خاض النبى محمد (ص) العديد من الغزوات والمعارك ضد قريش، بعد الهجرة إلى مكة، وذلك بعد أن شُرع للمسلمين الجهاد، حيث إن هذه الغزوات ومع اختلاف أسبابها جاءت بالتوافق مع مبدأ الحرب الدينية من مفهوم إسلامى.
وتناول التاريخ، وعلماء الدين والمؤرخون، تلك الغزوات من حيث التحليل والتقييم، كما تناولتها العديد من الكتب الدراسية، وكانت من بين تلك الغزوات، غزوة لم يتم ذكرها كثير فى التاريخ، وليست بشهرة غزوات الرسول الأخرى مثل معركة بدر الكبرى وأُحد والأحزاب والطائف والخندق، وهى غزوة حمراء الأسد، والتى وقعت فى 16 شوال عام 3 هـ، الموافق 24 مارس عام 625 م.
غزوة حمراء الأسد
وبحسب كتاب "الغزوات" للكاتب أحمد عبد الموجود، فإن تعداد المسلمين فى الغزوة كان 630 رجلاً، بينما كان تعداد القريشيين فيها 2880 رجلاً، وسميت نسبة للمنطقة التى تقع على بعد 20 كيلو جنوبى المدينة المنورة وهى "حمراء الأسد".
معجم المعارك التاريخية
ويوضح كتاب "معجم المعارك التاريخية" للكاتبة نجاة سليم محمود محاسيس، إن المعركة التى وقعت فى منطقة حمراء الأسد، كان هدفها مطاردة قريش ومنعها من العودة للقضاء على المسلمين بالمدينة ورفع الروح المعنوية للصحابة بعد هزيمة أحد، والتى سبقتها بيوم واحد، وبعدما علمت قريش بخروج الرسول ففضلت الهرب، خوفًا من المسلمين الذين بقوا 3 أيام فى حمراء الأسد ثم رجعوا إلى المدينة.
منطقة حمراء الأسد
وبحسب الكتاب أيضًا أن الرسول خرج فى تلك المعركة وهو مجروج فى وجهه أثر الحلقتين ومشجوج فى جبهته، وصلت عدد جروحه إلى سبعة.
وقابل معبد بن أبى معبد الخزاعى، من قبيلة خزاعة، وقابل النبى وقال له: "لقد عز علينا ما أصابك فى أصحابك، فلما جاء معبد إلى أبى سفيان "قائد جيش المشركين"، قال له: "تركت محمدًا وأصحابه خلفى يتحرقون عليكم بمثل النيران وقد أجمه معه من تخلف عنه الأمس من الأوس والخزرج، وتعاهدوا ألا يرجعوا حتى يلحقوكم فيتأروا منكم، فقال أبى سفيان "ويلك ما تقول، كما قال صفوان بن أمية لأبو سفيان: "يا قوم لا تفعلوا فإن القوم قد حزنوا وأخشى أن يجمعوا عليكم من تخلف من الخزرج فارجعوا، فقرروا الرجوع إلى مكة، وقام معبد بأرسال رجلاً من خزاعة إلى رسول الله يعلمه أن قد انصرف أبو سفيان وأصحابه خائفين وجلين، ثم انصرف رسول الله إلى المدينة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة