الأمير نصرى

.. وصاحبهما

الخميس، 22 مارس 2018 05:31 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"سنداً وونيساً وحبيباً وحياة".. كلمات أقل ما تقال عما يفعله ويضحى به الوالدان من عمر وصحة لأبنائهم كى يكبروا أمام أعينهم ويصبحون أفضل منهم ، ولكن..!! الطامة الكبرى من يرد المعروف بالإساءة وقطع اليد التى قدمت الجميل.
 
فلا نستطيع أن نخبئ الدموع التى تزرف فى كل حرف نكتبه ونذكر فيه قصصا عن عقوق الأبناء لهما، فللوالدين علينا فضل عظيم لا يتسع عمر كل منا كى نوفى حقهما ، كما عظم الله تعالى حقهما ؛ ورفعت الشريعة من شأنهما.
 
ومن المؤسف أن نرى مشاهد مبكية ترصد تعدى الأبناء على الآباء، وأصبحت الشوارع شاهدة على ذلك، وتداولت القصص والحكايات بين الناس عن عقوقهما، فنرى الابن الذى يضرب والديه ويسبهما فى البيت بل يصل لحد التعدى عليهما فى الشارع أمام أعين الناس وقد حدث كثير.
 
وذات يوم حكى لى معلم أنه فى أحد الأيام مر على شاب يضرب أباه فسأل عن السب فوجد الأب قد عصى والديه قبل ذلك وفعل ما فعل به ابنه فى نفس المكان ، لذا ورد فى الحديث النبوى قال الرسول صلى الله عليه وسلم ، "كلّ الذّنوب يؤخّر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة ، إلا عقوق الوالدين فإنّ الله يعجّله لصاحبه فى الحياة قبل الممات" ..(أخرجه الحاكم )، كما وصل الحال عند الابناء العاقين إلى القتل وحدث هذا فى عصرنا ، حيث لجأ البعض لقتل الوالدين بحجة سرقة المصوغات أو المال ، فضلاً عن الزنى بالأم تحت تأثير المخدرات، والتعدى عليها بالألفاظ الخارجة وبالعصا.
 
وإذا أردت أن ترى أو تسمع قصصا وحكايات ومآسى وعبر، فاذهب لدور المسنين ستجد أبناء طردوا أمهاتهم وأودعوهم الدار لأسباب لا يصدقها عقل ، فذات يوم ذهبت لدار مسنين فوجدت مشهد الأمهات جالسات دون سند فتمنيت ولو أن أقبل رأس كل أم وأعتذر لها عما أصابهما ، فعندما حدثونى عما فعل أبناؤهن بهن من جرائم ، بكت أعينهن بغزارة ، فمنهم من طرد أمه ووضعها بالدار إرضاءً لزوجته ، وآخر لأن المنزل لا يتسع لها فى وجود زوجته وأولاده فطردها ، وثالث بحجة أن الزوجة لا تستطيع النوم من "شخيرها" وهى نائمة ، ورابع وخامس وقس على ذلك الكثير .
 
رسولنا الكريم دعانا لبر الوالدين وحثنا على مراعاتهما بل وأكد الله عز وجل فى كتابه الكريم على حسن معاملتهما عندما قال ، "وبالوالدين إحسانا" ، فعقوقهما من أكبر الكبائر فى الإسلام ، والله يعجّل لصاحبه فى الحياة قبل الممات" ، لذا علينا طاعتهما ، واحترامهما ، وإكرامهما ، والإنفاق عليهما ، حتى ننال رضاهما ورضى الله فى الدنيا والآخرة، فلا تعقوا آباءكم فيعقكم أبناؤكم، وكما تدين تدان.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة