أكرم القصاص - علا الشافعي

"اليوم السابع" يحاور ريد هاستينجز مؤسس نتفليكس من كاليفورنيا: لا نقتل التليفزيون التقليدى ولكننا التطور الطبيعى له.. المنافسة مع أمازون شىء طبيعى و السوق يحتاج الجميع.. واحترام القوانين المحلية جزء من سياستنا

الأربعاء، 21 مارس 2018 11:30 ص
"اليوم السابع" يحاور ريد هاستينجز مؤسس نتفليكس من كاليفورنيا: لا نقتل التليفزيون التقليدى ولكننا التطور الطبيعى له.. المنافسة مع أمازون شىء طبيعى و السوق يحتاج الجميع.. واحترام القوانين المحلية جزء من سياستنا ريد هاستينجز مؤسس نتفليكس
لوس أنجلوس - محمد عبدالباقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 

-  نحصل على 15 مليار دولار من المشاهدين سنويا ونعيد استثمارها فى إنتاج محتوى متنوع يناسب احتياجات السوق المحلى.. صناعة وبث محتوى جيد هو السر لنجاحنا وبقائنا ولن نلاحق منافسينا بتقليدهم

 

- بدأنا فى عملية إنتاج أو مسلسل عربى فى البتراء بالأردن باسم «جين»

 

- تفاصيل كاملة لكواليس الشراكات والصراعات مع منافسيه فى سيلكون فالى وهوليوود

 
يعرف ريد هاستينجز فى هوليوود على أنه صديق الجميع.. ومن العادى عند دخولك مقر نتفليكس فى لوس أنجلوس أن تجده فى الردهة يعقد اجتماعات مع كبار الفنانين، وغالبا ما تتم الاتفاقات بشكل «كاجوال»، فهناك مقولة منتشره بين الموظفين وهى «فى نتفليكس ليس هناك بوابات خلفية» ويقصد بها شركات الإنتاج الأخرى فى هوليوود التى دائما ما يكون لها أبواب خلفية بعيدة عن أعين الصحفيين يدخل ويخرج منها النجوم وكبار موظفى الشركة.
 
قبل أن يبدأ معنا ريد هاستينجز الحوار بادر هو بسؤال: «كيف حال السينما فى مصر؟ أعتقد أن سينما دولة بهذا السحر لديها الكثير لكى تقوله وتبهر به العالم».
 
 
فتحنا مع هاستينجز ملفات كثيرة، منها رؤيته لمستقبل التليفزيون التقليدى وعلاقة نتفليكس بعالم الإنتاج، والصراع حول الاستحواذ على وقت وعقل المشاهد والدخول له من كل مكان. 
وإلى نص الحوار.. 

ما ردك عندما تسمع أنكم تسيطرون على عالم بث وإنتاج صناعة الترفيه فى العالم؟

 - هذا العام سوف نحصل على ١٥ مليار دولار من عملائنا، والأمر بعدها يتوقف على إذا ما كنا سوف نستخدم تلك الأموال فى تقديم خدمة أفضل لهم أم لا هذا ما يهمنا، ولهذا نحن نسأل أنفسنا مع كل إنتاج جديد، هل أنفقنا مال عملائنا جيدا؟ هل قدمنا عرضا يرغب الكثير من الناس فى مشاهدته وهل جودته مناسبة لتكلفته؟ صدقنى هذا هو الهدف. 
 
كما أننا دوما نحاول أن نطور المحتوى الخاص بنا باستخدام أموال عملائنا، ويمكنك أن ترى هذا فى المحتوى الذى نقوم على تطويره الآن حول العالم. فمثلا، العرض الأول لفيلم Love per Square Foot الذى أذعناه منذ فترة قصيرة حقق نجاحا ساحقا فى الهند، وهو ليس مفاجأة بالنسبة لنا لأن الفيلم يأخذ النمط الكلاسيكى لأفلام بوليوود، ولكن المفاجأة كانت نجاح الفيلم فى العالم كله وليس فقط فى الهند، وهذا النجاح دلالة على ما نحاول أن نحققه، وهو أن تصبح تدريجيا Netflix مكانا لجمع أفضل الحكاة والرواة فى العالم ومشاركة محتواهم فى كل مكان.
 
 
لكن مع هذا النجاح يظهر القلق بخصوص تعددية الأصوات، فإذا كان الجميع يشاهدون نتفليكس، ماذا سيعنى هذا بالنسبة للآخرين؟ ونحن حقيقة لا نعرف جوابا لهذا التساؤل، فكل تكنولوجيا لها جوانبها الجيدة وجوانبها غير الجيدة. 
 
الأمر يتوقف على ما إذا كنا ننوى أو لا ننوى التصرف كرقيب على ثقة الناس بنا ونطور من المحتوى الذى نقدمه للعالم وننشره حتى يشعر الناس بفائدة نتفليكس، ألا وهى رفاهية أن تشاهد هذا المحتوى فى أى مكان فى العالم، والتمتع بتجربة مشاهدة متميزة بدون إعلانات تقاطع مشاهدتك كل دقيقة وأخرى، وهذه المميزات تستحق معها أن تكون شركة بعينها تتمتع بالتأثير الأكبر على المشاهد، ولكننا يجب أن نكون صادقين وناضجين ومهتمين وتفاعليين، وإن نفعل ذلك سوف يكون بإمكاننا النجاح ليس فقط كمقدمين للترفيه فى العالم، ولكن أيضا كسبب لتطوره.

إذن أنت تتفق مع فرضية أن نتفليكس قد تكون السبب فى اختفاء التليفزيون التقليدى؟

 - لا إطلاقا، نحن فى كثير من الأحيان نشترى محتوى من تلك القنوات، ولكن عادات الناس تتغير، خلال خمسين عاما سوف يكون التليفزيون التقليدى أكثر محدودية وكثير من شبكاته سوف تتحول إلى شبكات تعمل بالإنترنت، تماما كـBBC التى بدأت كقناة إذاعية ثم توسعت فأصبحت قناة تليفزيونية، وكذا فعلت الكثير من شبكات الترفيه الأمريكية، فيجب دوما التوسع نحو التكنولوجيا الجديدة.

على مدار تاريخ التليفزيون وصناعة الأفلام هل سبق وكان هناك مثيل لحجم المحتوى الذى تقدمه نتفليكس؟ وكيف تضمن ثبات هذا الحجم من المحتوى مع قيمة الاشتراك الزهيدة لنتفليكس؟

 - نعم سبقنا فى ذلك شبكات ZDF وBBC حيث لديهما إنتاج هائل الحجم، كما أن حجم إنتاج ديزنى هو أكبر من إنتاجنا بكثير، ولكن السؤال هو كيف لنا أن نحافظ على هذا الإنتاج باشتراك منخفض قيمته ١٠ يورو؟ والإجابة هى أنه يتعين عليك فى تلك الحالة أن تحصل على العديد من الاشتراكات، ولهذا فنحن الآن نملك فوق المائة مليون مشترك، ولا أرى ما يمنع استمرارنا فى التوسع والنمو، حيث يكتشف مميزاتنا المزيد من الناس، وهكذا ندفع تكلفة إنتاجنا الضخم. 

هناك جدل فى هولندا أن الحكومة سوف تفرض قواعد جديدة تفرض فيها على نتفليكس الاستثمار فى الإنتاج المحلى مقابل العمل بحرية داخل الدولة؟

 - أعتقد أن ذلك وسيلة من قبل الحكومة لتشجيع الاستثمار فى المحتوى المحلى ومحاولة تعزيز الثقافة المحلية، ولهذا نحن متفهمون للهدف، فكيف لأى دولة أن تعرف إذا ما كانت نتفليكس أو يوتيوب أو أى شركة إنترنت أخرى تستثمر حقا فى ذلك المحتوى؟ ولهذا فإنه بيدنا أن نستثمر فى كل أنواع المحتوى فى أوروبا كما نفعل فى باقى أنحاء العالم كى يتم النظر إلينا كمواطنين صالحين، وبهذا تقل الحاجة لفرض الضوابط وأيا كانت القوانين سوف نحترمها، ولكن القاعدة العامة حول العالم هى تشجيع الاعتمادات الضريبية من أجل تشجيع الاستثمارات، وهى قاعدة ناجحة، والدول التى حاولت فرض قواعد ثابتة فى هذا الشأن مثل كندا لم تنجح فى صنع محتوى محلى قوى.
 
«أمازون» لديها محتوى فيديو لعملائها المميزين، كما أنه من المحتمل أن تشترى ديزنى فوكس، كما أن فيس بوك وآبل أيضا تحاولان صنع المزيد من محتوى الفيديو، الشركات الكبيرة كلها تحاول الحصول على حصة كبيرة​ فى هذا السوق.

كيف ترى صناعة الفيديو وبث الفيديو اليوم؟ وماذا تظن أنك بحاجة لتفعله كى تربح فى تلك السوق؟ وتحديدا كيف ترى المحتوى الذى تقدمه أمازون وديزنى؟

 - إذن سؤالك هو كيف أستمر فى الحياة فى حين أن جميع الكبار يحاولون قتلى؟ حسنا، نحن ننافس أمازون فى بث الفيديو منذ عقد من الزمان، وهى منافسة طويلة الأجل للغاية ونحن سعداء بالنجاح الذى حققناه، وهم أيضا شهدوا نجاحا خاصا بهم فلم نكن نحن الوحيدين، ولذا فإن استراتيجيتنا الأساسية هى تجاهل الجميع والتركيز على أنفسنا، إذا نحن قمنا بصنع أفلام ومسلسلات عظيمة فسوف يحبنا الجميع، وهكذا نستمر فى النجاح، ولكن إذا تشتتنا بمحاولة تقليد الآخرين فلن ننجح أبدا، ما يجب علينا فعله هو الفوز عن طريق التركيز على ما نفعله، فى حين أن استراتيجتهم للفوز هى التوسع، استراتيجية القليل من كل شىء، ونحن لا يمكننا تقليد هذا النموذج أو النجاح فيه، ولكننا يمكننا أن نكون أفضل فيما نقدمه لأن قوتهم هى الاتساع، قوتنا هى التخصص.

ولكن تبث أمازون الآن بثا حيا للرياضة.. هل تظن أن الرياضة يمكن أن تكون من ضمن خطط نتفليكس؟

 - لا نقلد الآخرين لمجرد ملاحقتهم، لن نبث بثا حيا للرياضة، فنحن نفعل الشىء الخاص بنا، ألا وهو بث الأفلام والمسلسلات الجيدة، وليس شيئا آخر، ونحن لدينا الكثير مما نحب تحقيقه فى مجالنا، ولهذا فنحن لا نحب أن ننسخ الآخرين هذه استراتيجية ليست صحيحة بالمرة. 

كثر الحديث عن ردود أفعال معارضة تجاه الصناعات التقنية بشكل عام وليس نتفليكس تحديدا.. هل أنت قلق من احتمال الشراكة بين Fox وDisney خصوصا أنها مصدر قلق فى سوق الترفيه والتكنولوجيا.. ما هو رد فعلكم؟

 - بإمكاننا أن نتكلم بنضج مع منافسينا، فلا مشكلة هنالك. السؤال الحقيقى هو هل فوكس وديزنى هما حقا أكبر تهديداتنا؟ لا أعرف، لا يمكننى الجزم ولا أظن ذلك. الشركتان من المنتجين الكبار، ومعا سوف يصبحان منتجا أضخم حجما بكثير، ولكن أغلب الظن أن التهديد سوف يأتى فى صورة تقاعس أو تكاسل من جانبنا نحن، إنه من الرائع أننا حظينا بذلك النجاح المبكر، ولكن من السهل جدا على أى شركة أن تفقد مميزاتها، ولهذا فإن ما علينا فعله هو أن نجاهد كى نقدم دوما شيئا أكثر مما يقدمه غيرنا، وهنا يجب أن أقول لك إنه مع وجودنا بهذا الحجم فلا يتوقع إقبال الناس على مشاهدة الآخرين، ففى الولايات المتحدة نحن موجودون فى ٥٠ مليون منزل وهم فى تزايد، وبالرغم ذلك مشاهدو شبكة HBO فى تزايد، لهذا أقول إن هذه ليست معادلة خاسر وفائز ولكن المجال يتسع للكثيرين، ولكن كيف تدير ذلك هو الأساس. 

ماذا عن الخطط بشأن إنتاج دراما تليفزيونية عربية؟

 - اللغة العربية هى أحد أغنى اللغات فى الرواية والقصص، ونحن بدأنا فى عملية إنتاج أو مسلسل عربى فى البتراء بالأردن، باسم «جين» وما يعجبنى فى هذا العرض هو أنه ليس عرضا سياسيا، فهو ليس واحدا من تلك المواد السياسية التى يناقشها الجميع، ولكنه يناقش ديناميكيات الأسرة العربية ومشاكلها اليومية وحياتها، والغرض منه خلق مساحة تفاهم بين الثقافات، البشر فى جميع أنحاء العالم سواء ومتشابهين فى مخاوفهم وتحفظاتهم وآمالهم، ولكننا ننقسم بفعل عوامل خارجة عنا، ولهذا أعتقد أن العرض سوف يكون مشوقا جدا.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة