قد لا يسمع الكثير عن يوم الشجرة العالمى، ولكنه بالفعل هناك يوم للشجرة، يحتفل فيه العالم بالأشجار ويشجع الناس على زرعها والاعتناء بها، ويعتبر هذا اليوم يوم الشجرة العالمى يحتفل فيه بزراعة وحماية الغطاء النباتى فى أغلب دول العالم، ويهدف هذا اليوم إلى زيادة رقعة المساحات الخضراء، وبدأت الفكرة فى العادات الدينية القديمة ويحتفل بالعيد فى الوطن العربى ودول كثيرة اليوم، 21 مارس، وبهذه المناسبة نستعرض فى هذا التقرير أشهر الأشجار فى التراث الإنسانى.
شجرة آدم
"وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِين"، هكذا قال الله تعالى لأبو البشر "آدم" والسيدة "حواء"، فى بداية الخلق، لنهيمهما عن إحدى الشجرات التى كانت موجودة بالجنة، وعندما أكلا منها كلفهما ذلك الخروج من الجنة، وقصة الشجرة يؤمن بها أصحاب الديانات الإبراهيمية الثلاث فكما ذكرت فى القرآن الكريم، فبحسب الإيمان المسيحى يعتقد أن هذه هى الخطيئة الأولى للإنسان، وهى التى افتدى بها البشرية المسيح جسده بصلبه.
شجرة إبراهيم
شجرة البلوط التي تنسب إلى إبراهيم نبي الله
وهى شجرة البلوط، وتشير التقديرات إلى أن عمرها قرابة 500 ألف سنة وهى تقع فى محيط مبنى كنيسة المسكوبية الروسية فى الخليل والتى يعيش فيها 3 رهبان على جبل الجلدة وكان سيدنا إبراهيم يسكن تحتها، وذات يوم جاءت الملائكة إلى سيدنا إبراهيم عند هذه الشجرة فى صورة بشر، فقام إبراهيم سريعًا فذبح لهم عجلاً سمينًا، وشواه ثم وضعه أمامهم ليأكلوا فوجدهم لا يأكلون، لأن الملائكة لا تأكل ولا تشرب، وهنا أخبرت الملائكة إبراهيم بأنهم ليسوا بشرًا.
شجرة مريم
شجرة مريم
شجرة مريم العذراء، توجد فى منطقة المطرية بالقاهرة، وتعتبر شجرة مريم من الآثار القبطية المعروفة، وقد ذكر المؤرخ الإسلامى المقريزى، أن العائلة المقدسة حطت بالقرب من عين شمس ناحية المطرية وهناك استراحت بجوار عين ماء، وغسلت مريم فيها ثياب المسيح وصبت غسالة الماء بتلك الأراضى، فأنبت الله نبات البلسان ولا يعرف بمكان من الأراضى إلا هناك.
شجرة بيعة الرسول
منظر بانورامي لشجرة السمر، وهو نوع شجرة الرضوان التي جرت عندها البيعة
فى السنة السادسة للهجرة بايع الصحابة "محمد" صلى الله عليه وسلم على قتال قريش وألا يفروا حتى الموت، بسبب ما أشيع من أن عثمان بن عفان قتلته قريش حين أرسله النبى محمد إليهم للمفاوضة، لما منعتهم قريش من دخول مكة وكانوا قد قدموا للعمرة لا للقتال، وتمت البيعة تحت شجرة، التى سميت بعد ذلك بشجرة الرضوان.
شجرة زكريا
فى موت نبى الله زكريا تعددت الرويات؛ منها: أن زكريا بعد سماعه بمقتل ولده يحيى خرج حتى دخل بستانًا عند بيت المقدس، فأرسل الملك فى طلبه، وبينما هو فى البستان نادته إحدى أشجاره أن يذهب إليها، فلما ذهب إليها انشقت واختبأ فى وسطها، وأخبر الشيطان أعوان الملك بمكانه، وأحضر لهم جزءًا من ثوبه دليلاً على صدقه، فجاءوا إلى الشجرة التي اختبأ فيها نبي الله زكريا وشقوها نصفين بالمنشار؛ فمات زكريا -عليه السلام- وهو داخل الشجرة.
شجرة سليمان
والمقصود هنا شجرة الخروب القديمة، والتى جاء ذكرها فى الكثير من الوقائع الدينية والكتب التاريخية، وينسب لنبى الله سليمان إنه إذا نبتت الشجرة قال لأى داء أنت فتقول لكذا وكذا فلما نبتت شجرة الخروب قال لأى شيء أنت قالت لمسجدك أخربه قال: تخربينه قالت نعم قال بئس الشجرة، وهو كما ذكر فى الحديث الشريف " إِنَّ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلامُ كَانَ لا يُصَلِّي صَلاةً إِلا وَجَدَ شَجَرَةً نَابِتَةً بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَيَقُولُ لَهَا : مَا اسْمُكِ ؟ فَتَقُولُ : كَذَا وَكَذَا ، فَيَقُولُ : لِمَا أَنْتِ ؟ فَتَقُولُ : لِكَذَا وَكَذَا ، فَإِنْ كَانَتْ لِغَرْسٍ غُرِسَتْ ، وَإِنْ كَانَتْ لِدَوَاءٍ عُمِلَ ذَلِكَ ، فَصَلَّى ذَاتَ يَوْمٍ فَإِذَا شَجَرَةٌ نَابِتَةٌ بَيْنَ يَدَيْهِ ، قَالَ : مَا اسْمُكِ ؟ قَالَتْ : الخَرْنُوبُ ، أَوِ الْخَرُّوبُ " . شَكَّ الْقَاضِي الْبِرْتِيُّ ، " فَقَالَ : لِمَا أَنْتِ ؟ فَقَالَتْ : لِخَرَابِ هَذَا الْبَيْتِ ، فَقَالَ سُلَيْمَانُ : اللَّهُمَّ عَمِّ عَلَى الْجِنِّ مَوْتِي حَتَّى يَعْلَمَ الإِنْسُ أَنَّ الْجِنَّ كَانُوا لا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ، قَالَ : فَنَحَتَهَا عَصًا ثُمَّ تَوَكَّأَ عَلَيْهَا حَوْلًا وَهُمْ لا يَعْلَمُونَ ، قَالَ : ثُمَّ أَكَلَتْهَا الأَرَضَةُ ، فَسَقَطَ ، فَعَلِمُوا عِنْدَ ذَلِكَ بِمَوْتِهِ ، فَشَكَرَتْ ذَلِكَ الأَرَضَةُ ، قَالَ : فَأَيْنَ مَا كَانُوا يَأْتُونَهَا بِالْمَاءِ ، وَقَالَ : وَقَدَّرُوا مِقْدَارَ أَكْلِهَا الْعَصَا فَكَانَ سَنَةً " .
شجرة يونس
نموذج لشجرة اليقطين
"وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء وَهُوَ سَقِيمٌ وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ" هكذا قال الله تعالى فى سورة " الصافات" وكيف نجا نبى الله يونس من بطن الحوت، وبحسب بعض التفسيرات، أن اليقطين هو القرع، وقد اختاره الله لأن شجرة القرع غذاء وحماية له، فورقه يتميز بكثرته وكبره، فكان يحميه من حرارة الشمس الحارقة في هذه الفلاة التي لا زرع فيها ولا بناء يستتر به من حرارة الشمس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة