أحمد إبراهيم الشريف

هل ينصف المؤرخون هوجة عرابى؟

السبت، 31 مارس 2018 07:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الكتابة عن الشخصيات الوطنية فى التاريخ المصرى، أمر ضرورى، ومطلب ملح، خاصة عمن ظلمهم المؤرخون لغاية ما فى أنفسهم أو فى نفوس ملوكهم، وعلى رأس هؤلاء يأتى الزعيم المصرى أحمد عرابى، الذى تمر اليوم ذكرى ميلاده، والذى خاض الكثيرون فى سيرته وتاريخه لدرجة أنهم اتهموه بأنه السبب فى احتلال مصر سبعين عاما، ناسين أو متناسين حال مصر فى تلك الفترة وغافلين أو متغافلين عن مدى التدخل الأجنبى الذى كان يلقى بردائه الثقيل على كل شيء بعد فشل تجربة الخديو إسماعيل.
 
المهم أن كثيرا من الباحثين ومن غيرهم لا تشغلهم من الأحداث سوى مدى صحة وقوف أحمد عرابى والجنود من حوله فى وجه الخديو توفيق صائحا فيه «لقد خلقنا الله أحرارا ولم يخلقنا تراثا أو عقار فوالله الذى لا إله إلا هو لن نورث ولن نستعبد بعد اليوم» وذلك ردا على قول الخديو «أنتم عبيد إحساناتنا» هؤلاء ينكرون ذلك ويسخرون من عرابى وتاريخه، ولا ينتبهون إلى «عدالة قضيته»، فالرجل وقف فى وجه الخديو المنصاع للغرب يحمل روحه على كفه، بمطالب نزيهة من أجل الوطن الناس والجيش.
 
إن مقولة «الناس على دين ملوكهم» حقيقية مائة فى المائة والتاريخ الطويل للإنسان يؤكدها، فالناس صاروا يسمون ثورة عرابى «هوجة عرابى» لأن حكامهم أرادوا ذلك، فالخديو عباس حلمى فى مذكراته «عهدى: مذكرات عباس حلمى الثانى خديو مصر الأخير» انتقد أحمد عرابى، وانتقد ثورته وحمله مسئولية الاحتلال البريطانى، وهو ما ردده أيضا رجال الحزب الوطنى برئاسة مصطفى كامل فى ذلك الوقت، ولم ينفى عباس حلمى، واقعة قصر عابدين، موضحا أن عرابى ذهب فى يوم 9 سبتمبر 1881 إلى قصر عابدين على رأس وفد عسكرى بالكامل بوجود القنصل الإنجليزى والمراقب المالى الإنجليزى الذين وجدوا بالصدفة، للمطالبة باقتراح تكوين جيش مصرى من 18 ألف جندى، وإقالة حكومة رياض باشا وإنشاء برلمان، وهو ما أعطى فرصة للتدخل الأجنبى بصورة أكبر معتبرين أنفسهم مخلصين للمصلحة المصرية» ولما كان هذا هذا رأى حاكم مصر فى عرابى كما كان رأى مصطفى كامل فإن الشعب من ورائهم ردد القول بـ«هوجة عرابى».
 
بالطبع لم يعدم أحمد عرابى وجود مدافعين عنه بعد ذلك ففى نهاية الأربعينيات ظهر كتاب الدكتور محمود الخفيف «عرابى الزعيم المفترَى عليه»، كما ظهر كتاب عبدالرحمن الرافعى «عرابى الزعيم الثائر» لكن الأمر يحتاج إلى أكثر من ذلك، فليت باحثو التاريخ يهتمون.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة