سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 4 مارس 1932.. طلاب جامعة فؤاد الأول يضربون عن الدراسة احتجاجاً على إبعاد طه حسين عميد كلية الآداب

الأحد، 04 مارس 2018 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 4 مارس 1932.. طلاب جامعة فؤاد الأول يضربون عن الدراسة احتجاجاً على إبعاد طه حسين عميد كلية الآداب طه حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان طلاب جامعة فؤاد الأول على موعدهم فى يوم 4 مارس، «مثل هذا اليوم» 1932، لمواجهة قرار وزير المعارف «يحيى عيسى باشا» بإبعاد الدكتور طه حسين من عمادة كلية الآداب، ونقله إلى الوزارة مفتشا لمادة اللغة العربية «راجع: ذات يوم 4 مارس 2018».
 
حسب الدكتور رؤوف عباس، فى كتابه «تاريخ جامعة القاهرة»: «لم يقف الطلبة موقف المتفرج خلال الأزمة، فأضرب طلبة الآداب فى اليوم التالى لصدور قرار نقل طه حسين «4 مارس»، وتضامن معهم طلبة الحقوق، وأعلنوا رفضهم العودة إلى الدراسة إلا إذا عاد الأستاذ إلى جامعته، كذلك أضرب طلبة الطب، ووقع الطلاب عريضة إلى الملك طالبوا فيها بإعادة الأستاذ لمنصبه حفاظا على حرية واستقلال الجامعة وهيبتها العلمية».
 
كان تحرك الطلاب عابرا للون الحزبى، ويذكر الدكتور عاصم محروس عبدالمطلب فى كتابه «الطلبة والحركات الوطنية فى مصر 1922-1952» عن «دار الكتب والوثائق القومية القاهرة»، أن محمد فريد زعلوك وكان أحد القيادات الطلابية بالجامعة توجه لمقابلة مصطفى النحاس باشا رئيس حزب الوفد، وعرض عليه الأمر، وأن طه حسين غير وفدى، ولكن الطلبة ترى الاحتجاج حفاظا على استقلال الجامعة بغض النظر عن اللون الحزبى للدكتور طه ووافق النحاس، ثم قابلوا طه حسين وطلبوا منه الامتناع عن تنفيذ القرار.
 
ويؤكد الدكتور أحمد زكريا الشلق فى كتابه «طه حسين جدل الفكر والسياسة» عن «الهيئة المصرية العامة للكتاب- القاهرة»: «اندفعت مظاهرة من الطلاب إلى منزل طه حسين، حيث هتفوا له ولما خرج إليهم حملوه على الأعناق، وعندما رأى ذلك أحس بنفسه قوة وعزيمة شديدتين، قوة جيل جديد يقف فى وجه طغيان صدقى وحكومته، وينتصر لقضيته، فقرر ألا يذهب إلى وزارة المعارف، ولم يكتف الطلاب بذلك، بل اندفعت مظاهرة أخرى منهم إلى مكتب مدير الجامعة لطفى السيد الذى خرج إليهم وهدأ من ثورتهم، وطمأنهم بمعالجة القضية وضرورة عودتهم إلى دروسهم، ويذكر «عاصم محروس عبدالمطلب»، أن الطلبة توجهوا بمظاهراتهم إلى السراى، وفشلت محاولة البوليس فى منعهم، وتم السماح لوفد منهم بتقديم عريضتهم لكبير الأمناء لرفعها للملك ليقر استقلال الجامعات، ويرفع عنها الضربة التى صوبتها وزارة المعارف بنقل عميد الآداب دون أخذ رأى الجامعة، ويؤكد «عبدالمطلب» أن الطلبة أصدروا بيانا إلى الأمة، مؤكدين عدالة قضيتهم ودفاعهم عن كرامة الجامعة، رافضين مبدأ التسليم بتدخل وزارة المعارف فى شؤونها.
 
اللافت فى تحركات الطلبة أنها ضمت الطالبات إلى جانب الطلاب، ويذكر أحمد عز الدين فى تحقيقه ودراسته لمذكرات مصطفى النحاس «ربع قرن من السياسة فى مصر»، عن «دار العصور الجديدة- القاهرة»، أن الوثائق البريطانية التى تناولت هذه القضية، أكدت «أن القرار كان بمثابة انفجار قنبلة داخل الجامعة، فقد عم الإضراب، واشتركت الطالبات فيه، حيث خرجن عن عزلتهن، وهتفن بأصواتهن لاستنفاذ استقلال الجامعة من الأهواء»، والمعروف أن عام 1929 شهد دخول أول دفعة فتيات للجامعة، وكان عددهن خمسة، سهير القلماوى، نعيمة الأيوبى، فاطمة سالم، زهيرة عبدالعزيز، فاطمة فهمى، وكانت القلماوى البنت الوحيدة ضمن 14 طالبا فى قسم اللغة العربية بكلية الآداب، وكانت تلميذة طه حسين.
 
وفيما كان الطلاب يعبرون عن موقفهم بالغضب، كانت هناك محاولات تفاوضية لحل الأزمة، ويذكر رؤوف عباس، أن أحد أساتذة الطب بالجامعة توجه إلى الطلاب أثناء إضرابهم وطلب منهم أن يتركوا مبنى قسم الجغرافيا الذى تحصنوا فيه، ويذهبوا إلى كلياتهم ويبقوا هناك مضربين لمدة يوم واحد لإعطاء الفرصة للجامعة التى كانت تتفاوض مع الحكومة، ويؤكد عباس: «استجاب الطلاب حتى إذا مر اليوم دون بارقة أمل، عادوا إلى قسم الجغرافيا، وأبرقوا إلى مجلس كلية الآداب مطالبين الأساتذة باتخاذ إجراء يعيد للجامعة استقلالها، وللعلم حريته، وللأساتذة هيبتهم، وطالب وفد منهم مجلس الجامعة باتخاذ قرار للدفاع عن كرامة الجامعة».
 
ويكشف أحمد لطفى السيد مدير الجامعة، طبيعة الجهود التفاوضية التى بذلها لدى الحكومة لحل، فحسب مذكراته الصادرة عن «الهيئة المصرية العامة للكتاب- القاهرة»، فإنه توجه إلى رئيس الوزراء إسماعيل صدقى باشا للقائه، وفى اللقاء شرح لصدقى، أن قرار الحكومة يتنافى مع التقاليد الجامعية ويسىء إلى الجامعة، وأن الجامعة لا تستغنى عن طه حسين، ويضيف السيد أنه اقترح حلا وسطا على صدقى وهو عودة الدكتور طه أستاذا بكلية الآداب لا عميدا، فوافقه رئيس الوزراء غير أنه فوجئ فى اليوم التالى برفضه، فلم يذهب إلى الجامعة.
وتواصلت الأزمة









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة