ندق جرس الإنذار.. إسرائيل تتغلغل فى المجتمع الصينى والعرب "لا حس ولا خبر"..الدولة العبرية نشأت برعاية وقرار بريطانى وحولت قبلتها إلى واشنطن مع ظهور القوة الأمريكية..وبدأت تكوين لوبى فى بكين

الأحد، 11 مارس 2018 12:35 م
ندق جرس الإنذار.. إسرائيل تتغلغل فى المجتمع الصينى والعرب "لا حس ولا خبر"..الدولة العبرية نشأت برعاية وقرار بريطانى وحولت قبلتها إلى واشنطن مع ظهور القوة الأمريكية..وبدأت تكوين لوبى فى بكين
كتب محيى الدين سعيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نشأت دولة الكيان الصهيونى برعاية وحماية وقرار بريطانى، حينما كانت المملكة المتحدة قوة عظمى، وإمبراطورية تقع تحت سيطرتها مساحات شاسعة من الكرة الأرضية، وسرعان ما تنبه صناع الكيان العبرى ودوائر صنع القرار فيه إلى بزوغ قوة جديدة، هى الولايات المتحدة الأمريكية،  فتحولت قبلتهم نحو البحث عن التأثير فى الإمبراطورية الجديدة، وتطويعها لخدمة مصالح الدولة العبرية، وهو ما تحقق بالفعل عبر اللوبى اليهودى، الذى تحول شيئًا فشيئًا إلى أداة التأثير الكبرى فى صناعة  وتوجيه السياسة الخارجية الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بالموقف من الأحداث فى منطقة الشرق الأوسط، التى تم زرع الكيان العبرى  فيها، فكان التدخل الأمريكى على طول الخط منحازًا لتل أبيب.

نتنياهو
 
ووسط انشغال العرب على مدى العقود الأخيرة، تارة بصراعات فيما بينهم، وأخرى بصراعات وأحداث وثورات داخلية فى السنوات القليلة الأخيرة، كانت إدارة المصالح الصهيونية تولى وجهها إلى قبلة جديدة، حيث القوة الاقتصادية الكبرى والواعدة، المتمثلة فى التنين الصينى، لتنبته دوائر الصهيونية المختلفة إلى أهمية الإسراع بالوجود فى مواقع مؤثرة بالقوة الجديدة، والتغلغل فى البنيان المجتمعى بداخلها، تحسبًا لأن تصبح بكين يومًا صاحبة القرار الأول والنافذ فى الكرة الأرضية.
 
مظاهر عديدة لمحاولات التغلغل الإسرائيلى فى مختلف مناحى المجتمع الصينى، ترصدها  الدكتورة نادية حلمى، الباحثة  فى الشؤون السياسية الصينية، مدرس العلوم السياسية بكلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية بجامعة بنى سويف، مدير وحدة دراسات جنوب وشرق آسيا، والتى تقول لـ«اليوم السابع» إن السنوات الأخيرة شهدت تغييرًا واضحًا فى النهج الرسمى للصين تجاه إسرائيل، مشيرة إلى أن أولى بوادر هذا التغيير ظهرت فى تنظيم أول مؤتمر للدراسات الاستراتيجية بين الصين وإسرائيل منتصف عام 2010، «ولم يحدث من قبل أن اجتمع باحثون من بكين وتل أبيب لمعالجة القضايا الجيوسياسية ذات الاهتمام المشترك بين الجانبين»، لافتة إلى أن أبرز هذه المؤشرات تمثلت فى دعوة الحزب الشيوعى الصينى لحزب الليكود الصهيونى للمشاركة فى مؤتمر فكرى قبل فترة.
 
وتابعت أن أهمية هذا التطور تكمن فى أن أقوى هيئة سياسية فى الصين تعبر عن اهتمامها الرسمى بالمستويات السياسية الإسرائيلية بطريقة صريحة، مبينة أن الصين بدأت بعد «ثورات الربيع العربى» فى وضع خطة بحث استراتيجية لإيجاد أفضل السبل للمعرفة المثلى بمنطقة الشرق الأوسط، وأنه بناء على ذلك وجه قادة الصين مستشاريهم الأكاديميين إلى إيجاد سبل جديدة لمعرفة المنطقة، وذلك فى بحثهم عن معلومات دقيقة وموثوق بها، فضلًا عن التحليل والتفسير من قريب لما يجرى فى الشرق الأوسط، موضحة أنه من هنا بدأ الأكاديميون الصينيون الرائدون من بكين وشنغهاى فى التعامل مع إسرائيل باعتبارها جزيرة استقرار فى المنطقة، حيث لم تطلها التغيرات الثورية العنيفة، مثلما هو الحال فى دول ثورات الربيع العربى.
 
 
ورأت الباحثة أن التغير والتطور الكبير فى العلاقات بين بكين وتل أبيب يرجع جزئيًا إلى «الربيع العربى»، وذلك فى الوقت الذى يمارس فيه سفراء الدول العربية الـ 22 ضغوطًا متزايدة على الصين لاتخاذ إجراءات فى القضية الفلسطينية، وتابعت: «المطلع على الشأن الصينى يعلم جيدًا أن تقديم المشورة فى مجال السياسات بشأن هذه المسائل، خاصة المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط، يعهد بها إلى الأوساط الأكاديمية الرائدة فى الصين».
 
وتابعت أنه فى إطار استقطاب الباحثين الإسرائيليين لزيارات غير رسمية إلى الصين، استضاف مركز «الصين والعولمة»، وهو مركز غير رسمى، فى عام 2016 أكثر من 20 باحثًا شابًا من برنامج «زملاء أرغوف فى القيادة والدبلوماسية» بإسرائيل، لافتة إلى أنه ونظرًا لأهمية الجانب الصينى للدولة العبرية، فقد أنشأت تل أبيب برنامجًا متميزًا للصين داخل المعهد الإسرائيلى لدراسات الأمن القومى، ويهدف البرنامج إلى تعزيز المعرفة حول مشاركات الصين فى قضايا الشرق الأوسط، والقضايا المرتبطة بإسرائيل، فضلًا عن أنه يزود صناع القرار فى تل أبيب بتوصيات تتعلق بالسياسات بشأن الصين، وذلك بهدف القيام بدور فى هذا الإطار، مبينة أن برنامج الصين فى المعهد الإسرائيلى لدراسات الأمن القومى يعمل بدعم سخى من مؤسسة «جليزر» ومن «معهد إسرائيل».
 
وقالت الباحثة إن معهد دراسات الأمن القومى فى إسرائيل يتمتع بوضع فريد فى علاقاته مع مراكز الفكر الصينية المعنية بشؤون الشرق الأوسط، مؤكدة أن تل أبيب تعمل من خلال خبرائها بالبرنامج الصينى فى المعهد على مراقبة أداء  أعمال مراكز الفكر الصينية لشؤون الشرق الأوسط من أجل مراعاة التطورات فى الشرق الأوسط على المدى الطويل، والتطورات الأخيرة على حد سواء، وموقف واشنطن من مشاركة الصين ووجودها  فى المنطقة،  وتأثيرها فى دولها.

اليهود
 
 
وتلفت إلى انتشار المدارس اليهودية للأطفال فى الصين، وبينها مدرسة «جانينو» الدولية اليهودية فى بكين، ومدرسة «مجموعة تودر» اليهودية فى شنغهاى، لافتة إلى بدء ظاهرة جديدة تتمثل فى «زيادة ساعات التعليم الدينى اليهودى الصارم للأطفال اليهود المقيمين مع ذويهم فى الصين»، منعًا لاختلاط وضياع الهوية اليهودية من هؤلاء الأطفال، معتبرة أن انتشار تلك المدارس يمثل حلقة من حلقات استمرار «التغلغل» و«الاختراق» الصهيونى داخل المجتمع الصينى.
 
 
وتشير إلى ظاهرة جديدة فى مسار العلاقات الصينية الإسرائيلية، وتتمثل فى حرص الصين على زيادة عدد مواطنيها الذين يعملون فى إسرائيل، والبالغ عددهم ما يقرب من 20 ألف عامل، يقومون بتحويل 330 مليون دولار سنويًا إلى بلادهم، فضلًا عن أن إسرائيل تنظر إلى الصين على أنها سوق استهلاكية عالمية سرعان ما تتضاعف عائدات الاستثمار فيها، ولذلك تعمل الشركات العسكرية الإسرائيلية، سواء الخاصة أو الحكومية، على زيادة حجم مبيعاتها إلى الصين، موضحة أن هناك ظواهر أخرى يجب الالتفات إلى تأثيراتها على الأمن القومى العربى، وتتمثل فى زيادة ظاهرة الزواج المختلط بين الإسرائيليين والصينيين، وانتشار الشركات الإسرائيلية التى تعمل فى الصين تحت غطاء صينى، وتجنيد عدد من الشباب الصينى فعليًا فى جيش الدفاع الصهيونى، فضلًا عن انتشار وقائع «تهويد الصينيين المفتعل» من قبل عدد من المنظمات الصهيونية العاملة فى الصين، وعلى رأسها منظمة «شافى إسرائيل»، ومنظمة «ادعمونا»، وغيرها من المنظمات التى تعمل فى إطار ممنهج على نشر اليهودية فى الصين، فيما تشير إلى أن قائمة  مراكز الدراسات الإسرائيلية واليهودية فى الصين تضم كلًا من معهد ديان وجيلفورد جليزر للدراسات اليهودية والإسرائيلية فى جامعة نانجينغ، ومركز الدراسات اليهودية فى أكاديمية هيلونغ جيانج للعلوم الاجتماعية، ومركز شسترمان للدراسات الإسرائيلية بالجمعية الصينية للدراسات اليهودية، وقسم الدراسات الدينية اليهودية بكلية الفلسفة فى جامعة نانجينغ، ومركز الدراسات اليهودية فى شنغهاى، ومركز الدراسات اليهودية فى جامعة خنان، ومركز الدراسات اليهودية والأديان فى جامعة شاندونغ، ومركز الدراسات اليهودية فى جامعة سيتشوان للدراسات الدولية، ومعهد العلاقات الدولية فى جامعة يونان، وقسم علم اللغة العبرية والدراسات الثقافية فى مدرسة الثقافات واللغويات الشرقية التابعة لجامعة بكين، ومعهد الدراسات الشرق أوسطية فى جامعة نورث وسترن.
 
وتلفت الدكتورة نادية حلمى إلى انتشار  المعابد وبيوت الشاباد اليهودية فى الصين، حيث أنشأت الحكومة الإسرائيلية العديد من المعابد اليهودية لخدمة اليهود الموجودين فى الصين، سواء لأسباب تتعلق بالعمل أو الدراسة، أو لهؤلاء الصينيين «المتهودين»، أى الذين تحولوا لليهودية، مبينة أن الحكومة  الإسرائيلية  تحرص على بناء عدد من المعابد اليهودية فى عدد من المحافظات المختلفة فى الصين، مستخدمة النمط الصينى فى تأسيسها وتشييدها، فى محاولة منها للتقارب مع الحكومة الصينية، مثل «الكنيس اليهودى» فى إقليم كايفنغ، والذى  تأثر فى بنائه وتشييده بالثقافة الكونفوشيوسية، مع دمجه بالثقافة الإسرائيلية أيضًا، وذلك على غرار المعابد اليهودية فى القدس المحتلة.
 
وتقول إن تزايد وتنوع أوجه التعاون المختلفة بين الصين وإسرائيل أدى إلى عدد من النتائج، على رأسها إلغاء تأشيرات الدخول للسائحين الصينيين إلى تل أبيب، لافتة إلى أن التأشيرات الصينية الممنوحة للمواطنين الإسرائيليين من قبل السفارة الصينية فى تل أبيب مدتها عشر سنوات كاملة،  فى حين أن مدة التأشيرات العربية الممنوحة لدخول  للصين هى  ثلاثة أشهر فى المرة الواحدة. 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة