شكك مراقبون وخبراء فى ما أعلنته بريطانيا عن قيامها بإطلاع 30 دولة ومنظمة دولية من بينها حلف شمال الأطلنطى والاتحاد الأوروبى على ملف تقديرات الاستخبارات البريطانية السرية حول واقعة استهداف العميل الروسى المزدوج سيرجى سكريبال وابنته فى الرابع من الشهر الجارى.
وقال خبراء أمنيون – رفضوا الافصاح عن أسمائهم لصحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية - إنه إذا صح ما أعلنته الحكومة البريطانية فإن ذلك سيكون أكبر عملية إفصاح معلوماتى عن معلومات سرية" فى تاريخ الاستخبارات البريطانية ( ام اى – 6 ) وواقعة غير مسبوقة لأنها تنطوى على إفشاء لأسرار عمل هذا الجهاز منذ إنشائه قبل مائة عام.
واستبعد الخبراء أن يكون الإفصاح البريطانى عن ملف التقديرات السرية للمخابرات حول تلك الواقعة "إفصاحا كاملا"،مرجحين أن يكون فقط مجرد إحاطة بالعناوين الرئيسية فقط دونما الخوض فى التفصيلات الدقيقة وذلك فى مسعى من جانب لندن لإقناع حلفائها بصواب مواقفها إزاء موسكو ووضعها فى خانة "النبذ الدولى".
وترى "فاينانشيال تايمز" أنه برغم ما نتج عن هذا الإجراء البريطانى من قيام الدول والمنظمات المبلغة بتلك التقديرات السرية ومن بينها كندا والولايات المتحدة واستراليا بطرد ورفض اعتماد 150 دبلوماسيا روسيا فى غضون 72 ساعة، يؤكد الخبراء أن " الإفصاح الكامل " عن ملف التقديرات السرية للاستخبارات البريطانية لا يعد عملا متصورا لأنه ينطوى على كشف لمصادر المعلومات السرية وأساليب الحصول عليها مخابراتيا ومن ثم كشف العملاء السريين لبريطانيا.
وبينما يصارع سيرجى سكريبال – 66 عاما – وابنته يوليا – 33 عاما – الموت فى أحد مستشفيات بريطانيا، زعمت هيئة الاذاعة البريطانية (بى بى سى) أن صديقا مقربا منه يدعى فلاديمير تيموشكوف قد صرح لها بأن سكريبال – اللاجىء إلى بريطانيا منذ العام 2010 – كان يعانى اكتئابا ويفتقد زملاءه وأفراد عائلته الموجودين فى روسيا وكان يتطلع إلى رؤيتهم وأنه أرسل خطابا إلى الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى العام 2012 يعرب فيه عن ندمه ويطلب عفوا عاما وموافقة على العودة إلى روسيا، لكن السفارة الروسية فى موسكو عبر حسابها على تويتر كذبت رواية هيئة الإذاعة البريطانية جملة وتفصيلا.
