بوتيرة متسارعة.. تزايدت حدة الصدام الذى نشب بين الولايات المتحدة والصين بعدما فرض الرئيس الأمريكى رسوما جمركية على ورادات السلع الصينية تصل قيمتها لـ60 مليار دولار، وهو ما دفع حكومة بكين للتحذير مما أسمته "الوصول إلى حافة الهاوية".
وبشعار "العين بالعين"، وتطبيقاً لمبدأ المعاملة بالمثل، دعت وزارة التجارة الصينية واشنطن إلى الابتعاد عن التصعيد غير المبرر رداً على وصف البيت الأبيض ما تقوم به الصين على أنه "اختلاس لحقوق الملكة الفكرية الأمريكية".
وأضافت الوزارة فى بيانها : "الصين لا تأمل بأن تكون فى حرب تجارية، لكنها ليست خائفة من الدخول فى حرب كهذه.. نحن نأمل فى أن تبتعد الولايات المتحدة عن حافة الهاوية وأن تتخذ قرارات رشيدة وتتجنب جر العلاقات التجارية الثنائية إلى مكان خطير".
وتشير مذكرة رئاسية وقعها ترامب أمس الأول إلى أنه ستكون هناك فترة تشاور لثلاثين يوما تبدأ فقط حالما تُنشر قائمة بالسلع الصينية ويفتح ذلك المجال أمام محادثات محتملة لمعالجة اتهامات ترامب بشأن سرقة الملكية الفكرية ونقل قسرى للتكنولوجيا.
وعلى الرغم من أن البيت الأبيض ذكر أن الرسوم الجمركية المزمعة تأتى ردا على "عدوان اقتصادى" من الصين، إلا أن ترامب قال إنه ينظر إلى الصين كبلد "صديق" وإن البلدين منهمكان فى مفاوضات. وقال مسئول بوزارة التجارة الصينية إن الجانبين يجريان اتصالات مع بعضهما البعض.
فى الوقت ذاته أبدت الصين استعداداً للثأر من خلال إعلان خطط لفرض رسوم إضافية على واردات من الولايات المتحدة تصل قيمتها إلى 3 مليارات دولار من بينها الفاكهة الطازجة والنبيذ والجوز، رداً على الرسوم الجمركية التى أعلنها ترامب فى وقت سابق هذا الشهر على واردات الصلب والألمنيوم.
وفى استهداف لواردات من الولايات المتحدة بثلاثة مليارات دولار، ذكرت وزارة التجارة الصينية أن الصين أفردت قائمة تضم 128 من المنتجات الأمريكية التى قد تخضع لرسوم جمركية إذا لم يتمكن البلدان من التوصل إلى اتفاق بشأن القضايا التجارية.
وأشارت الوزارة إلى أنها تدرس فرض إجراءات على مرحلتين: الأولى رسوم جمركية نسبتها 15 % على 120 منتجاً من بينهم الأنابيب الصلب والفاكهة المجففة والنبيذ بقيمة 977 مليون دولار وفى مرحلة لاحقة فرض رسوم أعلى تبلغ 25 % على واردات بقيمة 1.99 مليار دولار تشمل لحم الخنزير والألمنيوم المعاد تدويره.
وفى السياق نفسه، تعرضت أسواق الأسهم العالمية لموجة جديدة من التقلبات بسبب المخاوف من اندلاع حرب تجارية بين قطبى الاقتصاد العالمى، بعد أن ردت الصين على خطة إدارة ترامب باستهداف لمنتجات أمريكية قد تدفع الشركات القائمة على إنتاجها للضغط على واشنطن من أجل التراجع عن فرض تعريفات جمركية على واردات صينية تصل قيمتها 60 مليار دولار أمريكى، مؤكدة أنها لا تخشى الدخول فى حرب تجارية.
وذكرت صحيفة "الجارديان البريطانية، فى تقرير نشرته على موقعها الإلكترونى، أنه بعد ساعات من إعلان ترامب رسوم الاستيراد المقترحة، التى من المتوقع أن تغطى قطاعات مثل الروبوتات وقطارات التكنولوجيا الفائقة والفضاء، أعلنت الصين أنها أعدت تعريفة انتقامية على الواردات الأمريكية بقيمة 3 مليارات دولار، وحثت بكين واشنطن على التفاوض من أجل الحصول على تسوية فى أقرب وقت ممكن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة