طارق الخولى

انتخابات أمة تنتصر لإرادتها

الثلاثاء، 27 مارس 2018 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دعونا نتأمل الدور المصرى خلال البضع سنوات الماضية، ما بين تدعيم استقلال القرار الوطنى المصرى وتشكيل جبهة وسياسة مضادة لمحور الشر، حيث تحركت مصر على الصعيد السورى فى وقت سابق فأقرت الهدنة برعاية مصرية، وتحركت على الصعيد الليبى فعقدت لقاءات بين الفرقاء الليبيين فى مسعى تحقيق وحدة الدولة الليبية، وتحركت على الصعيد الفلسطينى لتوحيد الصف، تمهيدا لاستئناف المفاوضات، وقادت مع الرباعى العربى معركة حامية الوطيس فى مواجهة دول الشيطان الداعمة للإرهاب، فكيف إذن لا يمكن أن يحترمنا العالم؟ لتبقى السياسة الخارجية من أنجح الملفات التى أدى فيها الرئيس السيسى، وهو ما يجعلنا على يقين من تحقيق المزيد من النجاحات على مدى أربع سنوات مقبلة، إذا ما وفق بإرادة المصريين فى استكمال المسيرة.
 
مصر بالأمس كانت بالكاد تدفع عنها بلاء أراذل الأرض، لتجبر العالم اليوم أن ينظر لها بشكل مختلف يسوده الاحترام، حيث قدمت تضحيات وخطوات جادة وفعالة فى مواجهة الإرهاب، ولفتت أنظار العالم فى مساعدة اللاجئين بدون متاجرة، ومواجهة الهجرة غير الشرعية، وتجديد الخطاب الدينى، وإحياء عملية السلام والسعى نحو حل القضية الفلسطينية على أساس عادل، كما أن مصر دائمًا ما تتقدم على الصعيد الدولى بطرح رؤى لحل مختلف القضايا العالقة، وهى التى جعلت العالم ينصت لمصر بدقة حول تلك الرؤى القيمة.
 
 إن كانت لغة المصالح هى التى تسود فى العلاقات الدولية، فحجم المصالح يحكم مدى الحرص على العلاقات، هكذا مصر تحركت على الصعيد العربى والأفريقى والدولى، فعلى سبيل المثال فقد باتت مصالح أوروبا لا تقل بأى شكل من الأشكال عن المصالح المصرية لدى الأوروبيين، فى ظل دور محورى لمصر فى درء الإرهاب عن المنطقة، وهو ما ينعكس على أمن أوروبا ككل، وجهود مصر الرامية فى مكافحة الهجرة غير الشرعية، بالإضافة للاتفاقيات العديدة الاقتصادية والبترولية الموقعة بين مصر والشركاء الأوروبيين.
 
فقد شهدت علاقات مصر الدولية تطورات كبيرة خلال السنوات الماضية، خاصة أن بعض الدول كفرنسا وألمانيا كان لهما موقف سلبى تجاه ما حدث فى مصر فى 30 يونيو 2013، واستمرت مواقف هذه الدول لفترة حتى كسرت الدبلوماسية المصرية الجمود، ففتحت آفاقًا جديدة وعززت المصالح المتبادلة فشهدت العلاقات انفراجات وصلت ذروتها فى العام الماضى، فقد تبلور زخم العلاقات بين مصر وعدد كبير من الدول فى عقد الاتفاقيات وكسب التأييد الدولى فى كثير من القضايا، فقد بتنا أمام مرحلة جديدة بعدما أيقن العالم حقيقة ما حدث فى مصر فى السنوات الماضية، خاصة بعد اكتوائه من الإرهاب وتأكده بأن استقرار مصر أمنيًا، ينعكس على استقرار كل المحيط الأورومتوسطى والعالم أجمع.
 
 كما بادرت الكثير من دول العالم ذات التأثير فى السياسة الدولية للتقارب مع مصر، باعتبارها الوحيدة القادرة على مكافحة الإرهاب فكريًا من خلال مؤسسة الأزهر، وما أسفر عنه من تطلع ليكون لمصر دور فى الخطابة بالمساجد الغربية، ونشر سماحة الدين الإسلامى بأوروبا، خاصة أن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، كان له أكثر من زيارة لدول أوروبية فى الفترة الماضية، وهو ما يعزز من دور الأزهر خلال الفترة المقبلة فى محاربة الأفكار التكفيرية عن الإسلام فى الخارج.
 
 لكن ما أشبه اليوم بالبارحة، فقوى الاستعمار عند العدوان على مصر فى عام 1956 كانت تصرح بأن المشكلة ليست مع مصر الدولة، بل مع ناصر، فهكذا هى اللعبة القديمة مع أى حاكم مستقل بالقرار الوطنى فيكون المسعى نحو ضرب العلاقة بين الشعب والقيادة السياسية، وهكذا مسعاهم اليوم فعلى مدى أربع سنوات من حكم السيسى عمدت كل وسائل الإعلام والمنظمات والأجهزة الاستخباراتية للدول المتربصة والمعادية على تدمير صورة السيسى أمام الشعب وإخفات نظرة الزعامة الشعبية له، وكان الاستغلال الأمثل هو للقرارات الاقتصادية وكان منهج الرئيس هو الأمثل فى مواجهة كل ذلك منهج المصارحة من خلال ما قاله فى كشف حسابه فى مؤتمر حكاية وطن بأنه كان من الممكن أن يرجى القرار الاقتصادية إذا التفت إلى مسألة الشعبية، لكنه رأى فى ذلك خيانة فاختار الطريق الصعب مؤمنا بوعى المصريين.
 
أما وقد باتت نتيجة الانتخابات شبة محسومة، فالمراهنة الآن من قوى الشر والتربص تنصب على ضعف المشاركة فى العملية الانتخابية، تمهيدا لعمليات استهداف سياسى وممارسة كل أنواع وأشكال الضغوط فى مرحلة الرئاسية الثانية، وفى مواجهة مساعى قوى الشر، فالأمل الآن هو فى الشعب المصرى فى القدرة على دحر مخططات المتربصين والانتصار لإرادة الأمة كما فعل دوما عبر تاريخه العظيم.
 
أكثر من 59 مليون مصرى، ممن لهم حق التصويت، على موعد مع الوطن فى رسالة تحمل مضامين كثيرة فى الداخل والخارج، فسيبهر المصريون العالم كما فعلوا من قبل، فيقلبوا التوقعات ويدمروا رهانات محور الشر فى الداخل والخارج، فالانتخابات لم تعد انتخابات لشخص ولا رئيس ولكن انتخابات أمة تنتصر لإرادتها وتحمى استقلال قراراها الوطن من متربصين ينتظرون بلهفة الانقضاض على مصر ليدمروها كما دمر المصريون مخططاتهم وأحلامهم ومصالحهم.
وفى النهاية.. سيبقى الجين المصرى عبر كل زمان عصيا على التفسير.. لا له كتالوج ولا ينفعله تنظير.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة