بدأ السيناريست عمرو سمير عاطف حياته بكتابة مسلسلات الرسوم المتحركة كالسندباد البحرى، من إخراج منى أبو النصر، والذى حصل على أكثر من 27 جائزة محلية ودولية، ثم تتابعت أعماله للأطفال، وكان أهمها مسلسل بكار بأجزائه التسعة، كما اشترك فى كتابة المسلسل الشهير عالم سمسم بعد ذلك اتجه لكتابة مسلسلات «السيت كوم» وقام بتكوين أول ورشة كتابة احترافية فى العالم العربى. وقد أنجزت هذه الورشة تحت قيادته مسلسلات مثل «راجل وست ستات» بأجزائه الأربعة و«تامر وشوقية» بأجزائه الثلاثة ثم «العيادة» و«عائلة الأستاذ أمين» وتعد هذه الأعمال أهم مسلسلات الـ«سيت كوم» كما أنها ساهمت فى تغيير الكوميديا التليفزيونية، وبعد ذلك اتجه عمرو للكتابة السينمائية، وكان أول أعماله فيلم «ولاد العم» من إخراج شريف عرفة، كما قدم، مؤخرا، سلسلة من الأعمال الدرامية التليفزيونية الناجحة منها مسلسلات «لعبة إبليس» و«رقم مجهول» و«الصياد» و«كفر دلهاب» وجميعها عرض فى مواسم شهر رمضان، وقد كان لـ«اليوم السابع» معه هذا الحوار..
متى يعود بكار ورشيدة مرة أخرى فى شهر رمضان؟
- بكار كان إنجازا عظيما تقف وراءه مؤسسة ضخمة، وتوقف لأنه استنفد الغرض منه والأشياء إما تكبر أو تنكمش أو تموت وعودة بكار ممكنة، ولكنها تحتاج لتخطيط وتحتاج إلى مؤسسة تفكر وتعمل بشكل عملى وعودة بكار مرة أخرى نجاحها مضمون، والعام الماضى تم إنتاج 15 حلقة كتبتها خصيصا لقناة النهار والحلقات تم عرضها على شاشتها ولاقت نجاحا كبيرا.
لماذا لم تستمر فى مسلسل «راجل وست ستات»؟
- أنا كتبت 4 أجزاء من مسلسل «راجل وست ستات» وانتهت علاقتى به، خاصة أننى قمت بالفعل ببيع حقوقى فى ملكية فكرة المسلسل إلى المنتج الذى استكمل أجزاء المسلسل، ووصل حاليا إلى الجزء العاشر، وهذا رقم قياسى.
والسيت كوم بشكل عام نوع جديد على الدراما المصرية، وأنا قدمت فيه 4 أجزاء من راجل وست ستات و3 أجزاء من تامر وشوقية أما مسلسل العيادة فكان بالنسبة لى طريقة جديدة فى الكتابة حاولت الالتزام بها ولو تمت مقارنتها بأى عمل عظيم ستتفوق عليه كما تتفوق على أعمال عالمية، ولكن طريقة التنفيذ لم تجعله على نفس الجودة، كما يحدث فى الخارج ومشكلة عرضه فى رمضان أثرت عليه لأن تلك النوعية لا تتحمل تكرار العرض.
هل تجهز لأى عمل درامى سيعرض فى رمضان؟
- لا، أنا خارج السباق الرمضانى هذا العام، ونعمل حاليا على فيلم سينمائى «بنى آدم» وهو من نوعيات الأكشن والإثارة والغموض، بطولة يوسف الشريف ومحمود الجندى وهنا الزاهد ودينا الشربينى.
ما رأيك فى مسرح مصر ونجومه الشباب
؟
- «مش من حق أى أحد أن يصادر على حق أى شخص يقدم عملا فنيا أيا كان مستواه المهنى أو الثقافى وأنا شخصيا شاهدت عدة تجارب من مسرح مصر، ووجدت مجموعة شباب دمهم خفيف جدا ولديهم حضور على خشبة المسرح وبيضحكوا، ولكن لا يمتلكون أى ثقافة أو إحساس بمسؤولية الكلمة التى يقولونها فسمعت منهم كلاما عنصريا ويحتوى على تحرش ويحتوى على إهانة بالاستهزاء بسيدة ممتلئة أو لونها أسمر وفى اعتقادى أن هذه آفة كبيرة على المجتمع وتؤثر تأثيرا سيئا على المجتمع».
وبم تنصحهم؟
- من كل قلبى أقول لهم أنتم هايلين وتمتلكون كاريزما وحضورا وخفة دم ولكن لا بد أن يمتلكوا ثقافة ووعيا ومسؤولية أكثر بكل كلمة ينطقونها وبالتالى فإن كلمة منهم ممكن تسود حياة بنى آدم، وخاصة أن أحدهم قال إحدى الإفيهات التى تحتوى على إساءة لما لا يقل عن مليون مصرى.
من وجهة نظرك من أفضل ممثل شاب فى آخر 7 سنوات بعد 25 يناير؟
- الفنان الشاب أحمد مالك يعجبنى كثيرا أداؤه.
ما هو العمل الذى شاهدته ولاقى إعجابك؟
- «هذا المساء» بطولة إياد نصار، من تأليف تامر محسن وهو عمل جيد جدا وأعجبنى كثيرا.
ما رأيك فى كثرة الإعلانات التى يتم عرضها قبل وأثناء المسلسلات؟
- الإعلانات هى التى تقوم بالصرف والإنفاق على أى عمل درامى أو سينمائى وكثرة الإعلانات دليل على نجاح العمل، ولا يمكن أن نكون ضد الإعلانات التى يتم عرضها قبل وأثناء المسلسل وإلا سأكون رجلا غير واقعى وأعيش فى عالم منعزل بعيدا عما يجرى حولنا فى العالم.
من هو نجمك المفضل؟
- فى السينما كريم عبدالعزيز وفى الدراما يوسف الشريف.
من هى الفنانة المفضلة لديك؟
- الفنانة منى زكى فى دور سلوى بفيلم ولاد العم، وقدمت الدور أفضل من الدور الذى قمت بكتابته، حقيقى فنانة قديرة وموهوبة ولم تُستغَل بالشكل الجيد، وأعتقد أنها لو ولدت فى أمريكا أو أوروبا لكانت فنانة عالمية ولها شأن كبير.
ومن هو أفضل مخرج من وجهك نظرك؟
- بالعكس هناك العديد من المخرجين المتميزين سواء عملت معهم أو لم أعمل معهم والمخرج له دور كبير فى نجاح أى عمل «مش علشان فيه عمل مكتوب بشكل جيد يعنى أن يتم تنفيذه وإخراجه بشكل جيد، فهناك أعمال مكتوبة بشكل عظيم ولكن تم تنفيذها بشكل سيئ».
ومن هو أفضل كاتب وسيناريست من وجهك نظرك؟
- هناك عدد من الكتاب المتميزين فى الوقت الحالى، من بينهم محمد أمين راضى ووائل حمدى وتامر حبيب.
ما هى الشخصية التاريخية التى كنت تتمنى أن تكتب عنها عملا دراميا؟
- لم يخطر ببالى كتابة أى عمل تاريخى ولو حدث بالتأكيد سيكون محمد على باشا فهو شخصية مثيرة للاهتمام.
مسلسل كفر دلهاب أثار ضجة كبيرة وأكد البعض أن أحداثه إسقاط على الواقع فما حقيقة الأمر؟
- كفر دلهاب عمل خيالى بحت وكل واحد شافه من وجهة نظره فالذى يؤيد الدولة رآه هكذا والذى يعارض الدولة رآه يؤيده فى وجهة نظره.
وهل كنت تتوقع نجاحه لهذه الدرجة؟
- بالفعل كنت متوقعا أن يحقق مسلسل كفر دلهاب نجاحا كبيرا وهو ما حدث.
ما هو المسلسل الذى تعتبره نقلة فى الدراما المصرية؟
- مسلسل الشهد والدموع للكاتب الكبير المبدع أسامة أنور عكاشة فهو مسلسل جيد جدا ومكتوب بحرفية عالية للغاية، ويمثل نقلة كبيرة فى الدراما التلفزيونية وخاصة الجزء الأول، وعلى الرغم من أن إنتاجه سابق على ليالى الحلمية فهو أفضل، فالإنتاج والصورة والديكور والإضاءة أفضل من ليالى الحلمية الذى لم تكن صورته جيدة.
وماذا عن مستقبل الدراما؟
- الدراما بعد 10 سنوات ستكون على الإنترنت من خلال مشاهدة البرامج التليفزيونية والأفلام على Netflix عبر الإنترنت وهو أبلكيشن رائع يقدم خدمة المشاهدة حسب الطلب ويعد مستقبل التلفزيون والسينما لأنه كسر حواجز اللغة ولا يوجد فرق بين الفيلم والمسلسل.
والمشكلة التى ستؤثر على الدراما بشكل كبير خلال الفترة الحالية هو اتفاق المنتجين سواء شركات أو قنوات فضائية بتقليص ميزانيات الدراما التليفزيونية وهو ما سيضر بها.
ومن الواضح أن نسبة الأعمال الدرامية والسينمائية فى الفترة الأخيرة كبيرة، وهناك أعمال كثيرة جيدة وخلال الفترة القليلة الماضية تستطيع أن تقول هناك 8 أعمال جيدة جدا من إجمالى الأعمال التى تقدم سنويا.
وليس معنى أن تجد أعمالا سيئة أن كل الدراما أو السينما سيئة، ففى أمريكا يتحدثون عن أفضل 100 فيلم تم إنتاجها من إجمالى 1000 فيلم وهذا يعنى أن هناك 900 عمل فنى متواضع أو سيئ.
وماذا عن أعمالك المستقبلية؟
- نفسى أعمل حاجة بطولة جماعية وأنا أتوقع أن تعود الأعمال الدرامية فى المستقبل القريب إلى الأعمال الواقعية والاجتماعية من جديد.
ما رأيك فى الدراما التركية وسيطرتها على السوق العربى؟
- الحقيقة أنا لا أتابع الدراما التركية، وأعتقد أن الدراما المصرية مسيطرة على السوق المحلى والعربى ولا يوجد اختراق للسوق المصرى لا من الدراما التركية أو غيرها، ولكنه نوع من التنوع والاختلاف والدراما المصرية تحتاج لسياسة واضحة من الدولة من خلال إنتاج أعمال كبيرة يمكنها الوصول للعالمية.
لماذا لم تكتب أعمالا درامية عن الأوضاع التى شهدها المجتمع المصرى عقب 25 يناير؟
- أنا من المؤيدين لثورة 25 يناير ومازلت ولكن الكتابة تحتاج إلى صورة أوضح وكاملة لا تقل عن 10 سنوات للحكم على تلك الفترة.
بما أنك من مواليد دمياط حدثنا عن ذكرياتك فى دمياط؟
- دمياط فى كيانى ووجدانى لأننى لم أتركها منذ زمن بعيد ومتواصل مع أصدقائى وأنا دائم زيارة دمياط للاطمئنان على أسرتى. وأنا من مواليد 27 نوفمبر عام 1971 بمدينة دمياط، وحصلت على الشهادة الابتدائية من مدرسة الشرباصى الابتدائية وحصلت على الشهادة الإعدادية من مدرسة دمياط الإعدادية بنين، كما حصلت على الشهادة الثانوية من مدرسة دمياط الثانوية العسكرية، وحصلت على ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية من كلية التربية بدمياط، يعنى كل تكوينى ودراستى بدمياط ومازلت على تواصل مع زملائى وأصدقائى، وحزنت كثيرا عندما توفى صديقى العزيز ورفيق رحلة الكفاح وليد العدل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة