عبد الفتاح عبد المنعم

«الفيتو» الأمريكى الذى تسبب فى تفشى السرطان الإسرائيلى فى المنطقة العربية

الثلاثاء، 13 مارس 2018 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أواصل قراءاتى فى الملف الأمريكى، وسياسات البيت الأبيض تجاه دول المنطقة العربية، وتأثير علاقتها الحميمة مع إسرائيل، التى تعد أحد معوقات إقامة علاقات طيبة بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية، وفى واحدة من تحليلاتها الرائعة قدمت وكالة «إيفمبريت» دراسة خطيرة عن علاقة الولايات المتحدة الأمريكيه بإسرائيل وهى العلاقة التى تسببت فى فرملة أى مشروع تنموى وديمقراطى حقيقى فى المنطقة، تقول الدراسة: «لم تنفك الولايات المتحدة الأمريكية عن التدخل فى القضايا الخاصة بالصراع الفلسطينى– الإسرائيلى، باعتبارها راعيًا لمشروع التسوية السياسية للقضية الفلسطينية، وعلى الرغم من ممارستها ضغوطًا كبيرة فى الجمعية العامة للأمم المتحدة لتمرير قرار التقسيم رقم (181) لعام 1947م، إلا أنّها فى الوقت نفسه لا تخفى انحيازها الكامل للسياسات الإسرائيلية، حيث قدمت ولا تزال تقدم كل أوجه الدعم «السياسى والعسكرى» للكيان الصهيونى، فقد استخدمت حق النقض «الفيتو» أكثر من أربعين مرة لمنع إصدار قرارات تدين الكيان الصهيونى واعتداءاتها المتكررة فى الأراضى الفلسطينية المحتلة.
 
وقد تمحورت السياسة الأمريكية فى المنطقة حول رغبتها احتواء الصراع العربى – الإسرائيلى، وذلك للمحافظة على مصالحها الحيوية فى الشرق الأوسط، ورأت فى زرع دولة «إسرائيل» القوية فى منطقة الشرق الأوسط مصلحة حيوية ووطنية أمريكية، لذلك يستمد الكيان الصهيونى قوته من المقدرات والدعم الأمريكى، كما يلعب دور الحامى للمصالح الأمريكية فى المنطقة والممثل لها، بل ودخل حروب بالوكالة عن الولايات المتحدة ويخدم مصالحها فى المنطقة العربية.
 
وعليه؛ تظهر المواقف الأمريكية ملتبسة ومتناقضة حيال الصراع الفلسطينى – الإسرائيلى، فقد عبرت مرارًا عن تمسكها بالحلول السلمية للصراع، وطرحت عدة مبادرات لحل القضية الفلسطينية حلًا سلميًا بما يتناسب والقرارات الدولية، وقد تبنت الولايات المتحدة هذا الأمر فى وثائق كامب ديفيد 1978م، ومؤتمر مدريد للسلام عام 1991م، والتى اعتبرت الأساس الذى بُنى عليه اتفاق أوسلو عام 1993م، بين دولة المحتل الإسرائيلى ومنظمة التحرير الفلسطينية، وتم التوقيع عليه فى البيت الأبيض فى واشنطن.
 
كما لا تُخفى الولايات المتحدة انحيازها الكامل للكيان الصهيونى، بل باتت تشجع قيام دولة يهودية عنصرية، فالمتتبع للنهج الأمريكى يرى بوضوح ما تعنيه المواقف الأمريكية المتناغمة مع الممارسات الإسرائيلية والتى تصاعدت بشكل ملحوظ فى عهد الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، وإدارته التى تمعن فى التغطية على الجرائم الإسرائيلية بحق الأرض الفلسطينية وسكانها الأصليين، فمنذ تولى الرئيس دونالد ترامب إدارة البيت الأبيض، أطلق وعودًا بدعم الدولة اليهودية الصديقة – بالنسبة لدولته – وحماية أمنها، وبدل أن تأخذ الولايات المتحدة دور الراعى الحقيقى لعملية السلام؛ راحت تقدم الدعم لحكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة بشكل سيقضى تمامًا على عملية السلام التى بدأت مسيرتها منذ أوسلو 1993م، وهذا ما يتناقض تمامًا مع القيم والمبادئ الأمريكية، التى تنادى بها الولايات المتحدة مثل الديمقراطية وحرية الشعوب، فالدعم الدائم المنحاز لـ«إسرائيل» كدولة احتلال، لن يوصل المنطقة إلا إلى مزيد من الدماء والحروب.
 
وتشير الدراسة أنه إلى جانب ذلك تنكرت «إسرائيل» لكل التزاماتها كدولة احتلال، ولم تستطع أى جهة دولية إلزامها بتطبيق رؤية المجتمع الدولى لحل الصراع، وقد تشجعت على انتهاج هذا الموقف المتعنت بفضل الدعم اللامحدود لها من الولايات المتحدة الأمريكية الراعى الرسمى لعملية السلام، مدفوعًا بالمصالح المشتركة، وهذا ما أدركته دولة الاحتلال مبكرًا، واستخدمته للتمادى فى فرض شروطها، وتنفيذ خططها دون رادع.
 
أولًا: الولايات المتحدة والمشروع الصهيونى: جذور العلاقة ووحدة المصالح الاستعمارية مع نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945م، خرجت الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها الدولة الوحيدة الأكثر قوة ونفوذًا حول العالم، وأصبحت واشنطن المتحكم الأقوى فى مجريات السياسة الدولية، ومركز اهتمام وتواجد جماعات الضغط، وأهمها «اللوبى الصهيون»، الذى حول مركز اهتمامه إلى الولايات المتحدة بدلًا من المملكة المتحدة فيما يخص العمل السياسى على المستوى الدولى، وبدأ يمارس ضغوطًا كثيرة على السياسة الأمريكية وساستها لتأييد ودعم قيام دولة يهودية، وأكثرها وضوحًا يتمثل فى التأثير «المادى» على الانتخابات الأمريكية عبر تمويل الحملات الانتخابية للمرشحين، سواء الرئاسيون أم البرلمانيون وحشد الأصوات لهذا أو ذاك.
 
عليه، نشأت علاقة مصلحية عضوية بين الفكر الاستعمارى الغربى وبين المشروع الصهيونى، حيث عبر عن ذلك “جابوتنسكى” بقوله: «إن الدولة الصهيونية - المحاطة بالدول العربية من كل جانب - ستسعى دائمًا إلى الاعتماد على أى امبراطورية قوية غير عربية وغير إسلامية».
 
من ناحية أخرى، لم تُخف القوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة مطامعها فى السيطرة على مقدرات المنطقة العربية، وإبقائها تحت طائلة التبعية للغرب بأشكالها المتعددة عسكرية أم سياسية أم اقتصادية، لذلك عمدت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا إلى توجيه أنظار البلدان العربية إلى مسائل أخرى تشغلها، فقد استخدمت فزاعة تمدد الفكر الشيوعى فى المنطقة العربية، بالإضافة إلى زرع كيان سياسى من نوع جديد يمثل منافسًا للدول العربية، وهو الكيان الصهيونى، الذى أعلن عن قيامه عام 1947م، ولا تزال الولايات المتحدة تتبع نفس هذه السياسة حتى اللحظة مع استحداث أساليب ووسائل ترتبط بالتطورات الدولية.. يتبع.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة