"لغز حرائق" القرية 17 بكفر الشيخ.. تبدأ فى غرف مغلقة.. والأهالى حائرون.. عائلة الصيفى تروى مأساتها.. والأهالى: "نبيت فى الشارع خوفاً من النيران".. ونائب الدائرة يفجر مفاجأة: التنقيب عن الآثار هو السبب

الخميس، 15 مارس 2018 11:00 ص
"لغز حرائق" القرية 17 بكفر الشيخ.. تبدأ فى غرف مغلقة.. والأهالى حائرون.. عائلة الصيفى تروى مأساتها.. والأهالى: "نبيت فى الشارع خوفاً من النيران".. ونائب الدائرة يفجر مفاجأة: التنقيب عن الآثار هو السبب "لغز حرائق" القرية 17 بكفر الشيخ
تحقيق - هدى زكريا - محمود حسن تصوير - حازم عبدالصمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- الأهالى: «علاء حسانين قال لنا حد فيكم ضرب جن فى صورة قطة وبينتقم منكم.. وخلصتكم من 80% من شره»

- مجمع البحوث الإسلامية: الجان لا يؤذى ولا يحرق ولا يتمثل فى صور حيوانات.. ونقول للأهالى احذروا المشعوذين والدجالين

بين الحين والآخر يتجدد الحديث عن نشوب حرائق فى منازل بعض القرى بمحافظات مصر المختلفة، وكان آخر تلك الوقائع ما شهدته القرية 17 التابعة لقرية الأبعادية بمركز الحامول، محافظة كفر الشيخ، السيناريوهات الأولية لما يحدث وفقا لتفسيرات الأهالى، تذهب لمزاعم عدة، على رأسها تدخل الجان فى إشعال النيران فى البيوت، ولعل هذا هو التصور الأول الذى يقفز إلى ذهنك أيضا فور سماع أخبار الحرائق المجهولة التى انشغل الإعلام بالحديث عنها طيلة الأيام الماضية فى القرية سابقة الذكر، بالإضافة لاعتقادات أخرى تجتهد فى وضعها إذ ربما تجد فيها ضالتك لتفسير ما يحدث وحل اللغز، فتسأل نفسك: هل هذا بسبب أسطح البيوت التى يكسوها القش فتتطاير إليها النيران بالخطأ فى يوم حار يمتلئ بريح «الخماسين»، أم أنه أمر ناتج عن «خلاف بين البعض» تحول إلى أعمال انتقامية؟!

 
ولكن كل هذه «التصورات المعلبة» تنهار تماما بمجرد وصولك إلى «قرية 17» فأسطح البيوت هناك ليست من «القش»، والحرائق أصلا لم تندلع عبر الأسطح بل اندلعت فى الأدوار الأرضية قبل الأدوار العلوية، والحريق يبدأ فى غرفة مغلقة تماما- «باب وشباك» بالتعبير الدارج- بحيث يستحيل تطاير شرر إليها، أما مصادر الكهرباء فهى بعيدة عن مصادر اندلاع الحرائق! القرية صغيرة وكلها أهل ولا عداوة بين أحد، حتى حكايات «الجن والعفاريت» غابت بين الأهالى الذين لم يذكروا كلمة «جن» أو «عفريت» ولو مرة واحدة فى حوارنا معهم، لا شىء هناك سوى حيرة الأهالى وخوفهم وحزن على «شقا السنوات» الذى التهمته «النيران المجهولة».
 
 

«على باب القرية» 

 

«القرية المحروقة من هنا» بهذه الكلمات يستقبلك الأهالى المتراصون على الطريق الرئيسى، أثناء اتجاهك للقرية 17 التابعة لقرية الأبعادية بمحافظة كفر الشيخ، رجال الشرطة يتمركزون فى المدخل، سيارات الإطفاء فى استقبالك، خراطيم المياه ملقاة على الأرض هنا وهناك، مفروشات متدلية أعلى أسوار المنازل، صوت إذاعة القرآن الكريم ينبعث من كل اتجاه جميعها أمور تُشعرك بأن شيئا ليس على ما يرام، هناك تجد نفسك داخل قرية محدودة للغاية سواء من حيث سكانها الذين لا يتجاوز عددهم 300 فردا أو من حيث الخدمات التى تلحقها المحافظة بتلك القرية من وحدة صحية ومدرسة وحيدة.
 
 
 
أول المنازل المحترقة هو منزل عائلة الصيفى، يقف على بابه الحاجة زكية كبيرة العائلة، فى بيتهم 5 شقق لأبنائهم اشتعلت بالنيران، لا يذكرون الترتيب أيهم اشتعل أولا، يقولون إن الأيام التسعة الماضية أصبحت كلها يوما واحدا، ما زالوا فقط يذكرون كيف اندلع كل شىء، تقول الحاجة زكية إن الساعة كانت نحو الثالثة عصرا، جلست على باب منزلها تنتظر عودة زوجها من الحقل، فجأة وجدت النار تخرج من إحدى الشقق فوقها، ليبدأ بعدها كل شىء. 
 
على مدار أيام 5 اندلعت الحرائق فى شقق البيت واحدة تلو الأخرى، يبدأ الحريق دوما من «مرتبة السرير» أو «كوم بطاطين» يشتعل سريعا لينهش الغرفة كلها، وأحيانا إن لم يلحقوه سريعا الشقة كلها. 
 
تنفى الحاجة زكية وعائلتها أن يكون لهم عداء أو أى خصومة ما فى القرية مع أحد، تقول: «نحن نسكن فى هذه العزبة منذ 45 عاما، العزبة كلها على قلب رجل واحد، لا أحد يعادى أحدا، نحن أهل جميعا ليس لدينا أعداء، نجرى على لقمة عيشنا ولا وقت حتى لدينا للمشاكل.
 
يتدخل فى الحديث حمادة الصيفى، أحد أبناء العائلة، ويشير إلى آية قرآنية معلقة على الحائط، «الأوضة كلها اتحرقت، المروحة انصهرت من الحريق، لكن الآية القرآنية فضلت فى مكانها ما اتحرقتش»، يشير إلى بقايا جهاز تلفاز تحول إلى كتلة من البلاستيك المنصهر، وهو يقول، كان تحت الآية القرآنية تماما تحول إلى «فحمة» وبقيت الآية القرآنية لم يمسها رماد حتى.
 
 
نسأل «حمادة» هل يمكن أن يكون قش قد احترق بفعل الحرارة مثلا، أو رماد سيجارة؟ فأجاب بالنفى القاطع قائلا: الغرف كانت مغلقة حين احترقت، لم نتمكن حتى من فتح الأبواب، كسرنا الشبابيك كى نستطيع أن نطفئها، أما الكهرباء فهى مازالت سليمة، ضغط على مفتاح مصباح الإنارة الكهربائى، مازال يعمل قائلا لو كانت ثمة مشكلة فى شبكة الكهرباء لما عمل هذا المصباح، كما أن النار كلها تبدأ من عند المراتب وهى بعيدة عن أى مصدر كهربائى.

«سبحة الحاج متولى وعلامة استفهام»

 

من منزل الحاجة زكية إلى بيت الحاج متولى، هناك لم يعرف الأخير تاريخ احتراق منزله بالتحديد، قائلا: «ما بقناش عارفين نحسب خلاص، إحنا فات علينا 9 أيام كلها بقت زى يوم واحد طويل ما بينتهيش».
 
أسقطت النيران الخرسانة فى سقف منزل الحاج متولى من شدتها، لكنها لم تحرق حتى «خيط المسبحة»!، كان المشهد غريبا للغاية أن تجد المسبحة معلقة على الحائط يحيط بها من حولها رماد الحريق بينما هى سليمة على موضعها لا تتغير. 
 
لم تتوقف الحرائق فى منزله عند هذه النقطة، إحدى بناته كانت تقوم بمسح أرض المنزل بالمياه بعدما رفعوا الأثاث منه كاملا، فجأة اشتعلت النيران فى «الكراتين» التى جاءت بها لتضعها على الأرض، احترقت الكراتين بينما الجميع واقفون أسفل المنزل، ويضيف: حتى لو كان هناك من يحرق عمدا، فهذا مستحيل أن يكون حدث فى وجود كل هؤلاء.
 
كسابقيه رفض الحاج متولى أن يقول كلمة «الجن» أو «العفاريت» بينما قال «إحنا لينا باللى بنشوفه، واللى شايفينه مش فاهمينه، والله أعلم باللى بيحصل»، قبل أن يختتم كلامه قائلا: «إحنا نايمين فى الشوارع ومتغطيين بالبطاطين والناموس».

مأساة الحاجة زغلولة

 

عندما تمضى أكثر داخل القرية تستوقفك حكاية «الحاجة زغلولة» حيث كان منزلها الأكثر احتراقا من بين كل المنازل التى دخلناها، لم يبق فى المنزل شىء إلا وقد أتت عليه النيران، قالت: «هذه شقة ابنى، وكل هذا منزله وأثاث بيته لم يبق منه شيئا، حتى «البطانية» تسولتها من الجيران كى يلتحف بها فى الليل، أشعر بالحزن شقا السنين ضاع فى لمح البصر».
 
 
 
مازالت تتذكر لحظة الحريق، التوقيت نفسه، الثالثة عصرا، كانت تجلس على باب بيتها وفجأة وجدت الدخان يخرج من كل مكان فى شقة ابنها بالدور العلوى، كان حفيدها على كتفها، أخذت تصرخ حتى سقطت على الأرض، تجمع الأهالى وأطفأوا النيران فى الشقة لكن مجهودهم جاء متأخرا، بعدما احترق كل شىء. 
 
تتدخل ابنتها «عواطف» فى الحديث وتقول غاضبه: «خدنا إيه من الصحافة؟!، إحنا فى وضع صعب كل واحد بييجى يصور هنا وبعدين يمشى، وإحنا فى الحال ده، أخويا شغال على دراعه، إحنا 9 أشخاص لا نمتلك سوى نصف فدان، تسعة أشخاص يأكلون منه، وأمى مريضة بفيروس سى، وأبى رجل كبير، أبناؤنا أبعدناهم عن البلد منذ الحادث أبناؤنا يخشون دخول الحمام، ويقضون حاجتهم على أنفسهم من الخوف، نريد من أحد ما أن يساعدنا، أن يعوضنا عن شقانا الذى ضاع، أن يساعدنا فى محنتنا، لا أن يشتمنا على التلفاز!».

ظهور علاء حسانين 

 

من فى مصر لا يعرف علاء حسانين؟، كان الرجل برلمانيا لسنوات طويلة، ورئيسا للجنة الدينية قبل ثورة 25 يناير فى مجلس الشعب، وعرف منذ ذلك الحين بأنه «النائب قاهر الجن والعفاريت»، فكلما ظهرت واقعة كان «الجن» طرفا فيها من قريب أو بعيد، ظهر النائب السابق علاء حسانين ليحارب هذا الجن. 
 
يوم الأربعاء الماضى ظهر علاء حسانين فى القرية، اجتمع الأهالى حوله وقال لهم إن ثمة «جن» هو من يفعل هذا بهم، وسألهم إن كان أحدهم قد ضرب قطة أو ثعبانا لأن هناك «جنى» متمثل فى هذه الصورة قد تم إيذاؤه، وهو ينتقم من أهالى القرية! 
 
 
 
ينكر أهالى القرية أنهم أذوا قطة أو ثعبانا، لكن علاء حسانين، طمأنهم، وقال لهم إنه أعطاهم «جلسة» وأبعد عنهم 80% من قوة الجن، ويبقى فقط 20% سيبعدهم عنهم فى جلسة أخرى يجريها لهم خلال الأسبوع الجارى!
يقول الأهالى، إنه منذ ظهر علاء حسانين والحرائق قد توقفت تماما، وهم فى انتظاره للظهور من جديد فى جلسة أخرى حتى يتم القضاء تماما على الجن بالجلسة التى سيقوم بها، «اليوم السابع» تواصلت مع النائب علاء حسانين، وأرسلنا له رسائل نصية، لكنه رفض التواصل معنا.

مجمع البحوث الإسلامية يرد 

 

اتجهنا بعدها للأزهر الشريف، وتواصلنا مع الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، وأستاذ الشريعة، وروينا عليه ما رأيناه وما حكاه لنا الأهالى، وما أخبرهم به علاء حسانين، فقال لنا إن الدين الإسلامى هو دين العقل والمنطق، ولا يجوز أن نقول ونحن فى القرن الواحد العشرين إن حريقا يندلع من تلقاء نفسه دون أسباب علمية، والادعاء بأن الجن هم من قاموا بإحراق هذه البيوت، كلام لا أساس له من الصحة، ولا يوجد دليل شرعى لا من القرآن ولا من السنة على أن الجن يفعل هذا بالناس، نعم الجن موجود ومذكور فى القرآن، ولكن لا يمكن له أن يحرق ولا يقتل أو يؤذى.
 
أما عن إيذاء القطة أو الثعبان الذى قاله «علاء حسانين» للأهالى، فرد على ذلك عضو مجمع البحوث الإسلامية، قائلا: «لا يوجد جن يتحول إلى ثعبان أو قطة، ولا يوجد لدينا فى القرآن أو السنة ما يشير من قريب أو بعيد، أن للجن خاصية التشكل فى هيئة حيوان ما، أو حتى أن يتم تسليطه على الإنسان، وأن يحرق المنازل، ويضر الناس هذا كلام دجل وشعوذة، وكذب على الناس فى دينها ليس هناك مثل هذه الأمور».
 
أما عن «جلسات الشيخ علاء» التى أجراها لأهالى القرية، فيرد الدكتور محمد الشحات الجندى، هذه أيضا ليست ثابتة لا فى القرآن ولا فى السنة، وليس لها أى أصل فى الشرع أو مرجعية دينية، ليس هناك آية معينة أو دعاء معين يحارب الجن!، واختتم حديثه مناشدا القراء وأهالى القرية بقوله: «نناشد كل مسلم غيور على إسلامه أن يعلم، أن الله حدد الأسباب والمرتبات التى تترتب عليها، وتعطيل الأسباب وإحداثها من الأنبياء والمرسلين، وإياكم أن تكونوا عرضة للمشعوذين والدجالين الذين يضحكون عليكم بمثل هذا الكلام الناقص دينيا».

معركة سياسية 

 

حين قالت «عواطف» ابنة الحاجة زغلولة، إن أحدهم «شتمنا على التليفزيون» سألناها من يكون ذلك الذى وجه لكم الشتائم فى مصيبتكم، فقالت: «النائب إبراهيم القصاص» نائب دايرتنا فى مجلس النواب، قال عنا إننا قرية تشتهر بـ«زنا المحارم»، استكملت غاضبة: «عيب وحرام، إحنا ناس موحدين بالله، ذنبنا إيه إن عرضنا يتهتك على التليفزيون كده، حتى اللى عايز يساعدنا فى مصيبتنا هيقول علينا ناس بطالة ومش هيساعد، حسبى الله ونعم الوكيل».
 
كان ما نسبوه للنائب إبراهيم القصاص، عضو مجلس النواب عن دائرة «بيلا والحامول» صادمًا لأقصى حد، كيف يمكن لنائب برلمانى أن يتهم أهل دائرته بمثل هذه الاتهامات؟! عدنا إلى موقع «يوتيوب» لنراجع الحلقة التليفزيونية التى ظهر فيها النائب إبراهيم القصاص فى أحد البرامج، لنجده لم يقل ما يتداوله الأهالى من حديث، بل إن ما قاله نصا: «إن الدجالين يحاولون استغلال طيبة الأهالى ويحاولون إشعال الفتنة فى القرية، وقال أحدهم للأهالى إن هناك من يمارس زنا المحارم بينهم، مستنكرا ما قاله هذا الدجال!»، فكيف إذن وصل الأمر إلى الأهالى بهذه الطريقة؟.
 
 
 
تواصلنا مع النائب إبراهيم القصاص، ليكشف لنا جانبا مفاجئا جديدا فى اللغز، حيث قال إن أحد المرشحين الذين لم يوفقوا فى الانتخابات الماضية، قرر أن يحاربه فى القرية مستغلا تلك الواقعة، وطاف على بيوت القرية بيتا بيتا هو ورجاله قائلا لهم إن النائب يتهمكم فى أعراضكم، وللأسف الكثير من الأهالى لم يتابعوا الحلقة وصدقوه، وبدأوا يجمعون التوقيعات مطالبين بمحاسبتى تحت قبة البرلمان.
 
ويستكمل القصاص لـ«اليوم السابع»: هذا الشخص أوحى للأهالى الطيبين المحترمين بأننى أخطأت فى حقهم، وأنا أقول لأهل بلدى لو كنت اخطأت، فبعيدا عن أننى نائب فأنا مستعد للمحاسبة مثل أى شخص آخر، ومستعد أن أعطيهم حقهم الذى يفرضه على العرف بل والقانون، فلسانى يعف أن يصفهم بذاك الوصف، وأطالبهم بتوخى الدقة والحذر، وألا يسيروا خلف الخزعبلات والنصابين، وأطالبهم بأن يتأكدوا من حقيقة ما وراء هذه الوقائع، أو هناك فاعل، ولدينا واقعة مماثلة، فقد عملت من قبل فى سلك الشرطة فى بلدة تسمى «تيدة» وكنت رئيسا للمباحث وقتها، وحدثت مثل تلك الظواهر، وتبين فى نهاية الأمر أن هناك ناسا أوحوا لشخص بافتعال هذه الحرائق لإلهاء الأهالى حتى يرتكب جريمة أخرى!

«تل هلال الأثرى».. كلمة السر

 

فجر النائب إبراهيم القصاص مفاجأة قائلا: «هل تعرفون أن هذه المنطقة بها آثار؟!»، كشف النائب بسؤاله عن جانب آخر من القصة، منطقة «غرب تيرة» والتى تقع فى نطاقها القرية، بها بالفعل «تل أثرى» يدعى «تل هلال» شنت محافظة كفر الشيخ حملة موسعة العام الماضى لإزالة تعديات بعض الأهالى عليه، وهذه منطقة يشك الكثيرون فى وجود آثار بها. 
 
ويستكمل النائب: «أحد المشعوذين الذين ترتبط سيرتهم بالبحث عن الآثار من خلال الجن، والذى ظهر فى القرية بعد الحادث علمنا أنه كان موجودا فى «الحامول» قبل الحادث بخمسة أيام، فأن يظهر فى القرية بعد الحرائق مباشرة، مستغلا حيرة الأهالى الطيبين، فهذا أمر يجب أن نقف أمامه طويلا».
 
يقول النائب إنه سمع أن خروج غاز «الميثان» من بعض الأماكن الأثرية المكتوم بداخلها، يجعل جزيئاته تتحد مع الأكسجين فيحدث احتراق.
واختتم النائب حديثه قائلا: «أقول للأهالى الأمر فيه شىء أكبر من مجرد الحرائق التى تشاهدونها، ولكن أمتنع عن ذكره الآن لأنه محل التحقيقات التى ستثبت لكم حقيقة الأمر ومن وقف وراءه، أما أن نقول قطة أو ثعبان أو جان فهذا كلام لا يوافق لا العقل ولا الدين».

العلم فى مواجهة الخرافات

 

هل يمكن أن يكون التنقيب عن الآثار قد أشعل غاز الميثان؟، توجهنا بهذا السؤال إلى الكيميائى عمرو البنا، أمين عام شعبة الكيمياء سابقا بنقابة المهن العلمية، والذى قال إن العلم لا يعرف شيئا يسمى «حريق يشتعل من تلقاء نفسه»، فلابد من وجود سبب، هناك أسباب كثيرة للحرائق، فمثلا «عود الكبريت» لا يشتعل من تلقاء نفسه، لكن لابد من شىء ما هو الاحتكاك، فلابد من التواصل بين مادتين كى ينتج هذا الاحتراق. 
 
 
أما اندلاع غاز الميثان من «مقبرة أثرية» فهو لا يشتعل أيضا من تلقاء نفسه، فغاز الميثان يندلع من آبار الغاز والبترول عند التنقيب عنها مثلا فهل يعنى هذا أنه سيشتعل من تلقاء نفسه؟! ساعتها سنجد أن كل بئر بترول مشتعل!، لابد من وجود احتكاك يولد لهبا لكى يشتعل هذا الغاز. 
 
الكيميائى عمرو البنا اختتم حديثه قائلا، إن من يستطيع أن يعرف السبب الحقيقى وراء الاشتعال الآن هو المعمل الجنائى، الذى يقوم بالبحث عن أسباب مثل تلك الحرائق، وهو الذى بيده القول الفصل.
 
الدكتور مصطفى النحراوى، استشارى الحماية المدنية والتدخل السريع، اتفق أيضا مع وجهة نظر الخبير الكيميائى، قائلا: بشكل علمى لو افترضنا توافر مواد قابلة للاشتعال ووضعناها تحت حرارة الشمس مباشرة فى ظل وجود غاز الأكسجين وهو غاز يساعد على الاشتعال أيضا فتلك المواد لن تشتعل وتحديدا فى محافظة كفر الشيخ وهى واحدة من محافظات الدلتا تكثر بها المسطحات المائية، وبالتالى فالسيناريو القائل بأن الحريق نتيجة ارتفاع درجات الحرارة الأيام الماضية أو وجود مواد قابلة للاشتعال كالقش أو المفروشات، غير صحيح بالمرة. 
 
وأضاف النحراوى: السيناريو المنطقى لما حدث هو أن تكون تلك الحرائق اندلعت بفعل فاعل لهدف ما فى نفسه قد يكون لرغبته فى إثارة الخوف والفزع فى نفوس الأهالى أو لرغبته فى تهجيرهم من المنطقة لأهداف ربحية أخرى، وهكذا، ولم يذكر القرآن الكريم أن الجان قد يتسبب فى إشعال الحرائق، لأنه مخلوق من نار ويخشاها، بالإضافة إلى أننا لم نسمع يوما عن اشتعال الحرائق لمجرد ارتفاع درجة الحرارة فى أى منطقة فى العالم على اختلاف توزيعها الجغرافى والحزام الحرارى الواقعة فيه باستثناء الغابات واشتعالها لأسباب أخرى متعلقة بالإهمال والقمامة.
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 

 

 

 

 


 


 


 


 


 


 


 


 


 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة