أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد الدسوقى رشدى

مصر وفلسطين والإخوان رايح جاى

الإثنين، 12 مارس 2018 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا سمعتهم يتكلمون عن القضية الفلسطينية وتسبقهم دموعهم فى ذلك، لا تهمل قلبك لعاطفتهم، فيسقط فى فخهم الذى يصنعون، فلم يعد أمام الإخوان وأهل جماعات الإسلام السياسى سوى لعبة الإتجار بالدم الفلسطينى بهدف العودة إلى المشهد السياسى.
 
وما فلسطين وقضيتها بالنسبة لهم سوى طوق نجاة يرتدونه بالبكاء عليها كلما انحسرت عنهم الأضواء، هم دوما يستخدمون القدس وفلسطين لتصفية حساباتهم السياسية مع خصومهم فى مختلف الدول العربية والعودة إلى المشهد مرة أخرى بمداعبة عواطف الشعوب العربية.
 
ولعبة الإخوان الآن هى معايرة الشعوب العربى والمصريين تحديدا بأردوغان والموقف التركى من فلسطين الذى يعتبر أقل بكثير على المستوى الشعبى والرسمى من الموقف المصرى الواضح، والهدف من المعايرة هو استكمال المخطط الإخوانى لتشكيك المصريين على وجه الخصوص فى مؤسسات دولتهم.
 
اللعبة الآن هى تصدير شعارات الجيوش العربية «فين»؟ الجيش المصرى «فين»؟ القضية الفلسطينة غابت عن الوعى العربى بفعل فاعل رسمى؟  تبدو هذه الأسئلة المطروحة من قبل جماعات الإسلام السياسى والإخوان ومن معهم من أهل مواقع التواصل الاجتماعى الذين يحملون لقب نشطاء، ذات هدف واحد هو تحقيق مصالح هذه الجماعات والعودة بها إلى بؤرة أضواء المشهد السياسى، وربما تلخص النقاط التالية الحقيقة التى يسعون لإخفائها، حقيقة جرائمهم واتجارهم بالقضية الفلسطينية.
 
• يسأل الإخوان عن الجيش المصرى «فين»؟ ويطرحون السؤال بصيغ مختلفة هدفها هز ثقة المصريين فى مؤسستهم العسكرية والتشكيك فى عقيدتها وموقفها من القضية الفلسطينية التى قدمت فى سبيلها الدم والعرق على مدى سنوات طويلة مضت، ولكن أليس غريبا أن يتكلم الإعلام الإخوانى الآن عن الجيش المصرى بصفته المنقذ للمنطقة، بعد سنوات من محاولاتهم تشويه صورته وفبركة أفلام ضده، والسخرية منه بالكلام عن الكعك والمكرونة.
 
• الإخوان وجماعات الإسلام السياسى يعايرون الشعوب العربية بهتاف «الجيوش العربية فين!»، ولم نسمع أحدهم يهتف فى شوارع تركيا أو قنواتهم التى تبث من إسنطبول أين الجيش التركى؟ رغم أنه يقتل الأكراد ويسعى فسادا فى الأراضى السورية، ولم نسمعهم يصرخون أين صواريخ حزب الله؟، رغم أنها تهدد بيروت الآن وتقاتل فى سوريا، ولم نسمعهم يسألون عن الحرس الثورى الإيرانى أو قاسم سليمانى قائد فيلق القدس؟ الذى يضرب فى اليمن وسوريا ولكنه لا يحارب أبدا من أجل القدس؟ ثم لماذا يسأل الإخوان والتكفيرون عن الجيوش العربية، ألم يخططوا ويحرضوا وينفقوا هم بأنفسهم لتفتيت هذه الجيوش ومحاربتها كما حدث فى سوريا والعراق وليبيا؟
 
• الهاربون فى قطر وتركيا ولندن من أصحاب الهوى الإخوانى والمتنطعين من قطعانهم على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، يتكلمون عن الجهاد من أجل فلسطين، ولم يخبرنا أحدهم لماذا لا تجاهد ميليشياتهم المسلحة أو خلايا الإخوان النوعية كحسم وغيرها ضد إسرائيل ومن أجل القدس، لماذا يتكلمون عن أموال قطر المنفقة لدعم إرهابيين يقاتلون فى سوريا والعراق وليبيا ولم يسألوا قطر عن ما تقدمه لإنقاذ فلسطين أو دعم من يجاهد ضد الكيان الصهيونى؟
 
• يروج الإخوان تحديدا أن وعى الشعوب العربية تم التلاعب به وتزييف وجدانه فيها يخص القضية الفلسطينية، بينما الحقيقة الواضحة طوال السنوات الماضية أن الإخوان والتيارات السلفية هم أكثر من زيفوا الوعى العربى ودمروا القضية الفلسطينية فى وجدانه، سواء بالمزايدة أو المتاجرة بالدم الفلسطينى أو بالشعارات الحنجورية والخطابات التواكلية التى جعلت من الشعوب العربية مجموعة من الكسالى جالسون فى انتظار الشجرة التى ستنادى عليهم بأن خلفها يهودى ليقتلوه، كان الإخوان والسلفيون يزرعون ذلك الخطاب فى وجدان العرب، بينما إسرائيل تتقدم على الأرض بالعلم الذى يحرمه الخطاب السلفى والإخوانى ويجعلون منه درجة أدنى.
 
• الإخوان والتيارات السلفية جعلوا الشعوب العربية والإسلامية خلال أكثر من نصف قرن مضى تعتاد الدعاء على الصهاينة فى المساجد والهتاف باسم الأقصى لا القدس فى الشوارع، بظن أن هذا دورهم وجهادهم، وبينما هم يسجنون العقل العربى فى ساحات الدعاء على الصهاينة داخل المساجد كانت إسرائيل تتقدم فى بحثها العلمى وتكسب أرضا جديدة وتتفوق على شعوب أثقلها التطرف الدينى وخطاب التواكل وانتظار ما تجود به السماء عليهم.
 
• شغلنا الإخوان وأبناء التيارات السلفية بمعارك السواك واللحية والملابس القصيرة والحجاب والحجامة وعورة صوت المرأة، بينما كانت إسرائيل تمضى قدما فى تطوير نفسها، كان الكيان الصهيونى ينفق الملايين على البحث العلمى ويدعو أبناءه إلى المدارس والمعامل، بينما الإخوان والسلفيون ينفقون مئات الملايين على خطاب دينى يزرع فى عقول أبناء الشعوب العربية والإسلامية بأنهم لن ينتصروا على الصهاينة إلا حينما تمتلئ المساجد فى صلاة الفجر لا حينما تمتلئ قاعات الدرس والعلم والمصانع بأفراد قادرين على الإنتاج.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة