سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 25 مارس 1912.. محمد فريد يكشف لزوجته خطوات سفره خارج مصر سرا ويطالبها بإخفاء صحف الصباح عن الأولاد

الأحد، 25 مارس 2018 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 25 مارس 1912.. محمد فريد يكشف لزوجته خطوات سفره خارج مصر سرا ويطالبها بإخفاء صحف الصباح عن الأولاد محمد فريد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خرج الزعيم الوطنى محمد فريد من منزله فى حلمية الزيتون بالقاهرة، صباح يوم الاثنين 25 مارس «مثل هذا اليوم 1912»، متوجها إلى منزل الدكتور صادق رمضان، أحد قيادات الحزب الوطنى، الذى يترأسه فريد، وحسب مذكرات «فريد» المنشورة فى كتاب «مواقف حاسمة فى تاريخ القومية العربية» تأليف: محمد صبيح، فإن اللقاء كان قبل توجهه إلى النيابة التى أبلغته بالمثول أمامها للتحقيق معه «راجع: ذات يوم 24 مارس 2018»، ويقول فريد: «أخبرته بالحادثة وبعزمى على السفر، فوافق..واتفقنا على الاجتماع بمنزل إسماعيل بك لبيب بالحلمية الجديدة بعد الاستجواب، ثم نزلت إلى العاصمة فوجدت محمود بك فهمى بانتظارى بمحطة كوبرى الليمون، أو بمحطة القبة لا أتذكر جيدا، ووجدت بعض ضباط البوليس الطليان «الإيطاليين» بملابس ملكية يراقبون تحركاتى، مع أنى عارفهم شخصيا».
 
قصد «فريد» النيابة ومعه محمود بك فهمى، وكان على بك ماهر هو المكلف باستجوابه فى نيابة الاستئناف، ويؤكد فريد فى مذكراته: «كان ماهر متأففا من هذه المأمورية، ومن ظلم الحكومة واضطهادها إلى غير ذلك»، ويشير إلى حضور محامين إلى جانبه وهم أحمد بك لطفى، وعبدالعزيز بك فهمى باشا، و أحمد بك عبداللطيف، ووفقا لعبدالرحمن الرافعى فى كتابه «محمد فريد - رمز الإخلاص والتضحية» عن «دار المعارف - القاهرة»، لما سألته النيابة عما جاء فى خطابه يوم 22 مارس 1912، أجاب: «إن معظم عبارات الخطبة تدل على أنها من قبيل انتقاد أعمال الحكومة، ولفت نظرها إلى ما يجب عمله، وهو أمر تنادى به يوميا جميع الصحف التى نشر بعضها خطبتى حرفيا كالعلم واللواء، ونشر بعضها فقرات منها مع التعليق عليها بما يفيد الاستحسان أو الاستهجان، طبقا لخطة كل واحدة منها، وهو أيضا من قبيل ما يحصل من انتقاد أعمال الحكومة فى مجلس شورى القوانين والجمعية العمومية، فلا يجوز بما ورد فى خطبتى عن الغرض المقصود منه، وهو مجرد الانتقاد الواجب على كل مصرى يعرف الواجب عليه».
 
يؤكد فريد، أنه بعد الظهر بنصف ساعة أذن له على بك ماهر بالانصراف، فانصرف مع محمود بك فهمى إلى منزل إسماعيل لبيب، وهناك قص على أعضاء اللجنة الإدارية المكلفة بإدارة الحزب الوطنى ما دار فى التحقيق، فقرروا سفره بالإجماع خارج القطر، وبعد الغداء ذهب إلى نادى الحزب الوطنى، وذهب إسماعيل بك لبيب إلى محل «توماس كوك» للاستعلام عن السفن المسافرة إلى الخارج، فوجد الوابور الروسى «الملكة» مسافرا إلى الآستانة فى اليوم التالى، يوم الثلاثاء فتقرر السفر فيه.
 
يكشف «فريد» خطة سفره، وكانت حسب قوله: يقطع إسماعيل لبيب تذكرة لنفسه للسفر إلى الآستانة، وأنا أسافر من مصر يوم الثلاثاء بإكسبريس الصباح الساعة السابعة صباحا كأنى أسافر إلى الإسكندرية للمرافعة فى قضية فى محكمة الاستئناف المختلطة ثم أرافقه إلى الوابور، فإن ضبطت أو تعرض لى البوليس أقول بأنى مسافر لوداعه، وأنى سأكون بمفردى وبدون شنطة ولا ملابس، بل ولا تذكرة سفر، فلا يمكن لأحد أن يظن بأنى مسافر»، يذكر «فريد»، أنه ذهب مع إسماعيل لبيب بعربة إلى الجزيرة للنزهة، ويضيف: «عدنا منها إلى نادى الحزب الوطنى، وأخذت بعض أوراقى من مكتبى، وأنا فى النادى حضر أحمد بك لطفى المحامى، ونصحنى بالسفر لأن الحكومة تنوى القبض على فى الصباح «26 مارس»، وأنها طلبت ذلك من على بك ماهر فامتنع ريثما يطالع الأوراق، وأنه يخشى أن تؤخذ الأوراق وتسلم لغيره من ضعاف العزيمة فيأمر بالقبض، فأسررت له بالأمر، وبأنى مسافر غدا».
 
قصد فريد منزله فى الساعة الثامنة مساء، وأخبر زوجته بما خططه لأجل سفره: «أخبرتها بالأمر سرا، وطلبت منها ألا تخبر الأولاد ولا أحد من العائلة، وأفهمتها ضرورة سفرى»، كما طلب منها أن تحجز جرائد الصباح عن الأولاد حتى لا يعرفوا بما فيها من تفاصيل استجوابه أمام النيابة، ويؤكد: «بما أنها سيدة عاقلة وفاهمة خطر مركزى، فلبت القضاء بالرضا، وشجعتنى على السفر، وأن تحمل مشاق النفى أولى من الحبس»، ويذكر الرافعى، أن الزوجة هى السيدة عائشة هانم كريمة السيد إسماعيل حافظ وحفيدة السيد محمد سلبى العباسى سليل الخلفاء العباسيين، وتزوجت فريد فى يوليو 1888، وكانت له خير مثال للزوجة الصالحة، وظلت بعد وفاته باقية على عهده حتى توفيت فى يناير 1933، أما الأولاد فهم «عبدالخالق فريد» القاضى بالمحاكم فيما بعد»، وأربع بنات هن «فريدة ولطيفة وفائقة وحميدة».
 
وهكذا تهيأت كل السبل لمغادرة محمد فريد مصر فى يوم 26 مارس 1912، فماذا حدث فيه؟









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة