"خوخة اليهود" تراث مصرى يضيع فى المحلة.. المعبد يعود لزمن الفاطميين.. الطائفة اليهودية تطالب بإدراجه أثرا.. وزارة الآثار: بدون قيمة.. ماجدة هارون تسعى لتحويله مركزا ثقافيا.. والأهالى يحكون عنه الأساطير

السبت، 03 مارس 2018 09:00 ص
"خوخة اليهود" تراث مصرى يضيع فى المحلة.. المعبد يعود لزمن الفاطميين.. الطائفة اليهودية تطالب بإدراجه أثرا.. وزارة الآثار: بدون قيمة.. ماجدة هارون تسعى لتحويله مركزا ثقافيا.. والأهالى يحكون عنه الأساطير معبد خوخة
كتبت سمر سمير - تصوير أحمد حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

من كان يعتقد أن مكانًا مقدسًا قصده الحجاج والمتضرعون لسنوات يتحول مع الوقت إلى أنقاض تحمل فوقها أكوامًا من القمامة والأثاث الرث والجثث المتعفنة، فوضى بعضها فوق بعض اجتذبت كل شىء عدا الصلوات والدعوات التى كانت تملؤها، هنا كل شىء تحول إلى النقيض واخُتزلت الجدران الأثرية التى تعود لعهد للفاطميين فى زاوية يحتمى بها مدمنو المخدرات، فعلى بعد حوالى 150 كيلومترا من القاهرة فى حى سوق اللبن بمدينة المحلة الكبرى، تقف على أنقاض كنيس الحاخام حاييم الأمشاطى أو ما يسمى بمعبد خوخة اليهود الذى يعانى من الإهمال مثله مثل آثار أخرى منها مساجد أثرية فعلى سبيل المثال مسجد الرفاعى، أحد المساجد الأثريّة الشهيرة بالقاهرة، كونه أكبر مقبرة ملكية، يظله أقدم سقف خرسانى فى تاريخ مصر، حاصرته المجارى وجراج المركبات المتهالكة، كما طال الإهمال دير القديس يوحنا الدرجى أو يوحنا السلمى، والذى يقع على طريق خليج السويس وسط ركام الجبال والتلال، حيث تعانى آثار الدير من الإهمال، بعدما كانت ملجأ للحجيج.

 

المهم أنه عند الدخول إلى معبد "خوخة" عبر مدخل تبلغ مساحته ستة أمتار، تصطدم بجدران متهدمة يغلب عليها اللون الأسود ليشهد على أن النيران كانت مشتعلة فيها ذات يوم، وليس ذلك فقط، بل تجد رائحة كريهة تعم المكان نتيجة القمامة المتراكمة وسط فناء المعبد، ولاسيما حول بقايا قدس الأقداس الذى أصبح عبارة عن كتلة صلبة من الحجر الأحمر الأجور يقع بين عمودين مائلين من الرخام.

 

يعرف المعبد باسم "خوخة اليهود" أو معبد الأستاذ أو معبد الحاخام حاييم الأمشاطى، كما أن تاريخه يجعله مرشحا ليكون جزءا من مجهودات وزارة الآثار المستقبلية ضمن خطط الترميم أو إدراج التراث المصرى اليهودى على قائمة الآثار، وذلك بعد أن بدأت الوزارة فى مشروع كبير فى سبتمبر الماضى لترميم معبد إلياهو هانبى وتسجيل معبد "منشه" فى الإسكندرية على قائمة الآثار، بيد أن معبد خوخة يجد عقبة أمام ترميمه أو الحفاظ عليه بسبب عدم إدراجه كأثر.

 

سلم متهدم كان يؤدي الى الطابق الثاني لمعبد خوخة اليهود في حي سوق اللبن في المحلة-الصورة  التقطت في 7 سبتمبر 2017- نصوير أحمد حسين
سلم متهدم كان يؤدى الى الطابق الثاني لمعبد خوخة اليهودى

 

فقبل أسابيع من مغادرته من منصبه صرح سعيد حلمى، الرئيس السابق لقطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية فى المجلس الأعلى للآثار، بأنه سيتم تشكيل لجنة لتقييم تسجيل خوخة، قائلا: "لقد كنت هناك بالفعل ورأيت بقايا المعبد وجدرانه، لكن وزارة الآثار لديها خطط لإعادة إعماره"، لكن رئيس قسم الآثار اليهودية لدى القطاع الدكتور محمد مهران، استبعد هذا الأمر وقال إنه من الصعب تسجيل خوخة بسبب حالته السيئة وكونه أنقاضا، مستطردا: "الوزارة ليس لديها أموال كافية لترميم المعبد، كما تمنع أى تمويلات خارجية تأتى عن طريق الجالية، ولا بد أن يتم ذلك عن طريق وزارة الخارجية".

 

وردًا على سؤال لماذا لم يتم تسجيل المعبد ضمن قائمة الآثار المصرية على الرغم من قدم تاريخه، قال محمد مهران: "إن وزارة الآثار بدأت فى تسجيل المعابد اليهودية منذ فترة الثمانينيات أى بعد أن تم التعدى على المعبد بالفعل، وتابع أن الوزارة لا تمتلك أى صور لحالة المعبد قبل حالته الحالية، لكنه أضاف فى حال قررت الوزارة إدراجه أثرا أو ترميمه سنتواصل مع الطائفة".

 

شروخ في أحد حوائط معبد خوخة اليهود في المحلة- تصوير أحمد حسين
شروخ في أحد حوائط معبد خوخة اليهود في المحلة

 

صورة لأحد احتفالات اليهودية داخل معبد خوخة في الفترة بين 1958 و1959- الصورة من موقع  البساتين التابع للطائفة اليهودية
صورة لأحد احتفالات اليهودية داخل معبد خوخة في الفترة بين 1958 و1959

 

وكانت الطائفة اليهودية فى مصر قد طلبت من وزارة الآثار مرارا أن يتم تسجيل المعبد كأثر لحمايته من التعدى على أراضيه من سكان المحلة، وفى مارس 2015 حضرت ماجدة هارون، رئيس الطائفة اليهودية اجتماعا وزاريا بناء على طلب من رئيس الوزراء فى ذلك الوقت إبراهيم محلب، وتقدمت بشكوى من وزارة الآثار نتيجة إهمال المعبد وعدم ترميمه.

 

وقالت ماجدة هارون، فى تصريحات خاصة، إنها بالفعل طالبت بتسجيل المعبد إلا أنه تم الرفض من قبل المسئولين، قائلين: "لا يمكن تسجيل حوائط مهدمة"، مشيرة إلى أنها ليست على دراية كاملة بما ينص عليه قانون الآثار حيال تلك الحالات، وتابعت أنها على تواصل مع وزارة الخارجية والثقافة والآثار من أجل التعاون والتنسيق لحماية التراث المصرى اليهودى.

 

عائلة يهودية داخل معبد خوخة في المحلة في الفترة بين 1958 و1959- الصورة من موقع البساتين التابع للطائفة اليهودية في مصر
عائلة يهودية داخل معبد خوخة في المحلة في الفترة بين 1958 و1959

 

معبد خوخة اليهود بحي سوق اللبن في المحلة- لصورة التقطت في 7 سبتمبر 2017- تصوير أحمد حسين
معبد خوخة اليهود بحي سوق اللبن في المحلة

 

وردا على سؤال حول وجود تمويلات من الخارج لترميم المعابد، قالت "هارون": "لو جاء أى تمويل سيذهب إلى بناء سور حول مقابر اليهود فى البساتين التى تعد ثانى أقدم مقابر يهودية فى العالم".

ممر يؤدي الى السلم المؤدي للطابق الثاني في معبد خوخة اليهود في حي سوق اللبن- الصورة التقطت في 7 سبتمبر 2017- تصوير أحمد حسين
ممر يؤدي الى السلم المؤدي للطابق الثاني في معبد خوخة اليهود في حي سوق اللبن

 

الأهمية التاريخية للمعبد

بنى معبد الأمشاطى حوالى سنة 345 هجريا (1044 ميلاديا) وقت الخلافة الفاطمية فى مدينة المحلة، ووفقا للدسوقى منصور، رئيس آثار المحلة، فكانت تعتبر مكانا تجاريا لليهود فى صناعة الغزل والنسيج، والخوخة هو اسم لربع كان يعيش فيه اليهود فى مناطق الأرياف، فخلال بدايات القرن التاسع عشر بلغ عدد اليهود فى المحلة حوالى 300 عائلة (1.500 إلى 2000 فردا)، ولكن عام 1864 تقلص العدد إلى 20 عائلة ثم تقلص إلى 10 عائلات عام 1937 بسبب هجرتهم إلى القاهرة أو الإسكندرية، وفقا لما ورد فى كتاب "اليهود فى القرن التاسع عشر" للكاتب جاكوب لانداو.

 

ثمانية قرون مرت على بناء "الخوخة" إلى أن أصبح فى حالة يرثى لها، لتتم إعادة بنائه مرة أخرى عام 1280 هجريا (1863 ميلاديا) على نفس الموقع، حسبما أضاف الدسوقى منصور، مستطردا أن المعبد كان يغطى وقتها مساحة تبلغ حوالى 240 مترا مربع وملحقاته كانت تغطى مساحة 1.269 متر مربع قبل أن يتعدى عليه الأهالى فى المنطقة.

 

كان المعبد يتكون من طابقين، الطابق الأول يحتوى على قاعة كبيرة مقسمة إلى 3 أروقة يفصل بينها صفان من أعمدة مصنوعة من الرخام (أو ما يسمى بالدائكة) يرتكز عليهما عقود نصف دائرية. ويتوسط الرواق الأوسط قدس الأقداس أو ما يسمى بالحزان وهو مصنوع من الطوب الأحمر الأجور، كما يقول "منصور"، وأصبح الآن قدس الأقداس عبارة عن كتلة حجرية عليها آثار محاولات تكسير وتوسط عمودين مائلين من الرخام. كما كان يحتوى الطابق الأول على حجرة تحت السلم للجنيزة (مخزن للأوراق وكتابات اليهود فى تعاملاتهم اليومية ولكن الأوراق التى تحتوى على لفظ الجلالة)، وحجرة أخرى لتعليم الديانة اليهودية، أما الطابق العلوى كان يُصعد إليه عن طريق سلم من الجهة الشمالية الغربية والطابق الأعلى توجد به مكتبة.

 

وكان قد نشر موقع "البساتين" التابع للطائفة فى عدد رقم 18 وصفا للمعبد على لسان أحد اليهود الذين هاجروا إلى الخارج، حيث قال موريس اشكينازى، "إن المعبد كان يحتوى نافورة مياه تستخدم فى الاحتفال فى عيد العرش، وكان يحتوى أيضا على شمعدانين مصنوعين من الفضة على شكل الورد البلدى، بحيث يحمل كل شمعدان 50 شمعة.

 

المعبد نفسه ذكر فى "جنيزة القاهرة" التى عثر عليها فى معبد بن عزرا فى الفسطاط (مصر القديمة)، حيث تمت تسميته على الحاخام حاييم وكنيته (ابن فضل) بن حنانيل بن إبراهيم الأمشاطى، الذى أهدى نسخة قديمة من أسفار التوارة إلى المعبد، كما كان العديد من الحجاج اليهود يذهبون إلى هناك فى شهر مايو من كل عام، حسبما جاء فى كتاب "التجار الهنود فى العصور الوسطى: وثائق من جنيزة القاهرة" للكاتبين شيلومو جيوتين ومردوخاى فريدمان ونشر فى 2008. وكان حاييم الأمشاطى من مجتمع الجالية الفلسطينية التى تكونت فى مصر بعد هجرة اليهود فى القرن العاشر.

 

ويعتقد العديد من الناس أن مقبرة حاييم الأمشاطى تقع تحت المعبد، وسمى الأمشاطى بهذا الاسم على اسم جده الذى كان مشهورا بصناعة وتجارة الأمشاط، وفقا للكتاب.

 

وكان المعبد مكانا مقدسا للحجاج اليهود، حيث كانوا يتوافدون إليه لرؤية أسفار اليهود على مدار 15 يوما منذ بداية شهر مايو، والتى كان يعتقد أنها كتبت على يد شخص "تقى"، كما كان يعتقد اليهود أن الأسفار لديها قدرة كبيرة على العديد من المعجزات مثل علاج المرضى وإعادة تأهيل المجرمين، وفقا للكتاب، الذى تابع أن الأسفار أهداها الأمشاطى فى بادئ الأمر إلى معبد بن عزرا، ولكن وفقا لأوراق الجنيزة، اضطر الأمشاطى إلى إهداء النسخة إلى معبد المحلة فى أعقاب حريق نشب فى الفسطاط على يد الوزير شاوار خشية من أن تسقط فى أيادى أعدائه عام 1168.

 

وأضاف الدسوقى منصور أن المعبد الآن تمت سرقته والتعدى عليه عدة مرات فى عقود عديدة، مشيرا إلى أن الطائفة اليهودية آنذاك حاولت ترميم المعبد فى 2002، لكن لم يحدث شىء وتم إهماله، وبدورها قالت السيدة ماجدة هارون إن جميع الآثار والمقتنيات التى كانت بالمعبد تم الاستيلاء عليها، موضحة أنها تحدثت مع أعضاء البرلمان المسئولين عن المحلة لتنظيف المعبد وتحويله إلى مركز ثقافى للأهالى بدلا من تركه إذا لم يتم تسجيله أثرا.

 

وكل من ماجدة هارون أو وزارة الآثار لا يعرفان متى تم غلق المعبد أمام الحجاج، رغم أن موقع البساتين التابع للطائفة كان قد نشر صورا لاحتفالات كانت قد أقيمت داخل المعبد فى الفترة بين 1958 و1959، ولكن بعد ذلك ترك مهجورا فى الوقت الذى تقلص فيه عدد اليهود فى مصر، حيث وصل حاليا إلى ست سيدات، أصغرهن سنًا السيدة ماجدة هارون.

 

قصص من "المتعدين

"

ويعتقد سكان منطقة سوق اللبن أن المعبد تمت تسميته باسم خوخة نسبة لزوجة المشاطى، على الرغم من أن كل حى يهودى فى المناطق الريفية يسمى خوخة اليهود أو تل اليود وفقا لكتاب "اليهود فى مصر.. من الازدهار إلى الشتات للدكتور محمد أبو الغار.

 

وفى لقاء بعدد من من أهالى حى سوق اللبن من بينهم بعض "المتعدين" على أراضى المعبد، يقول عبد الرحمن على زلط (حداد): هناك حكاية عن المعبد أنه سمى باسم خوخة على اسم زوجة الأمشاطى، وأنها قررت شراء قطعة من الأرض واشترطت أن تكون مساحتها نفس مقدار مساحة "خيط الصوف" المصنوع منه شالها، ثم قامت بسحب خيط الشال وحددت بطوله مساحة الأرض وخصصتها للمعبد.

 

ومن جانبه، زعم إبراهيم سمية، صاحب متجر لأجهزة كهربائية، أنه امتلك حوالى 130 مترا مربعا من أرض المعبد بعد شرائها من الطائفة اليهودية، بيد أن السيدة هارون نفت هذا الأمر.

 

حكايات أخرى قيلت عن المعبد، منها وجود سرداب يؤدى إلى دير فى مدينة سمنود، حسبما قال رضا على الأخرس، والذى ادعى أنه يمتلك محلا على أرض المعبد، بل قال البعض إن المعبد به بئر كانت تحتوى ذهبا وقطعا معدنية، لكن هذا البئر تم ردمه حاليا، على حد قولهم.

 

ويقول أحد المواطنين، رفض ذكر اسمه: "أتذكر عندما كنت صغيرا، أن مجموعة من أعضاء الطائفة اليهودية جاءوا بصحبة عدد من قوات الأمن فى فترة التسعينيات من أجل ترميم المعبد، وقتها سمعت أحد الأعضاء ويبدو عليه أنه كان أهم الشخصيات المتواجدة آنذاك، وهو يقول إذا أردتم أن تأخذوا قطعة من أرض المعبد لإلحاقها بالمسجد المجاور، فلا مانع لكن غير مسموح أن يأخذ أى شخص من الأهالى أى قطعة من الأرض".

 

أثر جديد

فى الآونة الأخيرة، وضعت وزارة الآثار المصرية معبد يعقوب منشه فى الإسكندرية، على قائمة التراث، وقال رئيس الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية فى المجلس الأعلى للآثار الدكتور محمد عبد اللطيف فى بيان صدر فى سبتمبر الماضى، إن وزارة الآثار حريصة على تسجيل جميع المعالم المصرية بصرف النظر عن انتماءاتهم الدينية.

 

وقد اتخذ قرار إدراج المعبد اليهودى مباشرة بعد فحص التقارير المقدمة من قطاع الآثار فى الإسكندرية إلى المجلس الأعلى للآثار والتى اشارت إلى أن المعبد هو فى حالة جيدة.

 

وتابع بيان المجلس أن المعبد بناه البارون يعقوب دى منشه (1807-1882) فى الإسكندرية عام 1860، فى حين أن كتاب "اليهود فى مصر الحديثة، 1914-1952 لجودرون كرامر يقول ان المعبد بنى فى عام 1973. ويضيف الكتاب أن البارون منشه جاء إلى مصر عبر فلسطين والمغرب فى القرن الثامن عشر وبدأ حياته المهنية كمصرفى فى القاهرة، ثم أصبح المصرفى الخاص للخديوى إسماعيل. وبعدها قام هو يعقوب قطاوى بافتتاح بنك (J.L Menasce et Fils) وتوسع البنك وأصبح له فروع فى مانشستر وليفربول، ثم فى لندن ومرسيليا وباريس وإسطنبول.

 

ثم عين منشه بارون من الإمبراطورية النمساوية المجرية مع منحه الجنسية المجرية، وفى عام 1854 تعرضت الجماعة اليهودية فى الإسكندرية للحماية النمساوية المجرية؛ ومع ذلك فإن معظم اليهود تخلوا عن الحماية التى انتهت بحلول عام 1915، وفقا "لإسكندرية هو مصيرنا.. استنادا إلى ذكريات مارى لويز ناجل" التى نشرت على موقع مكتبة الإسكندرية. فى عام 1869، كان منشة وقطاوى رؤساء الجالية اليهودية فى القاهرة، وفى عام 1971، انتقل منشة إلى الإسكندرية.

 

جاء إدراج المعبد كأثر بعد أن بدأت الحكومة فى ترميم معبد الياهو هانبى فى الإسكندرية، والذى يعد هو واحد من أقدم المعابد اليهودية فى مصر. تأسس فى عام 1354، ولكن تم تدنيسه عندما قصفت حملة نابليون بونابرت ذلك لإنشاء قاعدة عسكرية فرنسية فى الأراضى العثمانية. ومع ذلك، أعيد بناؤها فى عام 1850 فى عهد أسرة محمد على باشا. وقد أغلقته الحكومة المصرية بعد انهيار جزئى فى الجزء العلوى الخاص بالمصليات النساء.

 

وكان اليهود فى الإسكندرية منذ إنشائها، ولكن فى نهاية القرن التاسع عشر، وصل عددهم إلى 4000 يهودى وارتفع إلى 18،000 فى بداية القرن العشرين، وفى عام 1948 ارتفع العدد إلى 40،000 شخص، كما يقول المؤرخ المصرى محمد أبو الغار فى كتابه "يهود مصر.. من الازدهار إلى الشتات"، الذى نشر فى عام 2012.

 

وفى نهاية القرن التاسع عشر، هرب آلاف اليهود من ثورة أكتوبر فى روسيا (الثورة البلشفية) إلى مصر، فى حين هاجر اليهود الآخرون من النمسا والمجر وبولندا ومدينة ثيسالونيكى فى اليونان إلى مصر فى الثلاثينيات من القرن الماضى وقت صعود النازية فى ألمانيا. وقال أبو الغار إن معظم اليهود فى الإسكندرية كانوا من الحرفيين ولديهم تجارتهم صغيرة ومتوسطة.

 

وتعمل وزارة الآثار الآن على إدراج ثالثة معابد يهودية أخرى فى القاهرة على قائمة تراثها، بما فى ذلك كنيس فيتالى مدجار فى مصر الجديدة، ومعبد مائير بوتن فى المعادى فى جنوب القاهرة، ومعبد عاداه فى حدائق القبة، وفقا للدكتور محمد مهران.

 

القاهرة لديها 12 معبدا يهوديا فقط، وبعضها مفتوح للزيارة مثل معبد شعار هاشميم فى شارع عدلى وسط القاهرة، ومعبد بن عزرا، ومعبد موسى بن ميمون، حين أن الزيارات إلى المعابد الأخرى لها أوقات محددة، كما تقول هارون. ومع ذلك، فإن الزيارات إلى المعابد يجب أن تتم الموافقة عليها من قبل وزارة الداخلية.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

هشام غلاب

مقلب زبالة

و لا عمرنا شوفنا فيها اثار حكايات و روايات و اسمها خوخة اليهود و هي في الحقيقة مقلب زبالة

عدد الردود 0

بواسطة:

أيمن

انه التاريخ

ترك اليهود مصر بعد ثورة يوليو تدريجيا الى بقى منهم عشرات قليلة جدا .. وحاول الإخوان والسلفيين الدفع بالمسيحيين أيضا الى ترك بلادهم بعد ثورة يناير وما حدث مع اليهود المصريين وقتها من تنكيل بهم واعتداء على مقتناياتهم ومعابدهم تكررمع المسيحيين بحرق محلاتهم وكنائسهم بعد يناير ٢٠١١ ، التاريخ يمكن مواراته ، ولكن لا يمكن تغييره .. انه التاريخ!

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة