"الولس كسر عرابى" هذه الكلمة التى طالما تفوه بها المصريون، وربما بقت واستمرت لفترة طويلة تستخدم فى القرى المصرية كلما استفظع أحدهم الغش والخيانة وأراد أن يعبر عن سوء عاقبتها.
"زعيم الفلاحين" كما عرف تاريخيا البطل المصرى الراحل أحمد عرابى، والذى تحل اليوم ذكرى ميلاده الـ177، وأول قائد للجيش من المصريين يصل إلى رتبة أميرالاى، والذى استطاع الصمود أمام الجيش الإنجليزى فى معركة التل الكبير لمدة 5 أسابيع كاملة، قبل أن تؤدى الخيانة إلى هزيمته.
زعيم الفلاحيين أحمد عرابى
"صورة للخيانة أحاطت بعرابى، ألا وهى حقد بعض رجاله عليه، إذ رأوه يغدو رجل الأمة"، هكذا قال الكاتب الكبير محمود الخفيف فى كتابه "أحمد عرابى: الزعيم المفترى عليه" فى فصل "الخيانة أودت بعرابى" صفحة (395)، والصادر عام 1947، عن الخيانة التى تعرض لها زعيم الثورة العرابية، مستعينا بما كتبه الجنرال "بلنت" فى يومياته قائلا: "إن عرابى قد خانه كل ما كانوا حوله، مؤكدا أن محمود سامى يحقد على عرابى ولذلك أفسد معركة القصاصين".
الزعيم أحمد عرابى
كما اتهم "بلنت" يعقوب سامى، وكيل وزارة الحربية ورئيس المجلس العرفى، والذى كان يظهر كأنه ساعد عرابى الأيمن، على مساعيه للتقرب من الخديو توفيق فى نهاية الأمر، عندما بدت نهاية عرابى.
الخيانات ضد عرابى، من أقرب الناس له جاءت سافرة هذه المرة على يد على يوسف الشهير بخنفس، مستعينا أيضا بـ"بلنت" قائلا: "إنه حدث أثناء المعركة أن كانوا نحو 18 ألفا من المصريين على مقربة من نحو 2500 من الإنجليز فيهم دوق كنوت، ولو أن على يوسف الذى كان يقود تقدم لسحق الإنجليز، وأسر الدوق، ولكنه تأخر برجال وترك العدو يحيط بالجناحين".
معركة التل الكبير
وأكد "الخفيف" أنه لولا خيانة على يوسف، وتأخر البارودى فى مساعدته، بسبب خيانة مسعود الطحاوى لكان من الممكن أن يولد فى القصاصين عصر جديد فى تاريخ مصر.
ومسعود الطحاوى كان أحد شيوخ العربان المسئولين عن مساعدة عرابى، وكان جاسوسا أيضا للإنجليز، حيث ذهب إلى "عرابى" فى خيمته يقسم له أن الإنجليز لن يهجموا قبل أسبوع ثم يتسلل خارجاً إلى صفوف الإنجليز ليرشد طلائعهم فى صباح اليوم التالى، ويطمئن القائد الإنجليزى "ولسلى" أن المصريين سينامون ليلتهم نوم الأبرار.
عرابى فى معركة القصاصين
كما أن أحد قادة الجيش مع "عرابى" خانه أيضا، وهو عبد الرحمن حسن قائد فرقة السوارى، حيث كان المفترض أن تكون فى المواجهة للإنجليز فى المعركة فرقة السوارى، لكن عبد الرحمن حسن قائدها كان يعلم بنبأ الهجوم، وعلى اتصالٍ دائم بالإنجليز، فتحرك بجنوده تحت جنح الليل إلى الشمال، بعيداً عن أرض المعركة، ليمر الجيش الإنجليزى فى سلام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة