تستضيف مصر فى أكتوبر القادم 3 أحداث دولية تتعلق بقضايا المياه وهى: مؤتمر وزراء مياه دول التعاون الإسلامى و اجتماع ائتلاف الدلتا وات و اسبوع القاهرة للمياه، وذلك لبحث التحديات التى تواجه البلدان فى توفير الإحتياجات المائية لأغراض التنمية المختلفة "زراعة، صناعة، شرب" خاصة فى الوطن العربى الذى يعانى من شح المياه العذبة وتناقص نصيب الفرد السنوى، ووصوله إلى حد الفقر المائى.
وأكد الدكتور محمد عبد العاطى وزير الموارد المائية، أن مصر استطاعت خلال الإجتماع الأخير لوزراء مياه منظمة التعاون الإسلامى الذى عقد فى تركيا، من الحصول على موافقة الاعضاء بإستضافة الاجتماع الرابع لمتابعة نتائج القرارات التى أصدرها اجتماع تركيا الخاصة بتنفيذ خطة تتضمن إنشاء شبكة لمراكز التميز العاملة فى قطاع المياه للدول الأعضاء فى المنظمة للقيام بالأنشطة البحثية التعاونية اللازمة، بين الدول وتكثيف جهود التواصل مع الهيئات و الوكالات المانحة، بما في ذلك البنك الإسلامى للتنمية، من أجل توفير التمويل اللازم لدعم القدرات البحثية والفنية للدول الأعضاء والكوادر البشرية بها بما يسهم فى صياغة السياسات المائية اللازمة لها، وكذلك تنفيذ مشاريع البنية الأساسية للمياه.
18 دولة عربية تحت خط الفقر المائى
وتشير التقارير الدولية إلى أنه يوجد نحو 18 دولة عربية تحت خط الفقر المائى، المتعارف عليه دوليًا بنحو 1000 متر مكعب سنويًا للفرد، و 105 مليون نسمه محرومين من مياه الشرب النقية، نظرا لثبات الحجم المتاح من الماء العذب على كوكبنا مع التزايد المستمر فى عدد السكان، وسوء الإستخدام وقلة الترشيد.
وأضاف عبد العاطى أن الاجتماع القادم بالقاهرة سوف يناقش امكانية التوسع فى مجالات التعاون المشترك بين الدول الإسلامية من أجل مساعدة الدول الأعضاء فى المنظمة على إيجاد حلول للتحديات المرتبطة بالمياه، على أن تظل الأمانة العامة للمنظمة ومؤسساتها ذات الصلة ملتزمة بالعمل مع الدول الأعضاء وجميع الأطراف المعنية من أجل ضمان التنفيذ الفاعل لرؤية منظمة التعاون الإسلامى للمياه.
إقامة اسبوع القاهرة للمياه للمرة الأولى
واوضح عبد العاطى أنه تقرر إقامة أسبوع القاهرة للمياه للمرة الأولى أسوة بما يتم فى عواصم الدول الكبرى و بصفه سنوية على أن تنطلق الاحتفالية الأولى على هامش المؤتمر الوزارى الرابع لوزراء مياه دول منظمة التعاون الإسلامى، وكذلك الاجتماع الوزارى الثانى لائتلاف الدلتاوات، لتكون محفلاً سنوياً تحت إشراف الوزارة وبالتعاون والتنسيق مع جميع الوزارات المعنية والجهات المحلية والدولية، وذلك لمناقشة مشكلات المياه والبحث عن حلول لها، وأيضا طرح فرص التعاون الدولى فى مختلف المجالات ذات الصلة بالمياه.
وتابع عبد العاطى : ائتلاف الدلتا وات يضم حتى الآن 13 دولة "مصر، كولومبيا، بنجلاديش، فرنسا، إندونيسيا، اليابان، موزمبيق، ميانمار، هولندا ، الفلبين، كوريا الجنوبية، فييتنام، الأرجنتين، وهى الدول التى تواجه تحديات لدلتاوات الأنهار بها مما يتطلب ضرورة التكاتف والتعاون وتبادل الخبرات بينهم وتوطين ونشر الأفكار الناجحة لتمكين الدلتاوات من درء المخاطر التى تواجهم نتيجة ظاهرة التغيرات المناخية، من حيث التكيف والمرونة والتنمية الحضرية المستدامة وكذلك وضع الدلتاوات الحضارية على جدول الأعمال في جميع المحافل الدولية، بالاضافة الي استكشاف فرص التمويل الإقليمية والدولية وخاصة برنامج صندوق المناخ الأخضر وتعزيز التنفيذ الفعلى على أرض الواقع مما يجعله آلية لوضع الحلول الحصرية والمتكاملة والاستباقية للإدارة التنموية بحوكمة مؤسسية.
من جانبه أوضح الدكتور محمد أحمد مدير مشروع التكيف مع التغيرات المناخيه لحماية الدلتا وسواحلها أن فكرة إنشاء إئتلاف هو السعي لتكوين كيان معنى بالدلتاوات الحضارية خاصة المعرضة للكوارث الجامحة مع إعطاء الدلتاوات الحضارية خاصة الكبرى منها إهتمام زائد، خاصة من المجتمعات المحلية والإقليمية والدولية وذلك بسبب تعرضها للكثير من الكوارث والفيضانات المدمرة، مما يعرض حياة البشر للخطر وفقد الكثير من الأموال والبنية التحتية وتقلص فرص التنمية الاقتصادية بها مما يسهم فى وضع الائتلاف على قمة أولويات وإهتمام الحكومات والمنظمات الدولية والجهات الداعمة.
الدلتا وات الحضارية هى خط الدفاع الأول للتكيف من التغيرات المناخية
وأضاف أحمد فى تصريح صحفى سابق أن الدلتا وات الحضارية هى خط الدفاع الأول للتكيف من التغيرات المناخية، حيث أن هناك ما بين 100- 200مليون شخص فى العالم من قاطنى الدلتا هم ضحايا للكوارث ذات الصلة بالمياه سنويا، و غالباً ما تكون الدلتا الحضارية المكتظة بالسكان والبنية الاقتصادية وهم من يواجهون الخطر، ومعرضون للقحط، لافتاً إلى أن هناك دلتا معرضة بصفة متكررة للكوارث وهناك أخرى معرضة لكوارث عالية التأثير ولكنها غير متكررة، والتحديات كثيرة فى ذلك منها زيادة الكثافة السكانية بالدلتا الحضارية والتغيرات المناخية وزيادة الرقعة الحضارية وتغيير نمط استخدام أراضي الدلتا، مما يستلزم تكاتف كل الجهود على المستوى الحكومى والاقتصادى والشعبى لمجابهة المخاطر التى تتعرض لها الدلتا الحضارية.
يشار إلى أن المجلس العربى للمياه، ناقش خلال فعاليات المنتدى العربى الرابع للمياه "الشراكة فى المياه.. مشاركة فى المصير" الذى عقد مؤخراً، تقرير يؤكد أن العالم العربى يعانى من فجوة مائية حالياً تقدر بنحو 14 مليار متر مكعب تتعمق في عام 2030 لتصل إلى 156 مليار متر مكعب، كما يعاني ايضا من فجوة غذائية حالية قدرت بـ 37 مليار دولار تصل فى عام 2025 إلى نحو 71 مليار دولار.
الدول العربية تستورد نحو 50% من احتياجاتها الغذائية بقيمة 40 مليار دولار
وأشار التقرير إلى أن الدول العربية تستورد نحو 50% من احتياجاتها الغذائية بقيمة 40 مليار دولار سنويا فى صورة منتجات غذائية تعادل ما يقرب من 275 مليار متر مكعب من المياه، بالإضافة إلى أن هناك 18 دولة عربية تعانى من الفقر المائى ويصل نصيب الفرد لأقل من 1000 متر مكعب من المياه ويقل سنويا بسبب الزيادة السكان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة