أكد المشاركون فى احتفالية جامعة الدول العربية، اليوم الاثنين، بمناسبة يوم التراث العربى ضرورة الحفاظ على الهوية العربية ومحاربة محاولات تشويه التراث العربى فكريا وحضاريا.
من جهتها دعت جامعة الدول العربية لتضافر الجهود من أجل حماية التراث الثقافى والحضارى للأمة حفاظا على الهوية العربية خاصة فى ظل الظروف التى تمر بها المنطقة وما يتعرض له تراثها وحضارتها من سرقة ونهب وتدمير.
وقال أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية، فى كلمته خلال الاحتفالية والتى ألقاها نيابة عنه السفير بدر الدين علالى الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشئون الاجتماعية، حرص الجامعة العربية على حماية تراث الأمة ومقدراتها الثقافية موضحا أن هناك جهودا مكثفة تبذل من خلال اللجنة المصغرة المعنية بحماية التراث من أجل إعداد موسوعة للتراث الثقافى العربى، معربا عن أمله فى الانتهاء منها عام 2019.
وأكد أبو الغيط أهمية الاحتفال باليوم العربى للتراث، لافتا إلى أنه يأتى تنفيذا لقرار الوزارى العربى فى 2016 لحماية تراث الأمة.
كما أكد أن الجامعة العربية تقوم بجهود حثيثة لحماية تراث الأمة ومقدراتها الثقافية والحفاظ عليه وتشارك بكافة الفعاليات لتنسيق الجهود مع الدول الأعضاء، مشددا فى هذا الإطار على أهمية دور المجتمع المدنى ومشاركته فى حماية تراث الأمة وموروثها الحضارى.
من جهته قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إن الحفاظ على التراث جزء من الهوية العربية والإسلامية، مشددا على أن الحضارة الإسلامية تقوم بالأساس على العمارة والحضارة وتؤمن بالإبداع والفن.
وحذر من مغبة محاولات الإرهاب طمس ومحو وتشويه هذا التراث فكريا وحضاريا وإنسانيا بداية مما فعله التتار مع التراث الفكرى كأحد الوصمات فى تاريخ الإنسانية من حيث الاعتداء على التراث الإنسانى وصولا لما فعله تنظيم داعش الإرهابى فى الموصل وسوريا وهى وصمة عار أخرى فى جبين الإنسانية.
ولفت الدكتور جمعة إلى أن تنظيم داعش حاول اختطاف الدين الإسلامى وتشويه قيمه السمحة. داعيا إلى انتهاج جهود غير تقليدية لحماية التراث الثقافى من العابثين به والمحرفين له وإعادة قراءة الموروث الثقافى والفكرى بشكل يسهم فى الحضارة العصرية.
وشدد على أن الحضارة الإسلامية لم تقم على التدمير إنما البناء والتشييد ومن يهدمون الحضارة والموروث الثقافى لا يفهمون الإسلام فهما صحيحا.
من جهته وجه مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، تحية للجامعة العربية التى ما زالت تدفع بالعمل العربى المشترك إلى مستوى التطلعات.
ونوه بدور بالجامعة العربية فى دعم القضية الفلسطينية وتمسكها بالمبادرة العربية التى تؤكد أن كل الأرض مقابل كل السلام .
كما وجه تحية للجامعة العربية واصفا إياها بأنها مازالت تناضل للحفاظ على هوية العرب الثقافية فى ظل التهديدات والأخطار الجسيمة.
ووجه تحية لكل من أسهم بالاحتفال بيوم التراث العربى الذى وحد العرب فى العصور الوسطى. وقارب بين ثقافتهم المختلفة فى العصر الوسيط الذى كانت أوروبا تعيش فيه فى الظلام، بينما كان العرب يحترمون العقل ويفردون له مكانا يسبق النقل إلا إذا كان قرآنا أو سنة ويفتحون باب الاجتهاد. ودعا إلى الإبقاء على هذا التراث حيا مشيرا إلى أنه يجدد نفسه على نحو منتظم.
وقال إنه ما من شك إن تراثنا مثل أى تراث إنسانى يحفل بكثير من الخرافة بسبب سيطرة النقل وغياب النقد والفصل المتعسف بين التراث وسياقه الزمنى والأسباب التاريخية له مما يحول دون فهمه الصحيح وتأويلنا المتعسف لكثير من المنقول مما يوجب إعادة فحص هذا التراث وتقييمه لأنه أشبه بالنهر الذى يكون فى حالة تدفق مستمر، مشددا على أنه لا تناقض بين تراثنا وبين رؤيتنا العصرية تجاه هذا التراث.
صاحب الاحتفال معرض للتراث الثقافى العربى مقدم من الدول الأعضاء لدى الجامعة العربية، بالإضافة إلى مشاركة الجهات العربية والدولية المعنية بالتراث، ومنها المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم (اسيسكو)، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الكسو)، ومنظمة الأمم المتحدة لتربية والعلم والثقافة (يونيسكو)، مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدولة الإمارات العربية المتحدة، مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (أرسيكا) - استانبول، المعهد الثقافى الأفريقى العربى، والجهاز القومى للتنسيق الحضارى، والجمعية العربية للحضارة والفنون الإسلامية، وكلية الآثار وكلية السياحة والفنادق بمصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة