365 يوماً من السعادة والثقافة والفنون الشعبية والتشكيلية شهدتها محافظة الأقصر، منذ إعلان الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة السابق، عن تفاصيل الحدث العربى المميز من ساحة معبد الأقصر، حتى الوصول لهذه الأيام وبدء الفعاليات الختامية حتى 18 مارس الجارى بتنظيم حفل ختام تاريخى بساحة معابد الكرنك لتسليم شعلة الثقافة العربية لمدينة وجدة المغربية وتنظيم حفل للفنان الكبير محمد منير.
ومنذ انتقال شعلة عاصمة الثقافة العربية فى مارس العام الماضى من مدينة صفاقس التونسية إلى الأقصر، تم تتويج عاصمة مصر فى العصور الفرعونية لتصبح مركزا ثقافيا وفنيا منيرا على مدار عام كامل من الفعاليات التى نظمتها وزارة الثقافة والهيئة العامة لقصور الثقافة، وعقد ليالى ثقافية مصرية وعربية متنوعة ومعارض للكتب فى جميع أنحاء المحافظة.
وتم تنظيم أكثر من 100 فعالية ثقافية وفنية تنوعت ما بين معارض الكتب والملتقيات الثقافية والأدبية ومعارض الفنون التشكيلية والعروض المسرحية وورش الأطفال والعروض السينمائية وعدد من المهرجانات والملتقيات الدولية، بمشاركة عربية متميزة على مدار العام، انصهرت خلالها الثقافات العربية فى بوتقة التاريخ والحضارة المصرية بالمواقع الأثرية الفرعونية الخالدة.
بدأت فعاليات تنصيب (الأقصر عاصمة للثقافة العربية) فى مارس العام الماضى عبر 7 ليالى ثقافية وفنية ساحرة، حيث تعد مدينة طيبة مهد الحضارات والأدب والفنون والثقافة والتطور الفنى على مر العصور، ومن طيبة انطلق المصريون القدماء فى بناء أعظم حضارة فرعونية فى التاريخ، وعاشت الأقصر خلال شهر مارس العام الماضى 7 أيام من السعادة والفن والطرب الأصيل والعروض الثقافية بمختلف أنحاء المحافظة.
وشهدت ساحة معابد الكرنك الفرعونية التاريخية حفلات مميزة لنجوم الطرب المصرى والعربى احتفالاً بهذا التنصيب، ففى اليوم الأول تسلم محافظ الأقصر ووزير الثقافة "شعلة الثقافة العربية" من مدينة صفاقس التونسية، وأعلن الوزير إطلاق شارة البدء للفعاليات الفنية الساحرة التى بدء فيها الفنان التونسى محمد الجبالى الذى قدم فقرة غنائية ساهرة خلال الحفل، بأغان مميزة، وقدم ابن عاصمة الثقافة العربية السابقة تونس عدد من الأغانى المميزة منها: "لامونى اللى غاروا منى، وعلى الله تعود على الله، وأهواك وأتمنى لو أنساك"، فيما تألق الفنان مدحت صالح، بفعاليات فقرته الفنية بأغنية "زى ما هيا بحبها" من فيلم مافيا، وسط حماس وتشجيع الجمهور والحضور.
كما شهدت الليالى الفنية السبعة بالأقصر حفلات فنية وتراثية وثقافية مميزة بساحة معبد الكرنك، وتم تنظيم حفل للموسيقى العربية بمشاركة مجموعة من فنانى دار الأوبرا، وحفل موسيقى عربية بمشاركة الفنان محمد الحلو ومجموعة من فنانى دار الأوبرا، وحفل للفنون الشعبية والفلكلورية وفرقة رضا للفنون الشعبية، وحفل أخير بمشاركة الفنانة كريمة الصقلى ومجموعة من فنانى دار الأوبرا، بخلاف الفعاليات خارج ساحة الكرنك وفى المنابر الثقافية المنتشرة بكافة أرجاء المحافظة.
وخلال الـ365 يوماً شهدت محافظة الأقصر تنظيم ما يزيد عن 15 ندوة ثقافية، منها "رحلة أمير فى أوائل القرن العشرين" و"التأثيرات المتبادلة بين الثقافتين الكويتية والمصرية ودور ذلك فى الإرتقاء بالثقافة العربية"وشارك بهما الدكتور طلال سعيد الرميضى "أمين عام رابطة الأدباء الكويتين" والدكتور عايد عتيق جريد "الاستاذ بجامعة الكويت" ومن مصر الدكتور حاتم ربيع أمين عام الملجس العلى للثقافة، والدكتور أحمد الشوكى رئيس دار الكتب والوثائق المصرية، والدكتور رضوان عبد الراضى استاذ الآثار المصرية الفرعونية بجامعة أسوان، ووضمن برنامج امسيات رواد العواصم العربية عقدت ندوة "التأثيرات المتبادلة بين الثقافتين الفلسطينية والمصرية" شارك بها سفير فلسطين بالقاهرة دياب اللوح والروائى الفلسطينى ناجى الناجى ومن مصر الكاتب الكبير يوسف القعيد والدكتور إبراهيم البجراوى، إلى جانب ندوتين عن سلطة عمان والأردن بمشاركة أدباء من البلدين.
كما عقدت ندوات عن محافظة الأقصر بهدف التعريف بها وبتاريخا وأثرها فى الثقافة المصرية والعربية منها "مقتطفات من تاريخ الأقصر" شارك بها الدكتور أحمد الشربينى – أستاذ التاريخ الحديث بجامعة القاهرة، والدكتور خالد غريب –كلية الآثار والدكتور جمال عبد الرحيم، "إرهاصات لعلم النفس فى الثقافة المصرية القديمة والحديثة بالأقصر" شارك بها الدكتور عبد الستار ابراهيم والدكتور ايمن عامر والدكتورة رضوى السيد، "واقع الثقافة فى الصعيد" شارك بها الدكتور أحمد درويش، الدكتور محمد أبو الفضل بدران، الدكتور شريف الجيار، الشاعر والإعلامى جمال الشاعر والمترجم الحسين الخضيري، إلى جانب ندوة بعنوان "إنجازات رجال الفكر الإسلامى والمسيحى"، والتى تناول المحور الأول منها جوانب من حياة الإمام الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر، أم المحور الثانى تناول الأنبا مرقس – مطران الأقصر وإسنا وعلاقته بأطياف المجتمع، وندوة بعنوان "التأثيرات المتبادلة بين الثقافتين العربية والأفريقية"، "المورث السعبى السعودى" ألقاها سعد الثنيان "السعودية".
وأقيمت 5 أمسيات شعرية شارك بها عدد من الشعراء المصريين والعرب، منهم أمجد سعيد "العراق"، الثريا رمضان ورضا العبيدى "تونس"، رنا عزام، الحسانى حسن عبد الله، السماح عبد الله، محمد الشهاوى، صلاح اللقانى "مصر"، كما نظمت 9 معارض للفنون التشكيلية شارك فيها فنانون من مصر ومن مختلف الدول العربية، كالسعودية ولبنان وليبيا وتونس والعراق، اليمن، سوريا، الكويت، إلى جانب إقامة معرضين للكتاب، ومشاركة تونس بمعرض للكتب التونسية بمعرض الكتاب الذى اقيم فى شهر اكتوبر، وقُدمت 10 عروض مسرحية مصرية وعربية هي" قواعد العشق 40 "، "خالتى صفية والدير"، "كأنك تراه"، "الليلة الكبيرة"، "أرجوز كسلان"، "هفتان وريان"، "بنت السيرك"، ومن السودان مسرحية "صبية بلا ذاكرة"، ومن تونس "حس الخيوط" و العرض الموسيقى "الزيارة".
وعلى مدار الـ365 يوماً قدمت فرق الفنون والآلات الشعبية والتى تعبر عن الفنون والثقافة المصرية من أقصاها إلى أنها بعروضها الفنية المتميزة بمدينة الأقصر، حيث شاركت فرق" القومية، قنا، الأقصر، فرقه الوادى الجديد، سوهاج، أسوان" للفنون الشعبية، والقصير للفنون التلقائية، وأسيوط للآلات الشعبية، والأقصر للموسيقى العربية، كما نظم حفل لفرقة الولوية المصرية بقيادة الفناد عامر التونى، وحفل آخر للتواشيح والابتهالات الدينية للشيح محمود التهامى وفرقته، وفرقة الأصالة من المملكة العربية السعودية إلى جانب ذلك أقيم مهرجان التحطيب ومهرجان الألعاب الشعبية، ونظمت العروض والحفلات بساحة أبو الحجاج ومكتبة مصر العامة وقصر ثقافة الأقصر ولقيت إقبالا جماهيريا كبيرا.
كما أقيمت عدة فعاليات متنوعة ومنها مهرجان الطبول والفنون "حوار الطبول من أجل السلام"، ملتقى الخط العربى بمشاركة 21 دولة عربية وأجنبية، ملتقى الشارقة الرابع عشر "القصة القصيرة ورهان التجديد" بحضور عبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة بالشارقة والدكتور على أحمد الشحى – الملحق الثقافى بسفارة دولة الإمارات بمصر، الملتقى الدولى السادس للمأثورات الشعبية، تراث النخلة، الدورة الأولى لمؤتمر "الشباب فى الإصلاح الثقافى.. مصر بشبابها أقوى" بمشاركة 250 شابا، صالون الجنوب الدولى الخامس بمشاركة 260 فنانا من مصر والدول العربية والأجنبية، الملتقى الدولى الأول لفنون الجرفيك بمشاركة 20 فنانا من مصر والأردن وتونس والمغرب، المؤتمر الدولى الثالث للفنون التشكيلية وخدمة المجتمع تحت عنوان "الفن والهوية بين التراث والمعاصرة، بمشاركة 165 مشارك من 7 دول، ملتقى الأقصر الدولى للتصوير، وعرضت أفلام المهرجان القومى للسينما المصرية فى دورته الـ 21 للمرة الأولى بقصر ثقافة الأقصر ومكتبة مصر العامة، والأفلام المشاركة فى ملتقى القاهرة الدولى للرسوم المتحركة، إلى جانب عرض فيلمى "شبابك الجنة" و"سلمى" من تونس، وعرض العديد من الأفلام التسجيلية.
كما أقيمت حفلات فنية لبيت العود، وفرقة أنغام الشباب، وفرقة دار الغرناطية من الجزائر وأقيمت أسابيع ثقافية وفنية وندوات لعدة دول عربية منها تونس، السعودية، موريتنيا، ليبيا، الكويت سلطنة عمان، الأردن، إلى جانب إقامة ورش للفنون التراثية والتقليدية للطفل والمرأة، وشاركت الفرقة الصينية "لمقاطعة جوانج توج" بعروض فنية وغنائية أبهرت الجمهور.
وفى هذا الصدد، قال محمد بدر، محافظ الأقصر، إن المحافظة كانت عروس العالم العربى فنياً وثقافياً خلال الـ365 يوماً الماضية، عبر تنصيبها عاصمة للثقافة العربية والتى تم الاستعداد لها بصورة جيدة مع بداية العام الماضي، وكذلك الاستعداد للختام خلال تلك الأيام، موضحاً أن الأقصر استحقت هذا التنصيب العربى لكونها منارة تاريخية ولها تاريخ ثقافى وحضارى وفنى وفرعونى مميز على أرض مصر والعالم العربى بأكمله، وتمتلك كافة مقومات التى تجعلها أكبر مدينة قادرة على استضافة كل الأحداث العالمية والعربية، ونجحت بكل قوة خلال كل فعاليات وورشة عمل ومعرض وعرض فنى فى الميادين والشوارع وأكدت للعالم العربى أنها عاصمة حقيقية للثقافة على مر التاريخ.
وأضاف المحافظ، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الأقصر عاشت 365 يوماً من السحر والفعاليات المميزة منذ تسلمت الشعلة فى حفلة تاريخى حتى تسليم الشعلة لمدينة وجدة المغربية فى حفل تاريخى يوم 18 مارس الجارى أيضاً، مؤكداً أن كافة ضيوف مصر والأقصر من العالم العربى دخلوا فى عالم من الجمال والمحبة والسعادة خلال زياراتهم المتكررة فى العام الماضي، ومازالت الأقصر مستمرة فى دورها الريادى التاريخى حول العالم العربى خلال الفترة المقبلة.
وأوضح محمد بدر، أن الأقصر استحقت عن جدارة هذا التنصيب العربى لكونها مدينة التاريخ والحضارة التى تمتد جذورها فى أعماق التاريخ شاهدة على عظمة الإنسان المصرى الذى سما بعلومه وفنونه منذ سبعة آلاف سنة، حيث إن الفعاليات شملت قيام قطاع الفنون التشكيلية بإصدار مطبوعات خاصة بفعاليات الاحتفاليات وتشمل (كتالوج – بانر – بوستر – دعوة)، وإقامة معارض مميزة للأنشطة الثقافية والفنية، وأقيمت ورش فنية مصاحبة لفعاليات الاحتفالية وتحت إشراف قطاع الفنون التشكيلية، وقامت الهيئة العامة للكتاب بدار الكتب والوثائق القومية بالتعاون مع مكتبة مصر العامة بعمل منفذ لتوزيع كتب ومنتجات وزارة الثقافة داخل حرم المكتبة طول العام، وأهدت الهيئة العامة لقصور الثقافة من خلال فرع ثقافة الأقصر حوالى 3 آلاف نسخة من إصدارات الهيئة لتوزيعها على رواد أنشطة الهيئة خلال الاحتفالية.
الأقصر عاصمة الثقافة العربية فى 365 يوماً من مارس 2017 حتى مارس 2018
جانب من فعاليات انطلاق تنصيب الأقصر عاصمة للثقافة العربية
بانرات ختام الفعاليات تنتشر بشوارع مدينة الأقصر
جانب من بانرات الفعاليات الختامية للأقصر عاصمة الثقافة العربية
الثقافة تعلن تنظيم أكثر من 100 فعالية ثقافية وفنية ومعارض كتب وفنون تشكيلية وليالى ثقافية عربية على أرض طيبة
عروض مميزة فى الفعاليات على مدار العام بمحافظة الاقصر
محمد بدر يؤكد أن الأقصر استحقت هذا التنصيب لتاريخها الحضارى والفرعونى والثقافى منذ آلاف السنين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة