أكرم القصاص - علا الشافعي

"جزر" بطون النساء باسم الولادة القيصرية.. مصر تدخل منطقة الخطر بنسبة 60%.. اتهامات للأطباء باستغلال خوف الفتيات للحصول على أجر أعلى.. طبيبة توليد تؤكد: نغمة البنات ضعيفة "كذبة".. النقابة ترد: الحل عند البرلمان

الثلاثاء، 13 مارس 2018 10:27 م
"جزر" بطون النساء باسم الولادة القيصرية.. مصر تدخل منطقة الخطر بنسبة 60%.. اتهامات للأطباء باستغلال خوف الفتيات للحصول على أجر أعلى.. طبيبة توليد تؤكد: نغمة البنات ضعيفة "كذبة".. النقابة ترد: الحل عند البرلمان جزر بطون النساء باسم الولادة القيصرية
كتب تامر إسماعيل صالح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أزمة كبيرة يعيشها المجتمع المصرى وخاصة النساء بعد الزيادة الكبيرة فى نسبة الولادة القيصرية، فوفقا لأحدث إحصائيات وزارة الصحة المصرية فى فبراير الماضى فإن 60% من حالات الولادة فى مصر تتم قيصريا، كما أعلن صندوق التمويل التابع للأمم المتحدة أن مصر تحتل المركز الثالث عالميا فى عمليات الولادة القيصرية بعد دولتى البرازيل والدومينيكان، رغم أن النسبة الآمنة عالميا 15%.

تقول دينا "الزوجة العشرينية" أنها أصرت فى ولادتها الثانية أن تكون الولادة طبيعية وليس قيصريا، وعندما نجحت ندمت أنها سمعت كلام الطبيب فى الولادة الأولى التى أجرتها قيصريا.

وتضيف دينا أن الطبيبة لم تحاول طمأنتها فى الولادة الأولى وأنها سمعت كثيرا أن الولادة الطبيعية أصبحت خطرة، وأن الفتيات فى الوقت الحالى لم يعدن يتحملن مثل الأجيال السابقة فقررت أن تلد قيصريا، موضحة أنها ندمت بعد الولادة وقررت أن تكون ولادتها الثانية طبيعية إذا وافقت الطبيبة، وهو ما حدث بالفعل دون أى مضاعفات.

 

الولادة القيصرية - صورة تعبيرية
الولادة القيصرية

 

شادية ثابت تكشف أسباب انتشار الولادة القيصرية

تقول الدكتور شادية ثابت كبير استشارى أمراض النساء والتوليد وعضو لجنة الصحة بمجلس النواب إن أسباب زيادة نسبة الولادة القيصرية فى مصر تعود إلى عدة عوامل، أولها عامل الخوف لدى النساء والفتيات من الولادة الطبيعية بسبب الألم المتوقع، ويدعم ذلك العامل أن الأطباء أصبحوا يفضلون العمليات القيصرية لأن أجرهم فيها يزيد إلى الضعف ولأنها أسهل وأكثر أمانا، وأضافت أيضا أن أغلب الفتيات "بيتدلعوا" وأصبحن يبحثن عن الأسهل لهن.

وتضيف شادية ثابت أن نغمة أن الفتيات فى مصر فى الجيل الحالى أضعف صحيا وجسديا من الأجيال السابقة مجرد كذبة لا أساس لها، وأن "الدلع" وبحث الطبيب عن راحته والأجر الأعلى يمثلان العوامل الأساسية فى ارتفاع تلك النسبة.

وأوضحت أن الحل ببساطة هو زيادة الوعى لدى النساء بأهمية الولادة الطبيعية طالما أن الطبيب لم ير أن هناك ضرورة فى الولادة القيصرية، وأن يراعى الأطباء ضمائرهم، مؤكدة أنها لاتسير خلف أى فتاة تطلب منها الولادة قيصريا طالما أنها لا تحتاج الولادة القيصرية.

وعن الحالات التى تواجهها قالت شادية ثابت: "أتذكر فتاة تدعى ياسمين ظلت تصر على أن تلد قيصريا وعندما أقنعتها بالولادة الطبيعية وتمت بنجاح قبلت رأسى وشكرتنى على أننى لم أقم بفتح بطنها".

 

 

أم : رفضت أن تلد ابنتى طبيعيا خوفا عليها

 

تقول نهى الأم لأربعة أبناء أنها ولدتهن كلهم طبيعيا ولم يكن يعرف أحد وقتها الولادة القيصرية، إلا أنها نصحت بنتها الكبرى بالولادة القيصرية بعد علمها بأكثر من حالة حدثت لها مضاعفات مؤكدة قناعتها بأن الأجيال الحالية من البنات لسن كأمهاتهن، وأن الولادة المغامرة لاتستحق أن تغامر بابنتها أو الطفل، لذلك فضلت أن تنصح ابنتها بالولادة القيصرية التى أصبح يفضلها أيضا الأطباء.

 

طبيبة نساء: خوف الفتيات أهم الأسباب

 

الدكتور هبه الجمل اخصائية أمراض النساء والتوليد تكشف أنها تتلقى فى عيادتها الخاصة أنواع كثيرة من الفتيات الخائفات من الولادة الطبيعية إلا أنها لا تستطيع أن تفرض عليهن الولادة القيصرية، مؤكدة أن العلم يقول إن أول أسباب عدم إجراء الولادة الطبيعية هو أن تكون المريضة نفسها غير مرحبة بها، لأنها لن تكون مهيأة له، لكنها أكدت فى نفس السياق أن بعض الأطباء حولوا الأمر إلى بيزنس بسبب زيادة أجرهم فى الولادة القيصرية، بثلاثة أضعاف عن الولادة الطبيعية رغم أن أعباء ومخاطر الطبيعية أكثر، وقد تستمر أكثر من 10 ساعات فى حين أن الولادة القيصرية تستغرق أقل من نصف ساعة.

وكشفت طبيبة أمراض النساء أن هناك طريقة اكثر أمانا تعرضها على الفتيات والسيدات وهى الولادة الطبيعية دون ألم، من خلال مخدر يتم إعطائه للمريضة وهو أسلوب قد يحد من الظاهرة إن تم تعميمه، رغم أن سعره مرتفع ويساوى تقريبا سعر الولادة القيصرية، كاشفة أن بعض الأطباء يطلبون أجرا فى الولادة الطبيعية يساوى أجر الولادة القيصرية حتى يعوضوا حجم المجهود والوقت المبذول دون أن يضطروا لتوجيه السيدة الحامل إلى الولادة القيصرية.

وأوضحت هبه الجمل أن فتيات الجيل الحالى بالفعل أضعف من الأجيال الماضية بسبب ضعف عضلة الحوض المسئولة عن دفع الطفل خارج الرحم وبسبب ضعف الصحة العامة للمصريين بشكل عام، وهو ما ينعكس على الأمهات أيضا.

 

رسوم لإخفاء جرح الولادة القيصرية

 

نقابة الأطباء ترد: الحل فى قانون المسئولية الطبية

أما نقابة الأطباء فقد أكدت على لسان أمينها فى الجيزة الدكتور خالد أمين أن الحل فى تلك الظاهرة هو الانتهاء من إقرار قانون المسئولية الطبية الذى لازال فى مجلس النواب حتى الآن، موضحا أن هذا القانون يحمى حقوق الطبيب فى حالة العمليات التى قد يتعرض فيها المريض لمضاعفات، لأن أغلب الأطباء يخافون من الولادة الطبيعية وما قد ينتج عنها من مضاعفات وبالتالى يفضلون الولادة القيصرية.

وأوضح أمين أن النقابة مستعدة للتحقيق فى أى حالة يوجه فيها الطبيب السيدة الحامل للولادة القيصرية دون ضرورة، مشيرا إلى أن ذلك يصعب إثباته لسببين، أولهما أن العملية لا تتم إلا بإقرار من المريضة، ثانيا أن خوف السيدة من الولادة الطبيعية يعد سببا كافيا لأن يرى الطبيب ضرورة إجرائها قيصريا.

 

 

استشارى التوليد تكشف أخطر الفروق بين القيصرى والطبيعى

وأوضحت الدكتور شادية ثابت كبير استشاريين النساء والتوليد أن هناك عدد من الفروق بين الولادة القيصرية والطبيعية والمفاجآة أنها جميعا لصالح الولادة الطبيعية، أولهم أن حجم الدم الذى يخرج من المرأة فى الولادة الطبيعية أقل بكثير من الذى يخرج فى القيصرية، وأن ذلك دافع لأن يكون الاختيار الأفضل للفتاة الضعيفة أن تلد طبيعيا.

وتابعت أن الفرق الثانى هو أن الولادة القيصرية تؤثر أيضا على شكل الجسم وهو عكس الشائع حيث تضر كثيرا بعضلات البطن وتتسبب فى ترهلها، كما تتسبب فى فتح الرحم فى حين أن ذلك لايحدث فى حالة الولادة الطبيعية، وأضافت أن هناك فارقا أخر يخص الحالة الصحية للطفل، حيث تتطلب أغلب حالات الولادة القيصرية دخول الطفل الحضانة عقب ولادته، وهو ما يحدث بنسب أقل جدا فى حالة الولادة الطبيعية، بسبب أن الولادة الطبيعية يتم معها إفراز الكورتيزون داخل الجسم ما يسهل عملية التنفس للأطفال، مدللة بذلك على أن الولادة الطبيعية أكثر أمانا وأقل فى تأثيراتها على السيدة والطفل من الولادة القيصرية.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

سامي

ساعلق على هذا الموضوع

بصفتي طبيب .... ما يحدث في مصر من اطباء النساء والتوليد غير مقبول على الاطلاق .. واصبح الدافع الاول لاجراء القيصريات مادي حيث يتقاضى الطبيب اضعاف ما يتقاضاه في الولادة الطبيعية و يتفادى صداع الراس من طول انتظار فترة المريضة الى ان تتم الولادة.... وقد ادت هذه النسبة المخيفة الى ارتفاع نسبة مضاعفات لم تكن تحدث من قبل الا نادرا مثل المشيمة الملتصقة والمخترقة وانفجار الرحم مما قد يؤدي غالبا الى استئصال الرحم او الوفاة احيانا .... المطلوب قانون يجرم الولادات القيصرية دون تبرير طبي موثق بالاشعات والتحاليل ومن يجري العملية دون هذا المبرر يوقع عليه العقاب

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة