وأرض الميدان والمعركة، وفى وقت المعارك الكل يتحول إلى جندى فى خدمة هذا الوطن والدفاع عنه وربما تلك النقطة لا يفهمها الإخوان تحديدا، لأنهم اعتادوا الهروب وقت المعارك، مثلما فعلت قيادات مكتب إرشادهم التى هربت متنكرة بأزياء حريمى أو بتحويل اللحية إلى «سكسوكة متنحية».
 
 لسه باقى حاجة مهمة خليك مركز شوية
فى 31 مايو من العام 2015 نشرت دورية «جينز» العسكرية المتخصصة مايدلل على صحة السابق من كلام، قائلة نصا: «أغلب الظن أن استراتيجية داعش ستركز على محاولة استنزاف الجيش المصرى تدريجيا.. إذا تمكنت داعش خلال مدى زمنى يتراوح ما بين ثلاث وسبع سنوات، من كسر إرادة القتال لدى الجيش، بحيث يذهب الجنود إلى بيوتهم بدلا من البقاء فى محل الخدمة كما حدث مع الشرطة فى 28 يناير 2011.. فإن الإسلاميين وحدهم سيكونون فى وضع يسمح بتشكيل حكومة بديلة».
 
التصور الذى طرحته الدورية العسكرية الشهيرة يكشف بوضوح خطة الإخوان، كما تتجلى معه الحقيقة التى لا يجب أن تغيب عن أذهان الشعب المصرى، وهى حقيقة نفخر بها بأن داعش وإخوانها يعلمون تماما أن كل مواجهة مع الجيش المصرى تعنى لهم الخسارة، وبالتالى لا سبيل أمامهم إلا استهداف هذا الحصن المنيع سوى باستنزاف طاقته بعمليات منفردة، واستهداف الروح المعنوية لجنوده، ونشر العديد من الشائعات والأخبار المغلوطة حوله، بهدف النيل من صورته القوية فى المنطقة والعالم أجمع.
 
لذا وجب التنبيه، إن كان الجيش المصرى ورجاله فى سيناء هم درع هذا الوطن لحمايته، فواجب الشعب المصرى أن يكون درعا لحماية هذا الجيش من محاولات استهدافه، فلا شىء أقسى على نفسية المقاتل وروحه من إحساس بضعف جبهته الداخلية وتمزقها، ولا شىء يوجع روح المقاتل أكثر من إحساسه بأن جبهته الداخلية تسقط فريسة لشائعات وفبركات وأكاذيب أعدائه.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة