"اليوم السابع" داخل أشهر مسجد تحت الإنشاء فى مصر.. بناؤه مستمر منذ 38 عاما.. حافظ سلامة المشرف على تأسيسه: أنفقنا 30 مليون جنيه ويتبقى 20 أخرى.. أستاذ بجامعة الأزهر: إسراف لا داعى له.. والحكومة: نراقب التبرعات

الأربعاء، 14 مارس 2018 01:30 م
"اليوم السابع" داخل أشهر مسجد تحت الإنشاء فى مصر.. بناؤه مستمر منذ 38 عاما.. حافظ سلامة المشرف على تأسيسه: أنفقنا 30 مليون جنيه ويتبقى 20 أخرى.. أستاذ بجامعة الأزهر: إسراف لا داعى له.. والحكومة: نراقب التبرعات "اليوم السابع" داخل أشهر مسجد تحت الإنشاء فى مصر
كتب محمود حسن - تصوير كريم عبد العزيز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ارتبط تاريخ القاهرة بـ"المساجد" حتى أطلق عليها مدينة "الألف مئذنة"، وتحمل القاهرة خليطا مميزا وفريدا من المساجد يعود عمر بعضها إلى آلاف السنين، لكن من بين كل مساجد القاهرة يبقى مسجد "الرحمن" فى شبرا مصر، وتحديدا فى منطقة "المظلات" مسجدا فريدا من نوعه، أما سر تميزه فهو أن هذا المسجد قد مر على بدء أعمال البناء فيه 38 عاما، إذ وضعت أساسات هذا المسجد عام 1980، ومازالت أعمال الإنشاءات فيه مستمرة إلى يومنا هذا لم تكتمل، ليصبح مشهده وهو تحت التشييد دوما حكاية فريدة، وعلامة يعرفها الكثيرين من أبناء "شمال القاهرة"،  لمسجد بنى أصلا كى يكون فريدا من نوعه.

ويمتد مسجد الرحمن بالمظلات على مساحة 4 آلاف متر، ومن المفترض أن يلحق به مستشفى فى الدور الأرضى تتسع لـ100 سرير، وكذلك معهد دينى، كما أنه من المفترض أن يتسع إلى 15 ألف مصلى، ويضم 4 مآذن يبلغ طول الواحدة منها 110 أمتار، وهذا الارتفاع أعلى من مأذنة مسجد النور الشاهقة التى يصل طولها لـ 90 مترا، ومأذنة مسجد محمد على التى يصل طولها 84 مترا، لتكون هى ثانى أطول مأذنة فى مصر بعد مسجد الفتح التى يبلغ طول مأذنته 130 مترا، وفقا لشركة المقاولون العرب التى عملت على إنشائه.

 

القائم على بناء المسجد منذ الثمانينات هو جمعية "الهداية الإسلامية" ورئيسها الشيخ حافظ سلامة، رمز المقاومة الشعبية فى مدينة السويس، والذى التقته "اليوم السابع" داخل المسجد ليحكى لنا عن قصته.

 

وقال الشيخ حافظ سلامة، إنه رغم وجود "الخوازيق" فى الأرض منذ عام 1980 إلا أن أعمال البناء فى المسجد لم تبدأ إلا بعد إتمام مسجد النور والانتهاء منه بشكل كامل فى التسعينات، موضحًا أن أحد أسباب تأخير المسجد أنه بنى ليكون عمارة فريدة من نوعها حول العالم كله، سواء من حيث الحجم، أو من حيث الطراز، أو حتى نوع الرخام والأخشاب والنقوش الموجودة داخله، كما أن مساحته تبلغ مثل مساحة مسجد النور مرة ونصف المرة.

 

واستطرد الشيخ حافظ سلامة لـ"اليوم السابع":  "ده مسجد مش موجود فى حجمه أى مسجد تانى فى مصر، وبنعمل على إننا نصنع له أشياء خاصة بيه لا أن نشتريها، مثلا الرخام مصنوع مخصوص لأجل هذا المسجد لذا فإن الرخام مصنع كل يوم أو يومين يأتى عامود واحد فقط، خاصة أن الإمكانيات المادية بسيطة".

 

وأضاف سلامة من داخل مسجد الرحمن لـ"اليوم السابع"، أنه لا يمكن الآن بعد مرور كل تلك السنوات حساب التكلفة التى تكلفها المسجد منذ "دق الخوازيق" وحتى اليوم، لكنها لن تقل عن 30 مليون جنيه كلها قادمة من التبرعات، أما المتبقى لاستكمال بناء المسجد فهو لن يقل أيضا عن 20 مليون جنيه، المكيفات وحدها فقط تحتاج إلى 3 ملايين جنيه، هذا عن المسجد فقط، أما المستشفى الملحقة به والتى تستوعب 100 سرير فلن تقل أيضا تكلفة الأجهزة المطلوبة كى تبدأ المستشفى بالعمل لن تقل عن 20 مليون جنيه.

 

والمستشفى ليست المبنى الوحيد الملحق بالمسجد، بل هناك أيضا "معهد دينى" تم الانتهاء من بنائه تماما، وهو جاهز للعمل لكنهم يرفضون أن يبدأ العمل فيه إلا بعد أن تنتهى أعمال الإنشاءات فى المسجد حتى لا يصاب الطلبة بأذى.

 

تبدو أعمال "الخرسانة" مكتملة فى المسجد بشكل كامل، كما أن بعضا من "قطع الزجاج" تم تركيبها، لكن ما ينقص المسجد اليوم هو "النجارة" و"الرخام" و"الزخارف" و"الطلاء"، وهذه وبحسب قائد المقاومة فى السويس ورئيس جمعية الهداية تتكلف وقتا ومجهودا ومالا أكثر من "الخرسانات".

 

سألنا الشيخ حافظ سلامة إذا كان ممكنا أن يتلقى المسجد مساعدة من وزارة الأوقاف أو الدولة عموما للاستكمال فقال إنه يرفض مثل هذا الأمر، المسجد سيبنى بالجهود الذاتية، وأهل مصر لديهم استعداد للخير أكثر من أى بلد آخر، ونحن أيضا مصرون أن يتم بناء المسجد من أموال المصريين، ورفضنا أن نتلقى أموالا من أشخاص غير مصريين، نريده مسجدا بأموال أهل الخير فى مصر.

الشيخ حافظ سلامة رفض من يرون فى الأمر إنفاقا فى غير محله، قائلا: "اللى دفع حاجة يبكى عليها، من دفعوا هذه الأموال دفعوها عن طيب خاطر ورغبة فى مرضاة الله"، مشيرًا إلى أن الجمعية لا تعمل فقط على بناء المساجد لكنها مثلا تعمل على بناء مدينة للأيتام فى السويس بها 1100 شقة، كما أن لها أعمالا خيرية أخرى ولا تهمل أى جانب من جوانب الخير؛ بحسب قوله.

 

واختتم الشيخ حافظ سلامة حديثه قائلا: "أنا فاضى ومش ورايا شغلانة غير دى، واللى عنده أى أرض فاضية وعايز يبنى عليها مسجد فى أى حتة فى مصر أنا مستعد أروح وأبنيه له".

 

أستاذ بجامعة الأزهر: بناء النفوس أهم من بناء المساجد والدين لم يأمر بهذا الإنفاق الضخم

لكن هذا الإنفاق الضخم لبناء واحد من أضخم مساجد القاهرة على الإطلاق، لم يحبذه الدكتور عبد المنعم فؤاد أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إذ رأى أن خير الأمور الوسط فى كل شيء، فنحن لسنا فى حاجة إلى تزيين المساجد ووضع الرخام فيها وإنفاق كل هذه الأموال على مدار تلك السنوات الطويلة، وترك العقول والنفوس خاوية، فنحن نحتاج أن ننظر إلى النفوس قبل بناء الاحجار، والدين لم يأمر بهذا الإنفاق الكبير والطويل.

 

وأضاف أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أنه يرى أن ما نحن بصدده فى مسجد الرحمن بالمظلات، إسراف لا داعى له، فالإسلام فضل أن تكون مصارف الزكاة والصدقات الأولى للفقراء والمساكين واليتامى، فى قوله تعالى " إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفى الرقاب والغارمين وفى سبيل الله وابن السبيل"، والعلماء فسروا قوله "فى سبيل الله" على أنه بناء المساجد، لذا فإن الصدقات الموجهة إلى الفقراء والمساكين والغارمين مقدمة على بناء المساجد.

وأكد الدكتور عبد المنعم فؤاد، على أن الدين رغم ذلك لا يمنع التبرع لبناء المساجد الضخمة، فمن كان عنده زيادة فليشارك فى هذا الأمر، لكن بعد أن يكون قد استوفى مصارف الزكاة السابقة.

 

الأوقاف والتضامن: أعمال بناء المساجد وتبرعات المواطنين مراقبة بالكامل
 

من ناحية أخرى قال الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، إن عمليات بناء المساجد بشكل عام تشرف عليها، سواء كانت عملية البناء على حساب الأوقاف سواء كانت بجهود ذاتية، وحق التصريح تكون من وزارة الأوقاف.

 

وأضاف رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، لـ"اليوم السابع"، أن أما عملية جمع التبرعات بالجهود الذاتية فى المساجد فليس من حق أحد أن يقوم بجمع تبرعات من تلقاء نفسه، لكن إذا كانت عملية جمع التبرعات تتم من خلال جمعية فإن الجمعيات تشرف عليها وزارة التضامن وهى المخولة بالرقابة على مسألة جمع وإنفاق التبرعات.

وقال مصدر بوزارة التضامن الاجتماعى، لـ "اليوم السابع"، إن عملية جمع التبرعات التابعة للجمعيات الخيرية تقوم بالرقابة بشكل كامل على هذه العملية، وهناك ميزانيات تقوم الجمعيات بتقديمها بشكل دورى، وجميع أموال الجمعيات مراقبة وأى إنفاق أيضا يتم عبر دورة مستندية متكاملة، وهناك تفتيش دورى يتم على عملية جمع التبرعات، نافيا وجود سقف فى عملية الإنفاق أو عملية جمع التبرعات إذا كانت أوجه الإنفاق تتم فى أنشطة مصر بها .

 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

حزين

المشروع ليس مجرد مسجد بل مستشفي ومعهد تعليمي

عمل جيد ويارب كل مساجد وكنائس مصر يكون بها مستشفيات ومدارس في ذات الوقت لأن دور العبادة كانت مراكز تعليمية على مدار التاريخ وليس فقط مراكز للعبادة، وكانت تقام بها حلقات دراسية ومناقشات فكرية وتثقيفية. يجب تطوير المساجد والكنائس لكي تعود لعملها كمراكز خدمية تحت سيطرة الحكومة بعيداً عن عبث المتطرفين. تحية للشيخ المناضل حافظ سلامة قائد حملة الدفاع عن السويس والذي أوقف تقدم العدو الصهيوني الإرهابي في حرب 1973

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة