بدأ الإيطاليون الإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات الوطنية، صباح الأحد، وسط توقعات ببرلمان معلق وقلق أوروبى واسع من صعود أحزاب اليمين المتطرف وتصاعد خطاب شعبوى يستغل أزمة المهاجرين والاقتصاد.
وبحسب استطلاعات الرأى الأخيرة التى نشرت فى منتصف فبراير، قبل التصويت بنحو أسبوعين، فإنه ليس متوقعا لأى حزب أو ائتلاف انتخابى الحصول على أغلبية مطلقة تسمح بتشكيل حكومة، وهى النتيجة التى من شأنها أن تسفر عن فترة من الاضطرابات السياسية فى بلد تشكل الاقتصاد الأقوى فى أوروبا.
ويختار الناخبون فى العملية التى تستمر حتى الحادية عشرة مساء، 630 نائبًا و315 عضوًا فى مجلس الشيوخ، ونظرًا لتعقيد النظام الانتخابى الجديد، سيتعين الانتظار حتى وقت متأخر لمعرفة تشكيلة البرلمان المقبل.
.jpg "انتخابات ايطاليا (3)")
تشتد المنافسة فى الانتخابات الإيطالية بين ثلاث قوى رئيسية، وهم تحالف يسار الوسط وتحالف يمين الوسط وحركة النجوم الخمسة الشعبوية. ويقود تحالف يسار الوسط الحزب الديمقراطى الحاكم بزعامة رئيس الوزراء السابق ماتيو رينزى، ويقود تحالف يمين الوسط حزب فورزا إيطاليا بزعامة رئيس الوزراء السابق سلفيو بيرلسكونى ويضم أيضا حزب رابطة الشمال، اليمينى المتشدد.
وبحسب أحدث استطلاعات صادرة عن مركز Termometro Politico فإنه من المتوقع أن يحصل تحالف بيرلسكونى على النسبة الأكبر من الأصوات بتقديرات 36% يله النجوم الخمسة بنسبة 28% ثم تحالف اليسار بنسبة 26%، وهو ما يعنى تفتت النتائج حيث لن تتمكن أى قوى من الحصول على أغلبية كافية لتشكيل الحكومة.
وعكست الحملة الانتخابية فى إيطاليا هذا العام، تحولا واضحا نحو اليمين فى قضايا القانون والنظام والهجرة وبعض السياسات الاقتصادية، وهى ما صب فى صالح تحالف برلوسكوني الذى وعد بتمرير ضريبة ثابتة منخفضة وطرد مئات الآلاف من المهاجرين الذين وصلوا إيطاليا فى السنوات الأخيرة بطريقة غير شرعية.
.jpg "انتخابات ايطاليا (2)")
وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن تظهر حركة 5 نجوم كأكبر حزب واحد، والاستفادة من السخط العميق بين الناخبين، وخاصة جحافل الشباب العاطلين عن العمل، من الطبقة السياسية الحاكمة. وتقول صحيفة وول ستريت جورنال، إنه من المتوقع أن يواجه الحزب الديمقراطى عقابا انتخابيا بسبب افتقاره للأفكار الجديدة والفشل على صعيد قضية التوظيف، مما يعكس تحولا أوسع حيث تراجع قوى اليسار فى أنحاء أوروبا.
وإذا لم يتمكن أى حزب أو ائتلاف من الحصول على ما يكفى من الأصوات للحصول على الأغلبية البرلمانية، سيكون هناك حاجة إلى تشكيل ائتلاف آخر، والذى على الأغلب سيتشكل بين تحالفى يمين الوسط ويسار الوسط. وفى حال تعثر مفاوضات تشكيل حكومة ائتلافية، يمكن للرئيس الإيطالى سيرجيو ماتاريلا أن يطلب من أكبر ائتلاف أو حزب محاولة تشكيل حكومة أقلية تعتمد على الدعم من الأحزاب الأخرى للفوز بالثقة فى البرلمان.
إذا رفض الرئيس تشكيل حكومة أقلية - التى غالبا ما يكون وضعها ضعيفا وقصيرة الأجل - يمكن أن يطلب من الأحزاب محاولة تشكيل تحالف عريض. وفى حال فشل هذا الحل، ربما يعود الإيطاليون إلى صناديق الاقتراع مرة أخرى خلال الأشهر المقبلة.
