أتعجب كثيرا وأنا أرى البعض منا يحاول أن ينتهز أى فرصة للهجوم على الدولة أو مؤسساتها أو الرئيس، وأنا أتحدث عن هجوم وليس عن نقد، فنقد الرئيس ومؤسسات الدولة نقدا موضوعيا هو حق لكل مواطن، كذلك الرئيس والحكومة ليسوا آلهة، وبالتالى لديهم أخطاء يمكن ذكرها وتذكيرهم بها، وهذا واجب على كل صاحب ضمير وطنى حى.
لكن أنا أرى البعض يحاول أن يتخذ أى أمر، كبيرا كان أو صغيرا، كى يسفه من إنجازات الدولة، ولا يرى أبدا أى شىء إيجابى!! ويتضح لى أن هدف هؤلاء ليس النقد، وإنما الهدم لأسباب تختلف من واحد إلى الآخر.
بعض المصريين على مواقع التواصل الاجتماعى يسبون بأبشع الألفاظ كل رموز الدولة بلا استثناء، ده غير بقى الكام واحد اللى قطر وتركيا مستأجراهم.
أعتقد إن وقت المعركة لا يوجد غير موقف واحد وهو الوقوف خلف من يحاربون من أجلنا، ولا أقول الوقوف خلف أشخاص لنيل مكسب سياسى، وإنما أقول خلف من يخرج من بيته وهو لا يعرف أن كان سيعود أم لا.
وهى معادلة لا تحتاج إلى أى اجتهاد ابنى وابن أخى وجارى بعد أن انتهى من دراسته الثانوية بنينا له بأموالنا كلية اسمها الكلية الحربية وأكاديمية الشرطة، واشترينا لهم الملابس والغذاء ومناهج التعليم وفرضنا عليهم حياة مختلفة بها الكثير من الانضباط وعدم التمتع بالرفاهية المدنية، ثم بعد أن تخرجوا اشترينا بأموالنا أسلحة ومعدات دربناهم عليها وسلمناهم الحدود المصرية وأمن بلادنا فى الخارج والداخل، طيب ولادنا صنع أيدينا وبأموالنا ومش عاوزنى أفخر بيهم؟ طيب هما مش رايحين على شمال سيناء عشان مؤتمر تأييد للرئيس، دول رايحين يحاربوا ناس كفرة علشان حضرتك تقعد فى القاهرة وفى باقى المحافظات مرتاح.
طيب دول ماعندهمش رفاهية الاختيار وكتير منهم بيموت أو بيصاب بإصابات لا تفارقه مدى الحياة!! يبقى إزاى مش عاوزنى أقف وراهم؟
طب إيه رأيك تبادل هما يبقوا فى المعارضة وأنت روح شمال سيناء حارب.
يا إخوانا البعض منا وصل معه الخلاف مع أشخاص إلى الاختلاف على الوطن، هناك فرق كبير بين أى قضية فى مصر يمكن أن تحتمل آراء كثيرة وبين قضية الدفاع عن الأرض، إن كل اختلاف فى هذا التوقيت على هذه العمليات هو فى صالح أعدائنا، «وبالقطع أنا لا أنكر الحق فى الاختلاف فى القضايا الأخرى».
لكن يبدو أن كره البعض منا لأشخاص بيننا جعلهم يخلطون بين الوطن والأشخاص، الوطن باق والأشخاص زائلون، وسيحسب عليكم جميعا أن وقت أن كانت دماء أبنائنا تسيل على الحدود المصرية كنتم تختلفون فى الداخل.
والآن وفى هذه الأيام نتطلع جميعا إلى رب العباد أن يحفظ أبناءنا وهم فى هذه الحرب التى لم نخترها، وهى حرب صعبة، لأنك تحارب أناسا «مصريين» هم منا وأهلهم يعيشون بيننا، لكن للأسف أصبحوا أجسادا بفكر شيطانى وقودهم الدماء.
أيضا تحارب أموالا تأتى إلى هؤلاء، والأموال أيها السادة لا تأتى من أفراد، وإنما تأتى من دول والتسليح والسيارات الكبيرة والذخيرة لا يمكن لأفراد أن يحصلوا عليها إلا إذا كان ذلك برعاية دول، والمعلومات وأجهزة الاتصال لا تباع فى المحلات، وإنما تملكها أجهزة دول، إذا فأنت لا تحارب من هم على الأرض أنت تحارب من هم خلفهم.
كذلك أرض المعركة غير ممهدة فهم يختبئون تارة بين الأبرياء وتارة فى وديان الصحراء فكل حركة من جانبك محسوبة عليك تحاول بقدر المستطاع ألا تظلم بريئا، لكنى أتخيل أيضا أن هناك من سقطوا خطأ نتيجة هذه العمليات، وأيضا التضييق الأمنى على أهلنا هناك أعتقد أنه ليس بالشىء السهل.
فكر كده وبهدوء ما هى مصلحة من يحكمون البلد، لا فى سرقة ولا طمع فى الحكم؟ حرب على أكثر من جبهة واقتصاد محتاج معجزة، وشعب بيزيد ٢ مليون نسمة فى السنة، والأهم من كل ده بيموت منه كل يوم زهرة شبابه.
لكن الله غالب، كتبت علينا الحرب ولم نخترها، وكتبت علينا بهذه المعطيات ولم نضع لها أى معطيات سوى أن نخوضها وننتصر فيها.
إننا لا نحارب بجيشنا من أجل الشعب المصرى فقط، لكن وبعيدا عن أى مبالغة نحن نحارب نيابة عن الإنسانية كلها، فلو أن أيا من هؤلاء استطاع عبور المتوسط ووضع حزام ناسف على جسده فى أى شارع من شوارع أوروبا لسقط مئات الضحايا فى ثوان.
إن هناك أياما فارقة فى حياة ومصير شعوبها، وأعتقد أننا نمر بهذه الأيام، وسيكتب التاريخ بأحرف من نور أسماء هذا الجيل من القوات المسلحة والشرطة وأمهاتهم وزوجاتهم وأبنائهم، كل هؤلاء الذين ذاقوا من نار الإرهاب من أجل رفعة بلادنا.
كفاية هرى وخلونا نفكر بالعقل، انتقد كما تشاء ولا تسمح لأحد أن يمنعك من ذلك، لكن المصريين كلهم لن يسمحوا بهدم بلادهم مرة أخرى وللأسف من ناس هنا منا وبيننا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة