فى تحدٍ صريح من الولايات المتحدة الأمريكية لمبدأ "الصين واحد"، وذلك بعد موافقة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على قانون يعزز العلاقات بين الولايات المتحدة وجزيرة تايوان التى تعتبرها بكين جزءا لا يتجزأ من أراضيها، ويشجع قانون السفر الى تايوان الذى وافق عليه مجلسا النواب والشيوخ، والمسئولين الامريكيين من كل المستويات على السفر الى تايوان للقاء نظرائهم، والعكس بالعكس.
وتعليقا على القانون، قال لو كانج المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، إنه "انتهاك صارخ" لمبدأ الصين الواحدة وقد أرسل "إشارات خاطئة إلى القوى الانفصالية المؤيدة للاستقلال فى تايوان". مضيفا: "الصين تعارض ذلك بشدة.
وأعربت وزارة الدفاع الصينية، عن احتجاجها الشديد بصدد تبنى الولايات المتحدة "قانون السفر إلى تايوان" الذى يمكن اعتباره تدخلا بشئونها الداخلية وتهديدا لتنمية العلاقات بين القوات المسلحة الصينية والأمريكية.
وقال الممثل الرسمى لوزارة الدفاع الصينية، وو تشيان، إن الولايات المتحدة وقعت يوم 16 مارس الماضى "قانون السفر إلى تايوان"، مشيرا إلى أن القوات المسلحة الصينية تعارض هذا بشدة".
وشدد وو تشيان، على أن تايوان جزء من الصين وقضية تايوان تتعلق بالشئون الداخلية للصين.
وأضاف المتحدث باسم وزارة الدفاع، أن هذا القانون يعد انتهاكا خطيرا لمبدأ "صين واحدة "وأحكام البيانات الثلاثة المشتركة بين الصين والولايات المتحدة، فضلا عن كونه تدخلا بالسياسة الداخلية للصين وهو أمر يضر بتنمية العلاقات بين القوات المسلحة للبلدين.
وتعترف الولايات المتحدة منذ عام 1979 بتايوان كجزء من "صين واحدة" ولكن ترامب آثار احتجاجا دبلوماسيا من قبل الصين بقبوله تهنئة هاتفية على انتخابه من رئيسة تايوان تساى إينغ وين فى الثانى من ديسمبر.
وقطعت الولايات المتحدة علاقاتها الدبلوماسية مع تايوان فى 1979 ارضاء لبكين. لكنها أبقت على علاقات تجارية مع الجزيرة وتبيعها أسلحة مما يثير استياء الصين دائما.
وتعتبر الصين تايوان المستقلة بحكم الأمر الواقع، إقليما متمردا يشكل جزءا لا يتجزأ من اراضيها. وقد قطعت كل الاتصالات الرسمية مع تايبيه لرفض رئيستها تساى انغ ون الاعتراف بالجزيرة الديموقراطية جزءا من "صين واحدة".
ووصف القانون الأمريكى الجديد تايوان بأنها منارة للديمقراطية، مؤكدا على أن إنجازات تايوان الديمقراطية تشكل مصدرًا وحيًا لعدد من دول وشعوب المنطقة.
ورحب السناتور جيم اينهوف بهذه الخطوة، مؤكدًا على أن الاجتماعات على مستوى عال، متابعًا: "تبقى ثمينة جدا وخصوصا مع مواصلة الصين مطالبها فى بحر الصين الجنوبى"، ووصف القانون بأنه: "أداة مهمة بينما نواصل التأكد من أن تايوان تملك القدرة على الدفاع عن نفسها وتبقى حليفة ملتزمة للولايات المتحدة فى المنطقة".
وكانت بكين وجهت فى الخامس من مارس تحذيرا إلى تايوان من أنها لن تتغاضى أبدا عن أى مخططات انفصالية، وجاء هذا التحذير فى تقرير عمل الحكومة الصينية الذى قدمه رئيس الحكومة لى كه تشيانج خلال الجلسة الافتتاحية للمجلس الوطنى الـ13 لنواب الشعب الصينى، وهو البرلمان الذى يسيطر عليه الحزب الشيوعى.