عميد سابق بالأزهر يحمل الكفن لينهى خصومة مع أبناء عمومته بسوهاج بحضور قيادات الأمن

فى واحدة من أسمى معانى التضحية وحفاظا على أواصر المودة والرحمة على صلة الرحم حمل اليوم الدكتور على الخطيب عميد كلية اللغة العربية الأسبق بجامعة الأزهر الكفن عن نجله وبحضور الابن لمراسم الصلح لينهى خصومة ثأرية مع أبناء عمومته بقرية شطورة ضمن مبادرة سوهاج خالية من الثأر التى كانت قد أطلقتها مديرية أمن سوهاج.

ترأس صلح اليوم اللواء عمر عبدالعال مساعد الوزير مدير أمن سوهاج واللواء خالد الشاذلى مدير إدارة المباحث الجنائية وشارك فيه الشيخ محمد زكى رئيس لجنة الدعوة بالأزهر الشريفواللواء على الكاشف نائب المدير لقطاع الشمال والعميد محمود حسن رئيس مباحث المديرية والقس يوئيل ممثل الكنيسة والنائب أحمد هريدى.

بدأت مراسم الصلح بتلاوة آيات من الذكر الحكيم وشارك فى الصلح أكثر من 2000 مواطن من أهالى القرية والقرى والمجاورة والعمد والمشايخ ورجال الدين الإسلامى والمسيحى وعواقل العائلات من القرية والقرى والمجاورة.

ويرجع الحادث الثأرى محل صلح اليوم والمحرر عنه المحضر رقم 2088 إدارى مركز طهطا لسنة 2012 بين أفراد عائلة أولاد الشيخ " أبناء عمومة " بناحية شطوره دائرة المركز والناجمعن مقتل حامدا م ح ويقيم بذات الناحية واتهم فى مقتله محمد ع ا ع ويقيم بذات الناحية حيث تم تقديم الكفن وأقسم الطرفان على كتاب الله أن يكون هذا الصلح باتا ونهائيا ولا رجعة فيه حقنا للدماء وحفاظا على أمن وسلامة الطرفين من أبناء العمومة.

ومن جانبه قال اللواء عمر عبدالعال مساعد الوزير مدير أمن سوهاج فى تصريح لليوم السابع أن مراسم خصومة اليوم تأتى فـى إطار توجيهات مجدى عبدالغفار وزير الداخلية بالرقى بمستوى المنظومة الأمنية وتكثيف التواجد الأمنى وبذل المزيد من الجهد لتحقيق الأمن للمواطنين والسعى الجدى لإنهاء الخصومات والحوادث الثأرية صلحاً وتنفيذاً لخطة المديرية فى هذا الشأن.

وأضاف مدير أمن سوهاج ن لدينا خطة طموحة للقضاء على عادة الثأر ونزيف الدماء، موضحًا أننا لن نترك خصومة ثأرية موجودة إلا ونسعى وراءها، ونقرب وجهات النظر بين أطرافها حتى نصل إلى الاتفاق على إتمام الصلح بينهما، وأن مبادرة سوهاج خالية من الثأر كانت نقطة الانطلاق لإرساء قواعد السلام والمحبة على مستوى المحافظة، من أجل السلام والأمن المجتمعى، وأتمنى تطبيقها بكل محافظات مصر حتى يعم السلام، وسوهاج أصبحت مثلاً يحتذى به فى عمليات إنهاء الخصومات، وأن هذا لصلح جاء مع الأيام المباركات فى العشر الأوائل من ذى الحجة.

وأضاف: "لدينا تعليمات مشددة من اللواء مجدى عبدالغفار وزير الداخلية، بإنهاء كل الخصومات على مستوى مصر، وأن نرفع شعار "سوهاج بلا خصومات"، وهذا يستوجب التكاتف بين الجميع العائلات والأجهزة الشعبية والتنفيذية.

وقال اللواء خالد الشاذلى، مدير إدارة المباحث الجنائية، أن سوهاج ضربت المثل الذى يجب أن يحتذى به فى إنهاء الخصومات الثأرية على مستوى كافة محافظات الجمهورية، وتم تحقيق مصالحات لم تتحقق على مدار سنوات طويلة مضت، وإن دل هذا فإنما يدل على الوعى المستنير لأهالى سوهاج وارتفاع المستوى الثقافى ورغبتهم القوية فى حفظ الأمن ونبذ العنف من أجل الأجيال القادمة واللجوء إلى الطرق القانونية فى حل مشكلاتهم أو إلى الجلسات العرفية التى يقودها الحكماء والعقلاء من كبار العائلات المنتشرة بكثرة بكافة المراكز والقرى والمدن والتى تلقى دعما كبير من قبل نواب الشعب الذين يكملون تلك المجهودات.

وأكد الشيخ محمد زكى رئيس لجنة الدعوة ورئيس لجنة المصالحات بالأزهر الشريف فى كلمته أن لجنة المصالحات بالأزهر أخذت على عاتقها منذ بدء عملها القضاء على عادة الثأر من ربوع مصر خاصة فى ‏الصعيد، وقد نجحت اللجنة خلال الفترة القصيرة على إنشائها من حل عدد من قضايا الثأر التى كانت تؤرق العديد من العائلات.‏

وأكد زكى أن جمع اليوم هو خير دليل على أننا لازلنا على الطريق الصحيح، وأن الحقد والبغضاء غير متواجدين بقلوبنا، وأننا ندعوا الله عز وجل أن يحل الأمن والأمان بينكم وبين أحفادكم، وأن تتبدل العداوة التى استمرت طويلا إلى ود وحب وسلام، فقد عبرتم باجتماعاتكم أنكم أهل جود وكرم فالعفو والصفح من شيم العظام والقوى من استطاع أن يصرع شيطانه ويشكر جميع رجال الخير الذين سهروا طويلا من أجل الوصول إلى هذا الصلح الكبير".