أحمد إبراهيم الشريف

لماذا يحب المصريون توم هانكس؟

الجمعة، 16 مارس 2018 02:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كثير من الأصدقاء لا يبخلون على أنفسهم بالتصريح بأنهم يحبون النجم الأمريكى توم هانكس، ويتجاوزون معه دائرة الضوء وما كتبه السيناريست وما طلبه المخرج ، ليضفوا هالة من الإنسانية العالمية على هذا الرجل ، ويرونه نموذج "الكائن المتحضر" الذى استطاع أن ينقذ نفسه من شوائب الهمجية الأمريكية .. فلماذا يحب المصريون توم هانكس ؟
 
ذات مرة كنت أشاهد برنامجا تليفزيونيا أمريكيا تقوم فكرته على أساس أن يقضى أحد النجوم الكبار يوما مع أحد أبنائه ، وفى الحلقة التى شاهدتها، كان النجم توم هانكس وابنته "إليزابيث" التى كانت فى نحو العاشرة من عمرها هما بطلا الحلقة، الكاميرا تتبع "توم"  منذ الصباح، استعدادا لمشاركة ابنته فى إحدى المسابقات المدرسية، أعد لها إفطارا خفيفا وصفف لها شعرها فى تسريحة تحبها، واختار معها فستانها، وذهبا إلى المدرسة للمشاركة فى هذه المسابقة، وكانت المفاجأة بالنسبة إلىَّ فى النهاية أن ابنته لم تفز وأنهما عادا والطفلة تحمل فى يدها باقة ورد.
 
منذ شاهدت هذا البرنامج وأنا أحب توم هانكس ، وصرت أتفهم جيدا أنه ، بالنسبة للكثيرين ،  يتجاوز فكرة الممثل الكبير ، ويدخل معهم فى دائرة إنسانية عالمية ربما لا يعرفها الكثيرون من العاملين فى مجال الفن الباحثين عن الشهرة فقط من خلال الإبهار الخارجى ، بينما يعتمد هو على  كشف جوهر الصفات والأخلاق الإنسانية البسيطة مثل الحب والانتماء والمقاومة وحتى الضعف والبكاء.
 
وفى رأيى أن توم هانكس راهن على ذلك منذ البداية، وأن  فيلم "فيلادلفيا" الذى حصل عنه على جائزته الأولى للأوسكار سنة 1994، كان دليلا قويا على مستقبله الإنسانى واختياراته وانحيازاته التى لم يتنازل عنها بعد ذلك ، أما أفلامه "فورست جامب" حصل من خلاله على الأوسكار الثانى سنة 1995، فهو قصيدة طويلة فى تمجيد الإنسان ، أما "حب فى الإيميل" فهو قمة الاستماع إلى صوت القلب،  بالطبع  لا يمكن استعراض جميع أفلام توم هانكس، لكن يمكن بسهولة ملاحظة شخصية الجنتلمان، الذى يُحسّن كثيرا من صورة الشخصية الأمريكية، ويجعلنا نؤمن بأن الأمريكان ليسوا جميعا على شاكلة جورج بوش أو ترامب.
إذن ما فعله توم هانكس، ربما دون وعى منه ، هو الاستماع إلى صوت القلب ، فى تحد للصخب الكبير الذى يحدثه العقل العالمى "الجاف" ، الذى يطالبنا طوال الوقت بالانحياز إلى الأقوى لننجو، وأن نترك أصحاب الأفكار "العاطفية" وحيدين منبوذين لأنه لا مكان لهم فى العولمة الحديثة . 
 
 أنا واحد من هؤلاء الناس الذين يحبون توم هانكس ويدركون جيدا أنه مسئول عن نقطة مهمة جدا فى "الحياة" يسمونها الإنسانية .            
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة