ماذا قال رئيس الكتاب العرب فى رسالته للشعراء احتفالا بيومهم العالمى؟

الثلاثاء، 20 مارس 2018 01:08 م
ماذا قال رئيس الكتاب العرب فى رسالته للشعراء احتفالا بيومهم العالمى؟ الشاعر الكبير حبيب الصايغ
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 وجه الشاعر حبيب الصايغ، الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، بمناسبة اليوم العالمى للشعر التى تصادف  غد الأربعاء، رسالة إلى الشعراء العرب قال فيهاا:

زمن حياة الشعر، هذا هو وصف الوقت العربى الراهن باختصار، وعلى الشعراء الالتفات إلى هذه الحقيقة، انطلاقا من أن كل زمن هو زمن حياة الشعر فى مطلق العبارة ومحددها، فكيف بالزمن العربى الحاضر، حيث الحركة الشرسة المستميتة لكل ما يضاد الشعر ويعمل على هدم فكرته؟ العرب اليوم أحوج إلى حياة الشعر التى تستمد قوتها وديمومتها من شعر الحياة، فيا أيها الشعراء عودوا إلى الشعر، بيتكم وسقفكم والأفق الأبعد الرحيب. عودوا إلى الشعر أى عودوا إلى أعماركم وأرواحكم وأنفسكم. عودوا إلى الشعر صدقا وإخلاصا وإبداعا وإتقانا. عودوا أيها الشعراء إلى الشعر الخالص والفن الصافى الشفيف الغميق. عودوا إلى الشعر الذى تصل رسائله إلى الروح كلما حلق بعيدا وعاليا، وكلما غمس الشاعر قلمه فى حبر القلب، أو اصطاد بصنارة الشغف كائنات يقظته وغيبوبته.

الشعر حياتكم أيها الشعراء، وفى احيائه حياة الحياة. الشعر الهويةً والهواية والهوى. العذاب والعذوبة والفرح. الشعر يوم الاعتداد ومستقبل العلاقة، فعودوا إلى الشعر يا أيها الشعراء. لا تصدقوا الإشاعة المغرضة التى تروج لموت الشعر، فالشعر طقس الطقوس وإن بدا مناخا متقلبا. ليس الموسم ولا يتناغم مع الموسمى. ليس الطارئ وإن جاء، كعادته الأزلية، على جناحين من غفلة وبغتة.

الشعر وصف ما لا يوصف، فلا تسلك فى سبيله الطرق السهلة أو الوعرة. المكان البهى بين سلالم السلاسة والصعوبة، فلا يقبل إلا الصعب، ولا يمكن أن يكون رهينا للمجانى والمبتذل. هذه دعوة إلى شعر الحياة وحياة الشعر.. شعر الحياة حتى ونحن نكتب فى موضوعنا المفضل: الموت.

وإذا كان الشعر بالنسبة إلينا، نحن الشعراء، الحديث اليومى، والحلم الذى لا ينقطع، الحلم الذى لا يتحقق كلما تحقق، فإن علينا توضيح " هذه الروح " وإيصال معناها إلى العرب من الماء إلى الماء، وإلى العالم، فلماذا لا تعودون أيها الشعراء إلى الشعر، أى إلى أنفسكم، حيث الكتابة المبادرة والمثابرة والعمل والأمل، وحيث الشعر ذوب المهج فى حفلة لقاء مفارق، ونشيد الأجيال محتشدا بين كل عاصفة ونسمة، وبين كل صرخة وهمسة. كتابة ما لم يكتب، وقول ما لم يقل. قول ما لا يقال..

بعد طغيان الكلام عن الشعر وحول الشعر، لا بد من العودة إلى الينبوع الأول واليقين الأول، الشعر نفسه، الشعر الخالص، نحو إخلاص أبعد، ونحو خلاص لا يحد. العودة إلى القصيدة فى أفق حياة الشعر وشعر الحياة هى الرسالة التى يجب أن تكتب وتقال وتردد وتغنى وتدخل فى الموسيقى والرسم والنحت، ولا تمل.

فى يومكم العالمى أيها الشعراء: كل عام وأنتم بخير، وكل عام والشعر حى ويحرض على الحياة، ويبعث فى الحياة الحياة.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة