قرأت لك.. "الله والإنسان فى القرآن".. كاتب يابانى: العرب عرفوا الله قبل الإسلام

الأربعاء، 14 مارس 2018 07:00 ص
قرأت لك.. "الله والإنسان فى القرآن".. كاتب يابانى: العرب عرفوا الله قبل الإسلام غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يقول اليابانى "توشيهيكو إيزوتسو" إن كتاب "الله والإنسان فى القرآن" الذى صدر فى طبعتين الأولى كانت سنة 1966 والثانية فى 2003 والذى كتبه باللغة الإنجليزية، بينما صدرت ترجمته العربية والتى قام بها هلال محمد الجهاد وصدرت عن المنظمة العربية للترجمة، يمكن أيضا أن يعنون على نحو أعم بـ علم دلالة القرآن".
 
111
 
يقول المؤلف الجزء الرئيسى من الكتاب معنى على وجه الحصر تقريبا بمسألة العلاقة الشخصية بين الله والإنسان فى الرؤية القرآنية للعالم.
 
ويضيف علينا أن ندرك أن كلمة القرآن فى عبارة "علم دلالة القرآن" ينبغى أن تفهم فحسب بمعنى الرؤية القرآنية للعالم، أى النظرة القرآنية للكون.
 
يبدأ الكتاب بالتأكيد على أن الكلمات "الله، النبى، الدين، الإنسان" ليست معانى مختلقة فى القرآن بل كانت موجودة من قبل ذلك حتى لو كانت بمفاهيم مختلفة، وعندما بدأ الوحى الإسلامى باستعمال هذه الكلمات، فإن النظام ككل، والسياق العام الذى استعملت فيه هو ما صدم المكيين المشركين لكونه شيئا غاية فى الغرابة وغير مألوف، ومن ثم غير مقبول، وليست الكلمات أو المفاهيم نفسها.
 
ويضرب الكتاب مثالا على ذلك بكلمة "الله" فلم يكن الاسم مجهولا وذلك ما يؤكده الشعر العربى والنقوش القديمة، كما أن بعض القبائل العربية كانت تؤمن بإله يدعى "الله" وهو ما أكده القرآن فى سورة الزمر "ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى"، وهذه الآية ترينا بوضوح أن وجود إله يدعى "اللله" فضلا عن منزلته العليا بين الآلهة الأخرى، كان معروفا ومقبولا فى الجاهلية، لكنه كان على الرغم من ذلك واحدا من الآلهة فحسب. وقد أصبح هذا النظام المغرق فى القدم من القيم الدينية مهددا بخطر ماحق عندما أعلن النبى محمد أن هذا الإله الأسمى ليس الأسمى بالمقارنة مع غيره من الآلهة فى التراتبية وحسب، لكنه مطلق فى سموه، وهو واحد أيضا، أى الإله الواحد والوحيد فى الوجود، وبهذا أنزل كل الآلهة إلى مواقع "الباطل" كنقيض لـ "الحق". 
 
إن تأثير الهيكل المفهومى الجديد على بنية معانى المفاهيم المستقلة سيظهر بوضوح أكثر، إذا عدنا إلى الكلمات التى تمثل القيم الأخلاقية والدينية، وبطبيعة الحال، فإن القرآن يزخر بأمثلة ممتازة فى هذا المجال. ويمكن أن ننوه بالمثال الأكثر نموذجية وهى كلمة "تقوى". إن اللب الدلالى الأساسى لهذه الكلمة  كان فى الجاهلية "الموقف الدفاعى عن النفس الذى يتخذه الكائن الحى،  حيوانا أكان  أم إنسانا، تجاه قوة مهددة ما، تأتى من الخارج" ولقد دخلت هذه الكلمة فى النظام الإسلامى للمفاهيم حاملة معها هذا المعنى الأساسى بالذات، لكنها، هنا – وبفعل التأثير الغامر للنظام ككل، ولا سيما أنها الآن قد أدخلت فى حقل دلالى خاص يتألف من مجموعة من المفاهيم التى ترتبط حتما بالإيمان الذى يميز التوحيد الإسلامى – صارت ذات معنى دينى له أهمية فائقة، لقد صارت "التقوى" تعنى فى النهاية الورع  الذاتى الخالص المجرد، خلال عبورها إلى مرحلة وسطى متمثلة بدلالتها على الخشية من العقاب الإلهى يوم القيامة؟ 
 
 
ويرى الكتاب أن كلمة "كفر" تطورت فى الإسلام ففى البداية كانت تأتى عكس كلمة "شكر" لكنها  بعد ذلك صار الفعل ضد "آمن".









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة